د. وائل الحساوي / نسمات / لا نخاف من الاحتباس الحراري...

تصغير
تكبير
انقسم العلماء إلى ثلاثة فرق في تفسير ظاهرة الاحتباس الحراري (زيادة حرارة الأرض)، فمنهم من يرى بان الغازات الدفيئة التي تنتج عن الملوثات الارضية الطبيعية والصناعية هي السبب، وانه يجب ان يحد الانسان من التلوث، ومنهم من يرى هنالك دورات لارتفاع درجة حرارة الارض ولانخفاضها، فقد مرت اوروبا بفترة جليدية ما بين القرنين 17 و18م، ثم ارتفعت حرارة الارض بدءا من العام 1900م ثم انخفضت في الاربعينات، وهي في زيادة اليوم.
أما الفريق الثالث فيرى بان السبب هو الرياح الشمسية التي تحد من كمية الاشعة الكونية التي تخترق الغلاف الجوي ما يرفع درجة حرارة الارض، ولادخل للإنسان بها.
يعيش كثير من الناس اليوم في رعب بعدما اخبرهم العلماء بان حرارة الارض ستزداد درجتين مئويتين خلال سنوات، وبان جزرنا الجميلة ستختفي من الوجود قريبا ولن نسمع عن فيلكا (دار مادارك بحر) ولا عوهة ولا كبّر، ولن يطمع العراق في جزيرة بوبيان بعد الآن، وفي الحقيقة فاننا في الكويت يجب الا نهتم لظاهرة الاحتباس الحراري فقد وصلت درجة الحرارة عندنا مستوى قياسيا لم ولن يسبقنا فيه أحد، فماذا إذا ارتفعت الحرارة صيفا عن 53 درجة التي وصلناها مرارا (فما على الغريق من بلل)؟! لكن المهم ان تنتهي الحكومة من تركيب محطات طوارئ 2007 قبل ان ترتفع حرارة الارض أو تغمرنا المياه، أما الجزر فيمكن أن ننظم زيارات للغوص فيها وللبحث عن اثارها كما يبحث المغامرون اليوم عن جزيرة اتلانتس المفقودة!!

ولكن من الاحتباس المروري!!
ان المشكلة الكبرى التي نواجهها في الكويت هي مشكلة الاحتباس المروري، فقد كنا في السابق نستمتع كلما جاء فصل الصيف لان البلد يكون شبه فاضي والشوارع فارغة، ونجد متعة بالتنقل في السيارة «والتمشي» مع الاهل، اما اليوم فانك تجد الزحمة والشوارع المكتظة بالسيارات وطوابير الناس في كل مكان تذهب اليه صيفا مما يفقدك متعة الجلوس في الكويت.
لئن كان العلماء قد انقسموا في تفسير ظاهرة الاحتباس الحراري، الا ان ظاهرة الاحتباس المروري ليس لها الا تفسير واحد وهو ان بلادنا قد بدأت تغرق من كثرة السياراة في مساحة صغيرة لا تتعدى 8 في المئة من مساحة الكويت (المنطقة الحضرية) حيث وصلت إلى مليون ونصف المليون سيارة ونحن بانتظار المزيد، وبانتظار الانتهاء من بناء الطرق التي وعدنا اياها وزراء الاشغال المتتابعون قبل عشرين عاما.
فقدنا عالما جليلا
عندما قرأت عن الضجة الاعلامية التي اثارها موت المطرب مايكل جاكسون قلت في نفسي: هل لو مات عالم دين معتبر سنسمع عن مثل تلك الضجة؟! بعدها بايام توفي عالم الدين الجليل الشيخ عبدالله بن جبرين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، فحمدت الله تعالى ان قامت معظم وسائل الاعلام في الكويت بالكتابة عن حياة ذلك العالم الجليل ومآثره الكثيرة.
لقد كان الشيخ بن جبرين رحمه الله من العلماء القلائل الذين كان لديهم الفهم العصري للدين ومسائله الشائكة ولكن دون تمييع او انحراف، وقد استفاد من فتاواه العاملون في مجال الاعلام الاسلامي ايما استفادة كما استفاد منه عامة الناس. رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي