د. حنان المطوع / يا مرحبا / البدون... وما أدراك ما البدون؟

تصغير
تكبير
نخشى أن يكون قرار وزيرة التربية الدكتورة موضي الحمود قراراً اتخذ من أجل إرضاء بعض النواب الذين يعانون من الضغوط المختلفة لمحاولة أن ينال البدون أكبر وأكثر عدد من الحقوق.. سواء الجنسية، أو التوظيف، أو غيرهما من الحقوق الأخرى. ونحن لا ننكر أن هناك «بدون» يستحقون الجنسية، ويستحقون أن ينالوا كل حقوق الكويتيين، كما اننا أيضاً نعلم تمام العلم أن هناك عددا كبيراً من البدون لا يستحقون الجنسية، وليس لهم أي حقوق لأنهم لا ينتمون لهذا الوطن، وهم دخلاء يحاولون أن يقتنصوا الحقوق التي ليست لهم.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هل توظيف البدون في وزارة التربية جاء عن قناعة تامة، وهل الوزارة بالفعل في حاجة إليهم في هذه الوظائف الحساسة، هل يستطيع المدرس البدون أن يقدم لأبنائنا على الأقل ما يقدمه المدرسون من الجنسيات الأخرى، هل وهل وهل؟ أسئلة كثيرة كان يجب على الوزيرة الحمود أن تطرحها على نفسها وعلى مستشاريها قبل أن تتخذ مثل هذا القرار.
نحن نعلم تمام العلم أن الدكتورة موضي الحمود من الوزراء الذين يتفانون في عملهم، وأنها من أصحاب الفكر والخبرة والكفاءة العالية جداً ولكن نخشى أن يكون قرار الوزيرة جاء نتيجة ضغوط وعن غير قناعة، فمن المفترض أن يكون هؤلاء المعلمون من البدون أصحاب كفاءة كبيرة، وأن يعيدوا لوزارة التربية هيبتها المفقودة منذ أعوام، وأن يعيدوا لها هذا الدور المهم في تربية النشء وتعليمه أسس العلوم المختلفة، وأن يكون لديهم الانتماء والتفاني في العمل، وأن يخلقوا لدى طلبتنا حب المعرفة ويرسخوا لديهم حب الوطن ويكرسوا فضل العلم على الإنسان طوال حياته.

والسؤال أيضاً الذي لابد وأن نسأله لأنفسنا هل انتهينا من حل مشاكل المواطنين العاطلين عن العمل، هل اختفت مشكلة البطالة لدينا، هل وظفنا كل الكويتيين الذين يصلح لهم العمل كمدرسين في وزارة التربية حتى نلتفت للمدرسين البدون؟ وما استغربه في الحقيقة هو الترحيب المفرط من النواب بقرار عمل البدون في وزارة التربية وكأن الناخبين الذين انتخبوا هؤلاء النواب لم تعد لديهم مشكلة بطالة أو توظيف، وكأن مشكلة المواطنين المسرحين من شركات القطاع الخاص لم يعد لها وجود، وكأن نسبة البطالة أصبحت لدينا صفراً وأصبحت المقارنة الآن بين الوافدين من الجنسيات الأخرى والبدون فقط ولا يدخل المواطن في هذه الحسابات لأنه لم تعد لديه هذه المشكلة.
لا أعلم هل تقصد الحكومة إلهاءنا بموضوع عمل البدون في التربية لأن لديها مشاريع أخرى تريد تمريرها ولا تريدنا أن ننظر إليها؟ بل الغريب أن الخطة الخمسية للحكومة لم تتعرض لهذا المشروع الذي دخل علينا من حيث لا نعلم ليسيطر على أهم الأحداث الجارية في بلدنا وليحقق أهداف أصحاب الصوت المرتفع فقط دون النظر للشعب صاحب هذا البلد.
نتمنى من الوزيرة الحمود أن تراجع حساباتها جيداً، وأن تنظر للمواطنين العاطلين نظرة ملية لتستطلع حالهم، وكذلك كل وزراء الحكومة... فنحن لا ننكر على البدون حقهم في الحصول على وظيفة ولكننا أيضا نريد أن ينعم المواطن بوظيفة مناسبة في بلده... ولا شك المواطن لابد وأن يمنح الأفضلية قبل أي شخص آخر وهذا أمر طبيعي.
* نرحب بنية الدكتورة موضي الحمود تطوير المناهج، ونتمنى أن يكون هذا التطوير للأفضل وليس الأسوأ كما يحدث في بعض الأحيان، كما نتمنى أن يشارك في هذا التطوير أصحاب الاختصاص والكفاءة والخبرة دون مراعاة لاعتبارات أخرى غير التي ذكرناها.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي