د. وائل الحساوي / نسمات / فن التعامل مع جار لا يحبك

تصغير
تكبير
بعد طرد القوات العراقية من الكويت، قررت الأمم المتحدة فرض تعويض على العراق نسبته 30 في المئة من مبيعات النفط، ثم تم تخفيضها بعد ذلك إلى 10 في المئة ثم 5 في المئة، واليوم يجري وزير الخارجية الكويتي مفاوضات في الامم المتحدة لتخفيض نسبة التعويض إلى 1 في المئة.
لم يتدخل الشعب الكويتي او يشتكي بالرغم من ان هذه النسبة لو حسبناها لوجدنا بأنها نسبة بسيطة جدا، فاذا كان العراق يبيع نفطا بمعدل ثلاثة ملايين برميل يوميا، فان النسبة المقتطعة لن تزيد نصف مليون دينار يوميا فهل يعجز العراق- ذلك البلد الغني عن ذلك؟!، ويتطلب ان يسدد العراق التعويضات للكويت على مدى اكثر من مئة سنة.
هل هذه هي فعلا عقدة الشعب العراقي التي تجعل نواب البرلمان فيه يخرجون عن طورهم في شتم الكويت واتهامها بشتى التهم ومنها أن الكويت تسعى لابقائهم تحت البند السابع من قرارات الأمم المتحدة المتعلق بالعقوبات، ثم نرى بعدها الهجوم المتعمد على قضبان الحديد التي تمثل رمزا للحدود بين البلدين؟!

ان المسألة في تصويري اكبر من ذلك وهي ليست ردة فعل عفوية من بعض العراقيين بل هي تمثل منهجا يسعى كثير من الاطراف العراقية لتأجيجه ضد الكويت وعلى رأسها الاحزاب الحاكمة، فكما ذكر المفكر العراقي «مصطفى العاني» بأن العراقيين يتربون منذ الصغر على أن الكويت هي جزء من العراق، اذا فمحاولات الفصل وان نجحت احيانا لكنها لن تجعلهم يتخلون عن هذا الهدف السامي لديهم لا سيما بعد ان ضحوا من اجله بالكثير، وشعورهم اليوم يشابه شعور العملاق الذي استطاعت نملة ان تؤذيه.
ان الابر المخدرة التي يتفنن الزعماء العراقيون بغرزها في جلودنا بخطاباتهم المعسولة لا تتناسب مع تصرفات نوابهم في البرلمان ومع اعلامهم الموجه، ويشعر السامع لكلامهم بانهم انما ينتظرون الفرصة للانقضاض على الكويت كلما سنحت لهم، بل ويشعر المستمع لكلامهم بانهم لم تتحرك في نفوسهم ذرة واحدة من الحزن على ما اصابنا بسبب همجية زعمائهم وجيوشهم بل ويلوموننا على ما فعل، فاذا كانوا يتصرفون تجاهنا بمثل تلك التصرفات وهم مازالوا في موضع الضعف والتمزق فماذا سيفعلون بنا اذا استعادوا قوتهم وأصبح لجيوشهم القوة على البطش من جديد؟!
في تصوري ان التعامل مع جارنا العنيد يجب ان يكون بحكمة وصبر ومنها:
أولا: عدم الرد على استفزازاتهم وتصعيد المواقف ضدهم فهذه تخدمهم ولا تخدمنا.
ثانيا: لا مانع من البحث عن وسائل للتعويض مثل الاستثمارات واستيراد ما عندهم ولكن بضمانات واضحة حتى لا تضيع حقوقنا.
ثالثا: الاستعانة بخبراء عالميين لدراسة النفسية العراقية وطرق التعامل معها.
رابعا: التعاون مع الفئات العراقية التي تحب الكويت وتحرص على توثيق العلاقة معها ودعمهم لاضعاف المعادين لنا.
خامسا: تحصين حدودنا ما أمكن باستخدام الوسائل العلمية المتطورة، فليس اسهل من ان يجد العراق المبررات للاعتداء علينا او ارسال الجواسيس والمخربين الينا.
سادسا: الاصرار على ان يكون ترسيم الحدود هو المطلب الاساسي للكويت ومرتبط باخراج العراق من البند السابع.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي