ساحة تمتلئ بالبؤس وتعج بالوجوه الشاحبة وبالأجساد التي يجللها الإعياء أينما التفت، فانك تجد ساحات وساحات تعج بالفقر والفقراء في هذه الدنيا التي تتعدد فيها المشاهد وتختلف بها المناظر.
تنطلق في هذه الأيام حملة لمكافحة الفقر بالتعاون مع المؤسسات الدولية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر ويقف المشاركون في هذه الحملة للتعبير عن رغبتهم في مكافحة الفقر ورفع درجة الوعي بهذه المشكلة العالمية، إذ تفيد الاحصائيات العالمية ان 900 مليون شخص يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم، ويعيش نصف سكان المعمورة تقريبا بأقل من دولارين في اليوم الواحد، وان الوقوف على ابعاد هذه المشكلة هي الوطن العربي في مشكلة في حد ذاتها.
ان منطقة المشرق العربي يتراوح من 15 في المئة إلى 16 في المئة من سكانها يعيشون تحت خطوط الفقر اما منطقة المغرب العربي فان 10 في المئة من سكانها يعيشون تحت خطوط الفقر، اما الدول العربية التي هي اقل نموا مثل السودان والصومال، جيبوتي، وموريتانيا، وجزر القمر، واليمن انما يتراوح بين 40 في المئة و50 في المئة من سكانها يعيشون تحت خطوط الفقر.
والحمد لله فان دول مجلس التعاون الخليجي هي غير معنية، نظرا لان هذا القياس لا يشملها. وتؤكد المؤشرات الدولية ان الاطفال هم القطاع الاكثر تضررا من ارتفاع نسبة الفقر في العالم.
وقد يموت كل عام ستة ملايين طفل من سوء التغذية قبل ان يتموا عامهم الخامس، وهذه الارقام المذهلة هي السبب في تنظيم حملة عالمية لمكافحة الفقر يشارك فيها الملايين ليسمعوا صوتهم في نداء عالمي للتحرك ضد الفقر وتذكير قادة العالم بتعهدهم بالقضاء على الفقر بحلول عام 2015.
تعتمد حملة «قف وعبر» على مشاركة الافراد في كل موقع وما عليهم الا ان يستخدموا التعبير البدني عبر الوقوف من أجل ايصال ندائهم ضد الفقر ويساهم غير القادرين على الوقوف بلبس شارة بيضاء حول الذراع رمزا لمكافحة الفقر.
كان هذا في النصف الثاني من شهر اكتوبر الجاري ونحن نقف مع منظمات الامم المتحدة والواقفين لمكافحة الفقر في هذه الحملة لندعو بالتضامن من اجل حماية الاطفال والمرضى والذين يرزحون تحت قسوة الفقر المطبق، ونحن في هذه الديرة الحبيبة التي يتعايش فيها ابناؤنا على الخير وبذل الخير نبارك لاهل الخير الذين تمتد أيديهم عبر أشخاصهم ومؤسساتهم للمشاركة في مكافحة الفقر، وان هذا ديدنهم منذ الازل.
ووقفة أخرى في هذا اليوم كي نبتهل بالشكر إلى العلي القدير الذي جعلنا نأكل رغدا في هذه الديرة الحبيبة، ونشكره على آلائه.
وصدق الدكتور الوائلي يرحمه الله:
«إذا كان شكري نعمة الله نعمة
عليّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله
وإن طالت الأيام واتصل العمر».
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي