د. وائل الحساوي / نسمات / من أجل أبنائنا

تصغير
تكبير
قصة مأسوية لأسرة عربية يرويها طبيب العائلة، فقد سافر الشاب إلى الولايات المتحدة للدراسة، ثم عاد وتزوج بفتاة جميلة وصاحبة خلق رفيع ورزقهما الله تعالى بطفلة، وكانت حياتهما رمزا للمثالية المطلوبة، بعد سنوات قليلة ظهرت في جسم زوجته أورام في الغدد الليمفاوية وتبين من الفحص بانها مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية (والذي هو مرادف لمرض نقص المناعة الايدز)، وعندما اخبر الطبيب الزوج بمرض زوجته اتته حال من الهستيريا واعترف لزوجته بانه قد مارس الفاحشة اثناء دراسته في الولايات المتحدة، لكن ذلك لم يمنع من اكتسابهما مرض الايدز وكذلك ابنتهما الصغيرة، مات الزوجان بسبب المرض ومازالت البنت تخضع للعلاج الطبي.
تذكرت هذه القصة وانا استمع للدكتور يعقوب الكندري- المسؤول عن الفحص الطبي قبل الزواج- وهو يبين لنا الحقائق الكثيرة عن اهمية هذا الفحص على القادمين على الزواج وعلى الابناء المتوقعين، ومما ذكره الدكتور يعقوب وكذلك مما قرأته:
أولا: إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى ان طفلا من بين كل 25 طفلا يمكن ان يصاب بمرض وراثي من ابويه، وان عدد المعاقين في مصر في تزايد مستمر ويصلون إلى 13 في المئة من السكان، منهم نحو 73 في المئة من اصحاب الاعاقة الذهنية.

ثانيا: الاكتشاف المبكر للأمراض المحتملة بعد الزواج ما يعطي الزوجين خيارات كثيرة حول الزواج والانجاب.
ثالثا: يمكن تفادي امراض وراثية خطيرة تحدث بسبب عدم ملاءمة الزوجين لبعضهما مثل مرض فقر الدم وانيميا البحر المتوسط - المنتشرة في تلك المنطقة - ناهيك عن الامراض الجنسية الخطيرة مثل الايدز والسيلان والزهري وغيرها.
رابعا: ايجاد جيل خال من الامراض الوراثية كما حصل في قبرص حيث لم يولد لديهم اي طفل مصاب بانيميا البحر المتوسط خلال العشرين سنة الماضية.
خامسا: يتأكد الزوجان من امكانيتيهما على الانجاب.
سادسا: تبين بأن لدى كل إنسان (10-65) جينات معطوبة، وهذه الجينات لا تسبب مرضا لمن يحملها لان الانسان لديه نسخة سليمة من نفس الجين المعطوب، ولكن الزواج بامرأة لديها نفس الجينات المعطوبة قد يعطي الاطفال جرعة مزدوجة من تلك الجينات.
سابعا: في الكويت اكثر من ستين الف معاق، جزء كبير منهم بسبب الامراض الوراثية.
ثامنا: الفحص قبل الزواج، وإن كان الزاميا، لكن نتائجه تعطى للرجل وللمرأة دون اجبار لهما على عدم الزواج ولا يكتب في النتيجة نوع المرض ولكن فقط (غير لائقين للزواج) وذلك للحفاظ على سرية المعلومات ولمنع الفضيحة التي لا يريدها احد من الازواج.
تاسعا: السعودية والبحرين طبقتا ذلك الفحص قبل خمس سنوات بنجاح، وازدادت نسبة من يتخذون قراراتهم بموجبه في السعودية من 3 في المئة إلى 40 في المئة الا يستحق ابناؤنا وبناتنا ان نضحي قليلا من اجل سعادتهم جينيا كما نضحي من اجل تربيتهم واطعامهم؟!
سؤال للدكتور هلال الساير
سؤال اوجهه للدكتور هلال الساير بصفته طبيبا متمرسا في مهنته قبل ان يكون وزيرا، هل لو جاءك رجل ناهز عمره الستين عاما إلى المستشفى يشكو من اصابة في يده، ثم وجدت بان ضغط الدم عنده وصل إلى (50/120)، هل ستضمد يده ثم ترسله إلى بيته دون النظر في اسباب الانخفاض الكبير في ضغطه؟!
هذا ما حدث مع طبيب عربي في مستشفى مبارك، اذ صرف مريضه بعدما قاس ضغطه، وعندما انتكست حالته رجع إلى المستشفى ليكتشف اعراضا كبيرة في حالته الصحية استلزمت ابقاءه في المستشفى واجراء الاشعة وكثيرا من الفحوصات له.
لو كان الامر متعلقا بجهل الطبيب لوجدنا له عذرا، ولكن هل يمكن تسمية تلك الحالة الا بانها بسبب فقدان الاخلاص في المهنة!!
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي