مسافات حلم / أصوات إباحية!

تصغير
تكبير
| حمد الحمد |
يفترض ان تستخدم عقلك بقوة وألا تكون مستقبلا للأفكار والظواهر من دون تحليلها، وانا كثيرا ما أحاول ايجاد تفسيرا لبعض الظواهر، التي اعتاد عليها الناس تمارس وتستخدم، رغم عدم وجود مبرر لها وقد تجاوزها الزمن. ومنها على سبيل المثال.
«بن» و«بن»
ما زال البعض وبخاصة بعض الكتاب عندما يريد أن يعرف نفسه فيقول: أنا جاسم بن حسين بن علي، طبعا أنا اعتقد ان هذه الصيغة لا محل لها من الاعراب في زمننا الحالي. والسبب بان مصطلح «بن» يستخدم بالسابق وبخاصة قبل الغاء نظام الرق في العالم، فيقال فلان بن فلان وكان لذلك مبرر منطقي. فالرجل في السابق يكون له ابن حقيقى من صلبه فيقال فلان بن فلان ولكن أيضا يكون لة رقيق اشتراه من السوق، فيقال فلان مولى فلان أو فلان تابع فلان، والان لا مبرر منطقياً لاستخدام هذه المصطلحات، لانه لا وجود لنظام الرق والحمد لله فلا موالي ولا توابع.
«شاهد ما شاف شي»
قبل عقدين من الزمن اذا ذهبت للتسجيل العقاري لتوثيق عقار قمت بشرائه، يطلب منك الموظف ان تحضر شاهدين شهدا على عملية البيع، لهذا من دون معنى أن تذهب لأقرب ممر وتطلب شاهدا ويتطوع البعض للشهادة، رغم عدم حضورهم عملية البيع، الان ألغيت عملية الشهود في بعض المرافق الحكومية، والسبب أنه في الماضي لا يوجد غالبا توثيق أو بطاقات تعريف، وكان البيع شفاهة، لهذا يلزم وجود شهود، اما الان فلا معنى للشهود، لان المشتري جاء بنفسه ولديه بطاقة تعريف فيها صورته، والموظف يطابق الصورة وهنا ثبت أنه الشخص نفسه بعد توقيعه، ولكن في السابق يلزم وجود الشاهد لاثبات أن هذا الشخص، هو فلان بن فلان لعدم وجود بطاقات تعريف، ولكن الآن ما زالت بعض الجهات تطلب شهودا كموثقي الزواج وهذا لا معنى له وانما أمر شكلي.
أصوات إباحية
وانا أقود سيارتي غالبا ما استمتع باغانى فن الصوت، والتي تبث من اذاعة الغناء العربي الحكومية على FM، ولكن صراحة لا استسيغ سماع بعض كلمات الأصوات، والتي تتضمن غزلا فاحشا واباحية صريحة، تخالف القانون والذوق العام مثلا كلمات احد الأصوات «لا تدفنوني بقاع بين...! ادفنوني»، وغيرها... وتحليلي لاستخدام هذه الجمل في الأصوات، أن فن الصوت فن ذكوري في السابق يغنيه الرجال في جلساتهم الخاصة، ولا يوجد بينهم نساء أو غير بالغين، لهذا لا يتحرجون من استخدام تلك الجمل، ولكن عندما تم تسجيل هذه الأصوات نقلت، كما هي وبثت للجميع رجال ونساء وفتيان، وهذا خطأ وهنا لا نقول علينا اعدام هذه الاغاني الجميلة وهى محدودة، وانما علينا اعادة تسجيلها وحذف أو تعديل بعض الجمل، وفي الغالب لا يحتاج التعديل الا لكلمة واحدة فقط او بيت من الشعر، ولكن من يريد الاستماع الى تلك الاغاني الأصلية فهي متوافرة في اليوتيوب اوتباع «cd»، لهذا لا معنى لان تبث اذاعة حكومية اغاني بكلمات اباحية، حتى لو كانت تراثية وبأصوات مطربين كبار نعتز بهم.
* كاتب وروائي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي