د. وائل الحساوي / نسمات / حقوق الإنسان في اليمن وإيران والصين

تصغير
تكبير
كم هي رخيصة أرواح البشر، فعندما انتقد نائب رئيس جزر القمر باريس لعدم إبلاغهم بحالة طائرة الايرباص 310A التابعة للخطوط الجوية اليمنية التي تحطمت قبالة ساحل جزر القمر وعلى متنها اكثر من 140 راكبا، رد وزير الخارجية الفرنسي كوشنير بأن الجميع يعلم بأن تلك الطائرة كانت ممنوعة من التحليق فوق بلاده منذ العام 2007 بسبب وجود شوائب فيها.
اذا فمن يتحمل مسؤولية هؤلاء البشر الذين ركبوا الطائرة وهم يحلمون برحلة سعيدة إلى جزر القمر او غيرها ثم وجدوا انفسهم في رحلة إلى العالم الآخر بسبب اهمال الخطوط الجوية اليمنية لتحذيرات فرنسا واصرارها على تسيير رحلة محفوفة بالمخاطر دون تنبيه منها للركاب؟!
وهل لو حدث مثل ذلك في دولة غربية كانت الخطوط ستنجو من الحساب الشديد بل وإيقاف جميع رحلاتها؟!

واذا لم تخني الذاكرة فقد شاهدت قبل شهرين فيلما على قناة (الناشيونال جيو غرافيك) عن هذا النوع من الطائرات الذي سقطت منه طائرة واستطاع قائد طائرة اخرى ان ينقذ طائرته في اللحظات الاخيرة بعد ان بدأت تتقلب في السماء دون توجيه ثم اكتشفوا بعد ذلك خللا فنيا خطيرا فيها.
ونحن بانتظار الفتاة بهية بكري (الناجية الوحيدة) لتحدث العالم بحجم مأساتها في تلك الرحلة الكارثية وتناشد العالم الثالث: كفاكم تضحية بأرواحنا!
وصف التقرير السنوي الصادر عن منظمة (فريدوم هاوس) عام 2008 بأنه كان الاصعب والاكثر استثنائية للديموقراطية في العالم، واشار إلى ان 18 دولة من أصل 29 دولة اظهرت نتائج اسوأ من اي وقت مضى، موضحا بأن ثماني دول قد اصبحت ممعنة في الديموقراطية. ومع اننا في العالم الاسلامي نفتخر بأننا سباقون في هذا المضمار، لكن التقرير يشير إلى ان الجمهوريات السوفياتية السابقة تتجه بشكل جماعي نحو الديكتاتورية والحكم الفردي وانتهاك حقوق الانسان (وبالطبع فمن هذه الدول دول اسلامية).
تذكرت يوم 10/6/2009 عندما كان العالم يرنو ببصره نحو تجربة متميزة في الانتخابات الرئاسية، وقد شاركت مئات وسائل الاعلام لتغطية ذلك الحدث الديموقراطي المهم في ايران، (على الرغم من القصور الفاضح في نظام الانتخابات الايراني) لكن العالم فوجئ في صبيحة اليوم التالي بإعلان نتائج الانتخابات التي لم يصدقها حتى الأطفال الرضع والمخابيل من البشر ثم اتبعها قمع لا مثيل له للشعب واصرار من قيادته على ان ما حدث (فوز احمدي نجاد) هو «حكم إلهي» كما صرح مرشد الثورة، فأدركنا بأن الديكتاتورية هي جرثومة تجري في عروق كثير من البشر لا يمكنهم الفكاك عنها، بل ولا يتوانون عن إلباسها لباسا دينيا وينسبونها إلى الله تعالى!
قضية ثالثة تتعلق بحقوق الانسان، ولا ندري ان كانت في مصلحتهم او في مصلحة الانظمة القمعية، هي برنامج (غرين دام يوث اسكورت) الذي فرضت الصين تركيبه إلى جميع اجهزة الكمبيوتر، معللة ذلك بأنه لحماية الشباب من الدخول إلى المواقع الاباحية - وليس لدينا اعتراض على ذلك - ولكن معظم الخبراء في الشؤون الصينية يتوقعون ان يستغله النظام الصيني لمنع النفاذ إلى معلومات سياسية واجتماعية حساسة يعتبرها خطيرة، فهذا البرنامج لا يخول منع البحث عن معلومات غير مرغوب فيها فحسب، بل يقوم ايضا بإيقاف معالج النصوص اذا تضمنت الرواية التي يكتبها الانسان عددا كبيرا من النصوص التي يعتبرها النظام ممنوعة كما سيسبب البرنامج سهولة القرصنة في كمبيوترات الصينيين وسيمكن الحكومة من التحكم عن بعد بأجهزة الكمبيوتر الصينية.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي