د. حنان المطوع / يا مرحبا / الخطة الخمسية تحتاج إلى خطة!

تصغير
تكبير
استغرب أن تتوافر لنا جميع مقومات النجاح والتميز والتقدم والرقي والتنمية ولا نسعى لها بشكل جدي، استغرب أن نكون في هذه النعمة ولا نكون من دول العالم الأول بكل بساطة، استغرب أن يكون لدينا هذه الثروة ولله الحمد ولا ننطلق إلى عالم أكثر رحابة وسعة بالفكر والحضارة وصناعة التاريخ، استغرب أن يكون لدينا كل هذا ونظل إلى الخلف سر وليس إلى الأمام.
حقيقة أمر محير وحزن ومحبط... فأين التخطيط للمستقبل، وأين النظر لما بعد عشرين عاماً على سبيل المثال؟ صحيح أن الحكومة قدمت خطتها الخمسية لكن ما قرأناه عنها أنها خاصة بمشاريع بدائية بدهية، لم نسمع أن الخطة الخمسية للحكومة تسعى لتطوير إمكانات وكفاءة الإنسان الكويتي، لم نسمع أن الحكومة وضعت في خطتها مشاريع لتطوير البشر أو ما يعرف بالتنمية البشرية، لم نشاهد الحكومة وهي تدعو لنهضة واستثمار في الإنسان نفسه.
أين الاهتمام بالمبدعين في شتى المجالات، أين الجوائز المجزية للمخترعين والفنانين والرياضيين والعلماء، أين المسابقات للتطوير من ذات البشر، أين المنح والجوائز للتفرغ العلمي، وأين الاهتمام بالعلماء وأصحاب الفكر والقلم، لماذا نظل لا نهتم بالإنسان إلا بعد وفاته، فنكرمه ونؤبنه ونترحم على أيامه وأعماله وإنجازاته، رغم أننا نملك متميزين في شتى المجالات ولكن هذه الأسماء لا تعرف طريق التكريم إلا بعد الوفاة، ولا يحصد إنجازاته وهو حي، ولا يشعر بأنه فعل شيئاً جيداً ومميزاً وهو يعيش بيننا فيسعد كما أسعد.

هل وضعت الخطة الخمسية في حسبانها الكويت في المستقبل وما الاحتياجات المستقبلية، أم اكتفت بترقيع الماضي ومحاولة فك اللغز المفقود منذ عقود، هل نظرت الخطة الخمسية إلى الأطفال الذين سيولدون في هذا العام، وماذا ستكون أوضاعهم بعد التخرج، أم أن الحكومة مازالت تبحث ماذا تفعل في هذه الأعداد الكبيرة من المسرحين والعاطلين، نعم العبء كبير وتأخرنا عنه أعوام ومراحل، لكن من المفترض أن تكون الخطة الخمسية مزدوجة الفكر تصلح ما أفسده السابقون، وتفكر كيف سيكون الوضع للأجيال القادمة.
الموضوع ليس موضوع المال وحسب، وإن كانت فكرة صندوق الأجيال التي اقترحها الشيخ جابر عليه رحمة الله فكرة عبقرية لكن من المفترض أن تكون هناك مشاريع وخطط لهذه الأجيال القادمة لا أن نخزن لهم الأموال فقط، فأن تجعل الإنسان يأكل من صنع يده خيراً من أن تعطيه ليشتري ما يأكل.
مع الأسف لدينا مشاكل كثيرة وتحتاج لحلول ولكن أيضاً حتى لا يتفاقم الأمر وحتى لا تظل المشاكل تتطور وتتحور وتزيد علينا أن نحسب حساب المستقبل الذي هو بيد الله سبحانه وتعالى ولكن علينا أن نؤدي ما علينا والله المستعان. المشكلة أن لدينا أيادي مخربة إن لم تتمصلح وتحصل على ما تريد تخرب وتهدم وهذه تحتاج لوقفة حازمة جازمة.
نتمنى من أعضاء المجلس والحكومة وهم يناقشون هذه الأيام الخطة الخمسية أن يضعوا في حسبانهم كيف ننهض بالكويت، لا كيف نخرج من عنق الزجاجة في الوقت الحالي فقط وذلك حتى لا نخرج من فخ فنقع في آخر.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي