ممدوح إسماعيل / هرطقة سيد القمني... وجائزة لا يستحقها

تصغير
تكبير
في أواخر شهر يونيو الحار في القاهرة حيث ترتفع الحرارة ويهرب سكانها إلى مناطق الشواطئ، فاجأ المجلس الأعلى للثقافة الشعب المصري بمنحه جائزة الدولة التقديرية لكاتب يدعى سيد القمني، والعجيب أنها جاءت في تخصص العلوم الاجتماعية. ومع انتشار الخبر ارتفعت درجة حرارة الكثير من المثقفين المصريين بجميع اتجاهاتهم الذين لم يتخيلوا أبداً أن تمنح تلك الجائزة للقمني.
وارتفعت درجة حرارة الرفض بصورة لافتة جداً في وسائل الإعلام وفي جميع المنتديات، لأن الجائزة معناها اعترافا من الدولة بكتابات القمني، وهي كتابات أجمع جميع علماء الأزهر على رفضها تماماً لمخالفتها وعدائها الصريح للإسلام دين الدولة والشعب.
وأذكر في مقالي «نذر يسير» أني رصدت ما طفحت به كتبه من أمثلة توضح مدى العداء للإسلام، والاتهامات التي وجهها إلى الإسلام، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم، حتى إلى اتهام السيدة مريم.

ففي كتابه «الحزب الهاشمي»، الذي اعتبر عملاً يستحق عليه جائزة الدولة التقديرية: «إنَّ دين محمد صلى الله عليه وسلم مشروع طائفي اخترعه عبدالمطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي وفق النموذج اليهودي «الإسرائيلي» لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل»!
وفي جزء آخر يقول: «إن محمداً صلى الله عليه وسلم قد وفَّر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة (رضي الله عنها) بعد أن خدع والدها وغيَّبه عن الوعي بأن أسقاه الخمر»! تشكيك واتهام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالباطل بكل وضوح.
ومن أقواله الأخرى من كتاب «الأسطورة والتراث»: «القرآن لا يعتَد بالحقيقة، وإنما باللحظة الراهنة، فيتقرب إلى اليهود ويجاملهم حين يكون المسلمون في حاجة لهم. ثم يهاجمهم ويُنَكِّل بهم حين يقوى المسلمون»!
وفي أحاديث صحافية كثيرة يتهم القرآن الكريم بأنه متناقض وأنه يحتاج إلى إعادة ترتيب، وأنه نص تاريخي يجب وضعه موضع المساءلة الإصلاحية النقدية!
والأخطر ما قاله في السيدة مريم التي برّأها القرآن الكريم، وبراءتها معلومة من الدين بالضرورة. ومما قال عنها في المرجع السابق: «كانت مريم منذورة للبغاء المقدس والعهر مع الآلهة، فبين الآلهة والجنس علاقة وطيدة، لا يمكن أن تنجب من دون رجل يأتيها»... «كما تعتقد بعض المجتمعات المتخلفة شبه البدائية، وكما تعتقد بعض الديانات الكبرى القائمة إلى الآن». وواضح من الكلام أنه اتهام دنيء للسيدة الطاهرة مريم.
وفي كتابه «أهل الدين والديموقراطية» يتهم الإسلام بالظلم لعدم المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، ويقول أيضاً: «العقيدة الإسلامية مليئة بالأساطير، كيف يمكن تنقيتها من كل هذه الشوائب؟»!
الحقيقية أن الباحث في كتب سيد القمني لا يجد أي فكر ولا مثقال ذرة للبحث الاجتماعي يستحق الرد أو القراءة والاهتمام، إنما يجد مقلداً ركيكاً للمستشرقين الحاقدين على الإسلام ومن تبعهم من الأرذلين، ولولا حصوله على تلك الجائزة ما كتبت عنه حرفاً.
وأعجب ما رأيت في تتبعي لسيد القمني هو ادعاؤه بأنه حاصل على الدكتوراه، فظللت أبحث وأسأل من أي جامعة حصل على الدكتوراه وما هو موضوعها فلم أجد إجابة، بل أكد لي أحد أصحاب دور النشر أنه لم يحصل على الدكتوراه مطلقاً، فلماذا الادعاء الزائف بتقديم اسمه بلقب دكتور إلا إذا كان ذلك للتغرير بالجهال؟
وتبقى نقطتان مهمتان: الأولى: أن سيد القمني ادعى في يوم ما كي يحقق نوعاً من الشهرة أنه تلقى تهديداً، وأعقب إعلانه بيان من وزارة الداخلية يقول فيه انها فحصت بلاغه وتأكدت من عدم وجود أي رسالة تهديد له.
النقطة الثانية: أنه كان يكتب في مجلة «روزاليوسف» المعروفة بمواقفها، ولكنها أوقفته عن الكتابة لما وجدت أنه يمثل عبئاً ثقيلاً عليها بطعنه في الإسلام ذاته.
وأخيراً أنا ضد التكفير، لكن ماذا يقول كل مسلم في كتابات وهرطقة سيد القمني... هل تستحق أي جائزة؟ مطلقاً، اللهم إلا إن كانت من تل أبيب لا من القاهرة حصن الإسلام وبلد الأزهر الشريف الذي يفخر بعلمائه في مصر والعالم كله.
وصدق الله القائل في كتابه الكريم «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون» الصف 8.
ممدوح إسماعيل
محامٍ وكاتب
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي