غيبه الموت جسدا لكن مواقفه وأعماله وأفكاره ومبادئه ستخلده أكثر كما لو كان حيا

خضير المشعان... «حياة باقية»

تصغير
تكبير
| كتب مصطفى جمعة |
فقدت الحركة الرياضية الكويتية واحدا من نبلاء عصورها المتعاقبة، وحكيما من حكماء أزمانها المتعددة، خضير مشعان الخضير ثالث رئيس لنادي الكويت والذي ترأس «القلعة البيضاء» على فترتين: الاولى من العام 1965 الى عام 1972، والفترة الثانية من 1974 الى 1981، الذي غيبه الموت امس جسدا، لكن في الحقيقة مواقفه واعماله وافكاره ومبادئه ستخلده أكثر كما لو كان حيا بل سيزداد تألقا وحضورا واحتلالا للأمكنة والأزمنة مع مرور الايام.
إن مناقب الراحل الرياضي الكبير لا تعد ولا تحصى ولكنه في سجل الخالدين من الرجال اصحاب المبادئ التي لا تحيد عن الحق ولا تبعد عن المنطق ولذلك سيظل اسمه محفورا بطول الزمان كصاحب القرار الصحيح في الوقت الصحيح والذي لم يخطئ يوما في حساباته وتحليلاته.

فالخالدون لا يموتون و«خضير المشعان» قامة كبرى رسخ نفسه في تاريخنا الرياضي والاجتماعي بمواقفه ودوره ومسيرته منذ ان كان لاعبا حتى اصبح الرئيس الفخري لنادي الكويت مرورا بمشاركته تأسيس اتحاد السلة وعمله أمينا للسر العام في أول مجلس ادارة له، ولذلك لا عجب ان يحتل اسمه في سجل الخلود موقعا أكبر بكثير مما نتخيله على وجه الاطلاق، ومهما بلغت درجة الاجادة من قبل اي انسان في ان يتقمّص شخصيته، لكي يؤدي دوره فهو يعجز تماما عن ادراك الطاقة التي كان يمتلكها، والتي جعلته يسكن قلوب كل من عرفه ويعيش في ضمائر اصحاب المواقف التي لا يأخذها في الحق لومة لائم.
خضير المشعان كان مشهورا عنه الأناة والحلم والسلاسة في التعامل، ومعروفا عنه التواضع والرحمة حتى انه كان دائما يخفض جناحه لأبنائه الرياضيين واهله وإخوانه، في سائر أحواله، إلا حالاً واحداً: أن تُمسَّ مبادئه وكرامته، أو يُمسَّ إسلامه.
خضير المشعان لم يهادن، ولم يساوم، وبقي شامخاً في وجه الأعاصير، عاش واقفاً، ومات واقفاً، لم يضعف، ولم تضعف روحه، ولم تضعف عزيمته. وتميز الفقيد الكبير خضير المشعان بدأبه على العمل، فهو كان يعمل في سائر أحواله، حتى انه كان يعرف من الذين عملوا مع «جمل المحامل في العمل» تراه من لقاء إلى لقاء، في الحر والبرد، أعداؤه وخصومه هم أعداء الحق والحقيقة ولذلك كان دائما يفند مواقفهم وأقوالهم ومزاعمهم بقوة يستغربها. ويكفي الفقيد الكبير خضير مشعان الخضير الشهادة التي قالها في حقه ناصر الخباز المدير الداخلي السابق لـ«القلعة البيضاء»: «العم خضير المشعان كفاية تأسيس النادي وهو لاعب كرة قدم ويد وطائرة وسلة على أيام النادي الأهلي ومن بعدها تسلم الرئاسة واعتبره رمزا رياضيا كبيرا، واضاف اذكر موقفا معه حين كانت أعمارنا تتراوح بين الـ11 والـ12 سنة، فكنا نجلس بالنادي وكان يصرخ علينا ويقول «ليش قاعدين روحوا درسوا مستقبلكم الدراسة أهم من الرياضة» وكان يعلمنا «هذا صح وذاك خطأ» فكان بمعنى الكلمة مربيا لنا». وتأسس نادي الكويت الرياضي عام 1951م وكان يسمى (النادي الأهلي ) آنذاك. كان أول رئيس لمجلس إدارة النادي عبد الرزاق سلطان أمان ومعه الأعضاء: عبدالله يوسف الغانم، يعقوب يوسف الحمد، عبدالعزيز جعفر، عبداللطيف أمان، يوسف إبراهيم الغانم ود. احمد الخطيب. وكان أول فريق كونه النادي يضم إبراهيم المواش، احمد الموسى، مجرن الحمد، علي فضل، يوسف سويدان، احمد المسفر، صالح اليماني، خالد الحمد، خضير المشعان، عثمان الراشد، صبحي نصار، سعيد العوضي، تاج محمد عبد الزهره، جلاوي، عبدالمحسن الفرحان، ناصر الطخيم، عبد الحسين غازي العماني، وسليمان فارس السوداني.
وبدأ الفقيد الرياضي الكبير خضير المشعان حياته الرياضية في دمشق عام 1945 لاعبا لكرة السلة عندما كان يدرس اللغة الانكليزية، وكان يدرس معه ايضا يعقوب يوسف الصالح الحميضي وزاحم عبدالعزيز الزاحم، وكان الثلاثة يتابعون نشاط فريق مدرستهم وينتهزون فرصة عدم وجود احد في الملعب ليزاولوا هوايتهم، وعندما عاد خضير المشعان إلى الكويت واصل دراسته في المدرسة التجارية، وقد تدرب على يدي المدرب المصري بهجت ابو الخير عند حضوره للكويت، حين بدأت لعبة كرة السلة تأخذ الطابع المنظم، فارتفع مستوى اللعبة، وزاد اقبال اللاعبين على مزاولتها... وعندما اغلقت الاندية في اول عام 1959 ترك خضير المشعان كرة السلة- وفي عام 1960 قام خضير المشعان بمقابلة الشيخ صباح الاحمد الجابر حيث تم تشكيل لجنة رياضية لصياغة قانون الاندية: القادسية والكويت والعربي، وعندما تأسست الاندية الثلاثة، دخل خضير المشعان مجلس ادارة نادي الكويت، كما ساهم في تأسيس اتحاد السلة وتسلم مهام امانة الصندوق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي