شاشات الديرة / «بوبوس» شايل يسرا والسينما على أكتافه

تصغير
تكبير
| إعداد: نجاح كرم |
[email protected]
ما صرحت به النجمة المتألقة يسرا حول فيلم بوبوس ودفاعها المستميت عن زميل مشوارها السينمائي الفنان عادل امام لم يقنع الكثيرين، بان الزعيم عادل شايل السينما على اكتافه منذ سنوات طويلة وفتح الابواب امام الكثير من الكوميديانات فهو مدرسة ويجب الحفاظ عليها ولا يجوز ان يهاجم بهذا الشكل او ينتقد بهذه الصورة، تصريح الفنانة يسرا اتى على خلفية الفيلم الذي وصل لذيل قائمة الافلام هذا الصيف وحصد انتقادات عدة من النقاد ورجال الاعمال حول قصة الفيلم التي تتطرق لقضية ظلت سنوات طويلة تعاني منها مصر بسبب تورط العديد من رجال الاعمال في قضايا مالية متعثرة وبالتالي هروبهم خارج مصر مع الملايين التي استولوا عليها وترك الاوضاع عما عليها دون حل.
هذه القضية حاول عادل امام تقديمها بصورة لكن اتت سطحية رغم اهميتها القانونية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، فهي من المواضيع المهمة والتي يجب تسليط الضوء عليها وايجاد حلول جذرية لها، لكن ما قدم من سيناريو كتبه يوسف معاطي خرج عن نطاق القضية لتنصب حول التفاهة التي يعيشها الاغنياء ورجال الاعمال، وانا اشك بان جميعهم كذلك كون العديد منهم همه الاول والاخير زيادة حجم رأسماله وكبر شركاته وليس النزول الى الحضيض في اخلاقياتهم ومعتقداتهم الفاسدة وان وجد لكن ليس بهذه الصورة السمجة، لذا اصبحت الطبخة غير لذيذة وغير مستساغة امام الجمهور الذي تابع احداث الفيلم وخرج بتصورات عديمة الفائدة وربما زادت من حدة كره الناس لهم ومقتهم.
نظرية بوبوس لتعديل الاوضاع وجدولة الديون
تتناول قصة بوبوس رجل الاعمال محسن الهنداوي «عادل امام» يتعثر في تسديد ديونه وقروضه البنكية يقوم بالبحث في دفاتره القديمة عن امواله لدى الغير لاسترداد بعض منها لتعينه على الحياة، فيجد ان اغلب معارفه متعثرون ايضا بسبب القروض او الازمة المالية التي عصفت بالكل ليجد امامه ارملة احد اصدقائه مهجة وتقوم بدورها يسرا يحاول ان يصفي حسابه معها لكن بشكل مختلف الى ان يصل بالنهاية لفكرة الزواج منها بعد قصة حب غير مقنعة حتى يستولي على امواله من تركة زوجها، في الوقت الذي يتناول فيه الفيلم نموذجا اخر من المعاناة لشاب يعمل لدى مهجة رأفت ويقوم بدوره اشرف عبدالباقي الذي ادى دورا مميزا كعادته وحبه لتهاني( مي كساب) التي تعمل ايضا في نفس البيت وعدم مقدرتهما على الزواج رغم خطبتهما لسنوات طويلة وفي الاخير تمكنا من الزواج بمباركة محسن ومهجة.
تناول قصة مهمة كهذه كان الاجدر بها تسليط الضوء على العديد من الحكايات التي اتت مبتورة وغير مكتملة الاحداث للشباب وعدم امكانيته للزواج المبكر، كذلك الهجرة غير الشرعية لهم والتي لم يسلط الضوء عليها بشكل كبير الا من خلال مشهد واحد فقط عندما يضطر عادل امام للركوب بمكروباص ليختلط بالبسطاء ويسمع حوارا بين شاب وابيه يقول الوالد لابنه «يا بني تسافر ازاي وتسيبني انا واخواتك كدة» فيرد الشاب «مسافر يابا ولو مت اديك هتصرف على سبعة بس ولو عشت هصرف عليكم انتو التمانية» يدل هذا المشهد اليتيم والذي تناوله الفيلم بسرعة على عدم اهتمام الدولة ورجال الاعمال بفئة الشباب وعدم توفير فرص عمل لهم مما يضطرهم للسفر والتغرب عن بلدهم حتى يتمكنوا من العيش بسلام رغم ظروف السفر القاتلة.
يعاب على الفيلم ايضا تناوله بمبالغة شديدة كثرة المشاهد الجنسية التي دارت بين عادل امام ويسرا خاصة وان عادل امام معروف بحبه للنسوان وجراءته في لمسهم بشكل مقزز ومحاولة دخوله معهن في علاقات جنسية مستفزة في اغلب افلامه لكن في هذا الفيلم زادت حدة الجرعات بينه وبين يسرا التي تخطت الستين ومازالت تعيش دور فتاة العشرين باسلوب لبسها الفاضح وعقليتها وحتى ممارساتها غير المقبولة امام الزعيم الذي يفرض نفسه على الساحة الجنسية رغم كبر سنه وعدم لياقته الجسدية وكثرة التجاعيد التي تملأ وجهه والتي لا تتناسب مع عمره ومجمل افلامه التي قدمها، لذا لم يتقبل الجمهور مبادراته التافهة وغير المبررة ليس لدوره كرجل اعمال ومطلوب، لكن هذا ما نعرفه عنه في اغلب افلامه وحبه للعنصر النسائي دون وازع من دين او اخلاق.
ماذا قال رجال الاعمال عن الفيلم؟
حال الغضب لم تشمل الجمهور والنقاد فقط بل امتدت الى رجال الاعمال الذين ابدوا استياءهم من الفيلم واعتبروه فيلما يروج صورة سلبية عنهم حيث قال امين عام اتحاد المستثمرين ان الفيلم احد اشكال الصورة السلبية التي رسمتها السينما عن رجال الاعمال وتسعى دائما لتأكيدها، اما رئيس اتحاد الغرف الصناعية فكان اكثر حدة واوضح لعادل امام وغيره من النجوم والكتاب كفاية بهدلة في رجال الاعمال فلا وجود في الحقيقة لما يقدمه الفيلم عن رجل اعمال يعثر نفسه بنفسه رغم عدم وجود عراقيل فالتعثر في اغلب الاحيان يحدث لاسباب عدة منها الحسابات غير الدقيقة، اما رئيس اتحاد الصناعات فقد عبر قائلا عادل امام نفسه رجل اعمال ويعرف هذا المجتمع بكل تفاصيله وهذه صورة ظالمة في مجملها وليس من المعقول ان تصبح الصورة الفاسدة هي السائدة عن رجال الاعمال.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي