د. وائل الحساوي / نسمات / الحق ما نطق به البنك الدولي

تصغير
تكبير
نحن على عداء دائم مع البنك الدولي، فعندما طلب من الكويت عدم زيادة الرواتب والعلاوات لأنها مرتفعة مقارنة بدول العالم، صرخنا في وجه البنك وقلنا من انت لتعلمنا ماذا نفعل بنقودنا؟! وعندما توجهت ابصار الكويتيين في انتظار رأي البنك الدولي حول قيمة العلاوة التي سنصرفها لكل مواطن، وجاءت دراسة البنك، ضربنا بها عرض الحائط وقدم مجلسنا الكريم علاوة سخية زيادة على اقتراح الحكومة.
اليوم يحذرنا البنك الدولي مما هو اهم من طرق صرف اموالنا، ألا وهي طرق صرف اوقاتنا في تعليم ابنائنا، فقد حذر البنك الدولي (حسبما نشرت جريدة الوطن بتاريخ 17/7/2009) من ان الدراسة الحالية في الكويت لا تتوافق مع المعايير الدولية اذ تبلغ ايام الدراسة (170) يوما، والاصل ان تكون (240) يوما، كما حذرنا من ان الاستمرار على هذا النهج قد يعرّض شهادات الطلبة لعدم الاعتراف وفقا لمعايير قد تضعها الجامعات مستقبلا، حيث ان نظام القبول في المؤسسات العالمية يعتمد على عدد الايام وعدد الساعات، ثم يوصي البنك بإطالة ساعات اليوم المدرسي واطالة ايام الدراسة.
أتذكر في الستينات عندما كانت الكويت لا تزال تحبو في مجال التعليم وكانت مناهجنا مستوردة من مصر ومدرسونا اغلبهم من البلدان العربية، كان هنالك جدية كبيرة في التحصيل العلمي، وكان هنالك دوامان صباحي ومسائي اضافة إلى يوم الخميس نصف دوام، ثم بدأ التقليص في الساعات الدراسية وفي ايام الدوام حتى وصلنا إلى ما وصلنا اليه.

مسكين البنك الدولي اذ يعد الايام التي من المفترض ان الطالب يداومها في السنة ولا يدري بأن هنالك اياما بل واسابيع تختفي من الحسبة لأنها تسبق عطلة او تأتي بعد عطلة او تصادف العشر الاواخر من رمضان او ينشغل بها الطلبة في التسجيل في الثانوية والجامعة، وحتى لو تساهلنا في هذا الامر فإن المشكلة الاكبر هي في ما يتعلمه الطالب خلال تلك الايام القليلة ومدى استغلال الساعات الدراسية في توصيل المعلومات المفيدة للطلبة، ناهيك عن المناهج الجامدة والحشو والتلقين، ناهيك عن انتشار ظاهرة الغش في المدارس وظاهرة العزوف عن التخصصات العلمية والعملية وفتح الباب لدكاكين التعليم العالي توزع الشهادات العلمية على ابنائنا في مقابل الاموال التي تغدق على سماسرة التعليم وغيرها.
ملالي الشرق الجدد
اوافق الذين كتبوا عن خطة ماهرة للتغطية على الفشل الحكومي على جميع الاصعدة وتحويل انظار المجتمع إلى امور محسومة، والنفخ في الاثارة الطائفية والمذهبية.
وهاقد ضربنا مثالا على فشلنا التربوي بامتياز، ثم لا نسمع إلا عن اثارة قضية عبارتين في منهج التربية الاسلامية اشرف على وضعهما اساتذة تربويون ومعلمون ودرسهما آباؤنا ثم درسناها من بعدهم دون ان تثير اي حساسية بين ابناء شعبنا المسلم إلى ان جاءنا «دعاة الشرق الجدد» ليثيروا العواصف ضدها، وها نحن قد شاهدنا نتيجة ذلك النفخ المقيت بتصريح المهري بالامس يطالب فيه دعاة الحق من اتباع السلف الصالح بالهجرة خارج الكويت، واعتقد بأن خطوته التالية ستكون شطب مؤلفات مشايخ الكويت جميعا امثال الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف القناعي والشيخ حمد بن جراح والشيخ عبدالله بن خلف الدحيان وكثيرون ممن ساروا على منهج الحق وسطروا للشعب الكويتي اسس عقيدتهم التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم نقية صافية، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي