أتذكر دعاية كانت تعرضها إحدى محطات التلفزيون الأميركية تسأل سؤالاً: ما هو الشيء الذي تكرهه ولكنك تستخدمه عدة مرات في اليوم؟! ثم يأتي الجواب بأنه نوع من المعقمات.
لو وجهنا هذا السؤال في الكويت لكان الجواب: مجلس الأمة!!
وليعذرني إخواني وأخواتي اعضاء المجلس فنحن لا نكرههم شخصيا ولكننا نشعر بأنهم يملأون علينا كل شيء في المجتمع ويظهرون دون انقطاع في جميع وسائل الاعلام ويتابعهم الاعلام حتى في الكحة والعطسة، ويملأون الصفحات الرئيسية للصحف والمجلات الى درجة الغثيان وليتهم يكتفون بذلك بل هم دائما غاضبون ويهددون ويتوعدون ويوترون علينا الجو، ونعرف بأن نصف صراخهم هو تمثيل وله اهداف غير معلنة، وما ان يدخلوا قاعة عبد الله السالم حتى تشعر بأن «عزيزو» (وهو عظم يعتقد الناس بأنه يسبب الشجار بين الناس اذا ألقي بينهم) قد ادخل المجلس، ومع هذا فليس هنالك غنى عن نوابنا لمصلحة البلد ولمصلحة ثلاثة ارباع كتّاب الصحف الذين لا يجدون ما يكتبونه غير اخبار النواب واخبار المجلس.
أتمنى ان تكون تلك الاجازة الطويلة للمجلس فرصة ذهبية للنواب ليرتاحوا من عناء التعب الذي لاقوه خلال السنة الماضية وفرصة لكي يرتاح الناس من صراخهم والتفكير في بقية الامور المهمة مثل مستقبل ابنائهم الذين قدموا امتحاناتهم وطرق استغلال عطلة الصيف وتوجيه الشباب الى ما يفيدهم، وأتمنى من وسائل الاعلام ان تركز على الانشطة الاجتماعية المختلفة وتحث الشباب عليها، فالفراغ هو اكبر عدو لنا لكننا لا نشعر به ولا نحسب حساب استغلاله بالمفيد.
وعندما أرى الشباب اليافع يوصلون الليل بالنهار بالتسكع بالشوارع والمطاردات والسهر على التلفزيون والورق و«النارجيلة» وغيرها فإني أبات مقتنعا بأن شهري العطلة هدفهما هو حرق ما تعلمه ابناؤنا في المدارس.
إهداءات لا غنى عنها
أشكر الأخ الفاضل عبد الله الخضري على إهدائي كتابه «لهجتنا والقرآن الكريم» والذي يقع في 450 صفحة جمع فيه مئات الكلمات العامية ثم جاء بمرادفاتها باللغة الفصحى ليثبت بأن تلك الكلمات العامية في اصلها عربية فصحى. كما اشكر الأخ الفاضل عبدالله زيد الصرعاوي الذي أهداني اصداره الجديد من «دليل دولة الكويت» على قرص مدمج، وقد حوى هذا القرص الكثير الكثير من كل ما يحتاج الانسان معرفته عن دولة الكويت والعناوين والهواتف والجهات الرسمية، وبسّط كل ذلك بخرائط تدلك على مواقع وطرق الوصول الى كل عنوان، وخرائط لجميع المناطق، ومعلومات كثيرة ومفيدة، وكل ذلك باللغتين العربية والانكليزية.
د. وائل الحساوي
[email protected]