لقد كنا نسمع عن نسبة البطالة في كثير من بلدان العالم، لكننا لم نكن نبالي، بل قد لا يكون لدينا تصور فيما تعنيه هذه الكلمة ففي زيمبابوي، تبلغ النسبة 90 في المئة، اي ان عاملا واحدا من بين كل عشرة عمال يستطيع الذهاب إلى العمل ويكسب قوت يومه، بينما التسعة الآخرون يتسكعون في الشوارع، اما في ليبيريا، فالنسبة 85 في المئة، وفي ارمينيا 60 في المئة، وفي قطاع غزة المحاصر 44 في المئة وهكذا.
حتى الولايات المتحدة الاميركية - الاغنى عالميا - قد وصلت فيها نسبة البطالة إلى الربع العام 1933، وقرأنا عن قصص الانتحار والناس الذين يأكلون من القمامة والرجل الذي قطع 900 كيلو متر في الكويت، كنا نسمع عن بطالة ولكنها موقتة في انتظار القبول في وظيفة، ثم طالت فترة الانتظار لتصل سنوات لخريجي الجامعات والمعاهد، بالرغم من النسبة العالية للعمالة غير الكويتية، لكن اليوم قد طلت علينا مشكلة جديدة اطلقنا عليها مشكلة «المسرحين من العمل» وجزا الله نوابنا خير الجزاء حيث اثاروا المشكلة وطالبوا بحلها وبأثر رجعي، وتعني من تخلت عنهم وظائفهم وطردتهم.
لكن المشكلة هي انه لا توجد احصائيات واضحة لاعداد المسرحين من القطاع الخاص ولا عن اسباب تسريحهم، ولا شك ان حل اي مشكلة يتطلب وضع تصور واضح عنها، واذا كانت الدول المتقدمة لديها طرق كثيرة لحل مشكلة البطالة لديها، فإن نوابنا مطالبون بالبحث في افضل الطرق واحسن القوانين التي تضمن حلولا دائمة لتلك المشكلة لا مسكّنات وقتية ومنها:
اولا: التعجيل باقرار قانون العمل الجديد واضافة بنود واضحة حول مشكلة «المسرحين».
ثانيا: دعم القطاع الخاص لكي يقوم بإرجاع المسرحين إلى وظائفهم، وفي حال مخالفة القطاع الخاص للنسب المنصوص عليها للكويتيين تتم معاقبة الشركات والمؤسسات المخالفة.
ثالثا: تفعيل الجانب الاعلامي في القاء الضوء على تلك المأساة الانسانية.
رابعا: اعادة تدريب الموظفين المسرحين لرفع كفاءتهم او لتأهيلهم في مهن تساعدهم على العثور على وظائف.
خامسا: لا بد من دراسة جدية لأسباب تحول القطاع الخاص إلى عنصر طارد للكفاءات، بينما الوظائف الحكومية تجتذب الغالبية من الكفاءات بسبب ارتفاع الراتب وقلة العمل وعدم الشعور بالتهديد من الطرد، ان استمرار هذا الاختلال الرهيب ما بين العمل الحكومي والقطاع الخاص سيفرغ القطاع الخاص من جميع الكفاءات وسيفاقم مشكلة البطالة المقنعة التي اصبحت غولا يلتهم ميزانية الدولة دون فوائد ملموسة.
عبدالله العميري في ذمة الله
عندما ذهبت إلى منزله لأودعه قبل سفره إلى الولايات المتحدة الاميركية للعلاج لم اكن اتوقع بأن هذا سيكون الوداع الاخير، وقد استقبلني بابتسامته المعهودة واخلاقه الدمثة ومعه ابناؤه يجلسون بجانبه، لكن قدر الله تعالى الذي لا مرد له كان اسرع.
رحم الله تعالى اخي عبدالله احمد العميري (ابو عمر) الذي توفاه الله تعالى اثر اجراء عملية جراحية، فقد كان رجل الخير والنخوة، والنشاط الدعوي الذي لا ينقطع والعطاء في سبيل الله، واسكنه فسيح جناته... آمين يا رب العالمين.
د. وائل الحساوي
[email protected]