وأخيراً وافق مجلس الوزراء على بدل تعطل لمدة ستة أشهر كحل لقضية المسرحين حيث جاءت الخطوة بعد أن اكتمل نصاب العدد المطلوب لعقد الجلسة الخاصة 33 التي دعا إليها النائب صالح الملا وطالب مجلس الوزراء ديوان المحاسبة ببحث قضية العقود النفطية الستة التي أثارتها صحيفة «الراي» في وقت سابق... ويبقى الحل عند ديوان المحاسبة!
ولم يكن صيف 2009 كبقية الفصول الصيفية السابقة، إنه صيف «كتلة العمل الشعبي»، فعراب «كتلة العمل الشعبي» أحمد السعدون تحدث في مؤتمره الصحافي عن مجمل القضايا، ولم يقف عند حد في متابعته للقضايا لدرجة إمكانية مساءلة رئيس مجلس الوزراء.
والمفاجأة ظهرت في استغراب النائب عدنان عبدالصمد من حالة الاندفاع النيابي وراء تصريحات صحافية لا تستند على معلومات موثقة، وكأن الأمر «مع الخيل يا شقرا»، مؤكداً رفضه هذا الأسلوب («الراي» عدد الخميس 30 يوليو).
نوافق النائب عدنان عبدالصمد في جزئية مع «الخيل يا شقرا» لأننا نريد أن يتحرك النواب وفق قناعاتهم بعيداً عن العاطفة أو أي تأثير جانبي، وما يدريك فقد تكون بعض التحركات في تجاه الصالح العام وموثقة وهنا يوجب اتباعها من الناحية الدستورية.
إن النائب يصرح حسب المعلومات التي تصل إليه وعادة ما تكون موثقة وإلا سيتحمل مصدرها العواقب القانونية إزاء التصريح المعلن... والشاهد أن معظم التصريحات تناولت قضايا مدعمة بدلائل، ومن حق النائب البحث فيها، والتصريحات الصحافية هي من باب الأمانة النيابية فلولا التصريحات لما استطاع القراء الحكم على مجمل القضايا التي تهم الشارع الكويتي، وزد على ذلك أن الصحافة هي ووفق مصداقيتها تعتبر الصلة الوثقى التي تطرح المواضيع من مصادرها ويبقى الحكم للقراء.
إنها مسألة قناعات كما ذكرنا، وكل إناء بما فيه ينضح ولا بأس في عرض القضايا ذات الشأن العام، أما التصريحات التي تؤثر في صلابة النسيج الاجتماعي فهي مرفوضة جملة وتفصيلاً بغض النظر عن النوايا... فحينما تظهر للعلن فضررها يكون قد وقع وتكون بذلك قد خرجت عن النطاق الشخصي و«تعال دور على النوايا».
فيا صيف كتلة العمل الشعبي ما هو المقبل؟!
حقيقة علمية
أكد روب قوفي وقاريث جونز من كلية لندن لإدارة الأعمال «London Business School» أنهما مسحوران بأفكار ماكس ويبر حول الأفكار القيادية: معاكسة «ضد» البيروقراطية، والقادة هم من ينجحون في خطف القلوب، العقول، والأرواح... ولا يوجد قائد من دون أتباع.
والقادة السياسيون لا يمكن وصفهم بالقادة على المستوى المؤسسي الباحث عن الإنتاجية لأن اختيارهم تدخل فيه أمور بعيدة عن المعايير الصحيحة للقيادة وتحديداً الكفاءة منها فتجدها مبنية على حسبة سياسية، طموح شخصي، وحتى الواسطة والمحسوبية تدخل كعامل مؤثر في الاختيار.
هذا ما يقولونه الباحثون في كلية تعتبر الأولى على مستوى العالم في الإدارة، وبمراجعة وضع الوزراء ونواب مجلس الأمة نستطيع التمييز.
لذلك نرى أن النواب يحق لمن صوت لهم (القاعدة الانتخابية) وفق ثقافة الاختيار لكل دائرة وتجمع على حدة الحق في معرفة إسهاماتهم، والصحافة هي المصدر الرئيسي بجانب وسائل الإعلام الأخرى. وفي الختام، ندعو المولى عز وجل أن يحفظ البلاد والعباد... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]