يصوغ في كتبه الـ 15 فلسفة جديدة للوجود
حوار / حسن عجمي: الحقائق لا تتحقق سوى في المستقبل
... و«السوبر تخلف»
«السوبر مستقبلية» من مؤلفات عجمي
حسن عجمي
">|بيروت - من إسماعيل فقيه|
أصدر حتى الآن 15 كتاباً، تحمل كلها عناوين لافتة وغريبة، مثل «الميزياء»، «الضيمياء»، «السوبر تخلف»، «السوبر حداثة»، «السوبر مستقبلية». هذه الكتب جديرة بالاهتمام والقراءة لما تمثله وتسعى الى قوله.
ماذا يقول مؤلفها حسن عجمي الذي اختار طريقاً شاقة في بحثه الفلسفي، ولا يزال حتى الآن في «دوامة» البحث و«متاهة» المعرفة التي ينشدها، فهل وصل الى ما يشبه الطمأنينة في بحثه هذا؟
«الراي» التقته وتعرفت على تفاصيل مشروعه الفلسفي:
• أنتجت سلسلتين من الكتب، السلسلة الاولى مكوّنة من ستة كتب منها «السوبر حداثة» و«السوبر مستقبلية» و«السوبر تخلف». ما الفكرة الاساسية في هذه السلسلة ولماذا استخدمت مصطلح «السوبر»؟
- الفكرة الاساسية الحاكمة لغالبية نصوص السلسلة الاولى هي «السوبر» حداثة. بالنسبة اليها، اللا محدّد يحكم العالم. تقول «السوبر حداثة» ان الكون غير محدّد، لكن رغم لا محدودية الكون يمكن معرفته وتفسيره. فمن غير المحدّد مثلا ان ثمة نظريات علمية عدة لا نعرف بينها ما النظرية الصادقة، لذا من الطبيعي ان تنجح النظريات العلمية العديدة في تفسير الكون رغم اختلافها وتعارضها. هكذا تفسّر «السوبر حداثة» نجاح النظريات العلمية المختلفة. فمن غير المستغرب بالنسبة اليها وجود تفسيرات وأوصاف مختلفة للكون كلها ناجحة في تفسيره ووصفه رغم الاختلاف في ما بينها. من جهة اخرى، استخدمت مصطلح «السوبر» كي اميّز «السوبر حداثة» مثلاً عن الحداثة وعما بعد الحداثة. تعتبر الحداثة ان الكون محدّد ولذا يمكن معرفته. اما ما بعد الحداثة فتقول ان الكون غير محدّد ولذا من غير الممكن معرفته. لكن «السوبر حداثة» تختلف عنهما لأنها تعتبر ان الكون غير محدّد ورغم ذلك يمكن معرفته.
• هل لـ«السوبر حداثة» تطبيقات اخرى خصوصا على الواقع الانساني؟
- لها تطبيقات عديدة. فبالنسبة اليها مثلا، الانسان غير محدّد، وعبر لا محدودية الانسان تنجح «السوبر حداثة» في تفسير قدرته على البقاء والتطور والاستمرار. فبما ان الانسان غير محدّد، يمكنه اذا التكيف والتأقلم مع الظروف المختلفة ما يضمن نجاحه في البقاء. فلو كان الانسان محدّداً في صفاته وماهيته لما تمكن من ان يتغير بحسب الظروف ولما تطور في ضوء المتغيرات في محيطه ولفشل تاليا في البقاء والاستمرار.
• ما هي «السوبر مستقبلية» و«السوبر اصولية» وكيف ترتبط هذه الافكار؟
- تقول «السوبر مستقبلية» ان التاريخ يبدأ من المستقبل. لذا لابد بد من تحليل المفاهيم عبر المستقبل. بالنسبة اليها مثلا الحقيقة قرار علمي في المستقبل. هنا، يتم تعريف الحقيقة عبر المستقبل، وبذلك لا تتحقق الحقائق في شكل مُحدّد سوى في المستقبل، ما يعني ان الحقائق غير محدّدة في الحاضر والماضي تماماً كما تؤكد «السوبر حداثة». من هنا، ترتبط «السوبر مستقبلية» بـ«السوبر حداثة».
من جهة اخرى، بما ان الحقيقة قرار علمي في المستقبل، والمستقبل لم يتحقق بعد كلياً، لا بد من البحث الدائم عن الحقيقة، وبذلك تضمن «السوبر مستقبلية» استمرار البحث المعرفي والعلمي، علما ان استمرار البحث فضيلة. من هنا، تكتسب «السوبر مستقبلية» فضاءها. اما «السوبر اصولية» فتعتبر ان الاصول المعرفية والدينية محدّدة فقط في المستقبل وليس في الحاضر او الماضي، وهذا ما تدعو اليه «السوبر حداثة». هكذا، ترتبط هذه الافكار في ما بينها. بالنسبة الى «السوبر اصولية»، نحن من نصنع التراث بدلاً من ان يصنعنا، وبذلك نتحرر من التراث من دون ان نلغيه. بالفعل، نحن صانعو التراث الماضي عبر دراسته وفهمه او تجاهله وعدم فهمه. فالشعب المتطور يحوّل تراثه تراثا متطورا في ضوء درسه بأساليب ومناهج متطورة. اما الشعب المتخلف فيحوّل تراثه تراثا متخلفا عبر درسه من خلال مناهج متخلفة.
• تقول في كتاب «السوبر تخلف» اننا «سوبر متخلفين». الا تغالي وتظلمنا بهذا القول؟
- لا اغالي حين اقول اننا «سوبر متخلفين» ولا اظلم احداً، بل المغالاة والظلم كامنان في عدم قول الحقيقة، والحقيقة اننا اليوم «سوبر متخلفون». فالفرق شاسع بين التخلف و«السوبر تخلف»، الشعب المتخلف هو الذي لا ينتج ما هو مفيد للعالم والبشرية، في حين ان الشعب «السوبر متخلف» هو الذي يطوّر التخلف عبر استخدام العلم من اجل التجهيل، وهذا ما نقوم به بالضبط. فغالبية مدارسنا وجامعاتنا ووسائل اعلامنا تنشر الجهل والطائفية والمذهبية وكراهية الآخر. لكل قبيلة مذهبية ومناطقية ومدارس وجامعات ووسائل اعلام خاصة تهدف الى محاربة القبائل الاخرى. من هنا، نستخدم العلم من اجل التجهيل. نحن «سوبر متخلفين» لأننا نرفض العلم والمنطق ونستغل الثقافة من اجل نشر الجهل وتطويره.
• ما علاقة «السوبر تخلف» بـ«السوبر حداثة»؟
- «السوبر حداثة» تعتبر ان اللا محدّد يحكم العالم، وهذا يعني ان اللا محدّد فقط يستمر ويبقى وينجح في التطور. وحين تكون غير محدّد تتمكن من التكيف وتغيير صفاتك وتنجح بذلك في ان تبقى وتتطور. اما اذا كنت محدّداً في صفاتك وأفكارك وتصرفاتك فستفشل في التطور والبقاء لانه لن يكون ثمة مجال لديك كي تتغير في ضوء الظروف المستجدة. على هذا الاساس، نستطيع الاستنتاج بحق أن «السوبر متخلف» هو المحدّد. نحن «سوبر متخلفين» لأن سلوكياتنا وأفكارنا ومشاعرنا محدّدة سلفاً، ما يجعلنا مجرد آلات بلا عقل وشعور. هكذا يرتبط «السوبر تخلف» بـ «السوبر حداثة»، فـ«السوبر حداثة» تدافع عن اللا محدّد في السلوك والفكر وتدعو اليه بينما «السوبر تخلف» يصف واقعنا المشرقي المحدّد في ادق تفاصيله.
• السلسلة الثانية تتكوّن من ثلاثة كتب هي «الميزياء» و«البينياء» و«الضيمياء». ماذا تعني هذه المفاهيم ولماذا صغتها؟
- «الميزياء» مشتقة من الميزة، و«البينياء» مشتقة من ظرف المكان «بين»، اما «الضيمياء» فمشتقة من الضيم. «الميزياء» فلسفة الميزة التي تعتبر ان الاشياء ميزات بدل ان تكون ماهيات. الميزات تتطور وتتغير بينما الماهية ثابتة. بالنسبة الى «الميزياء»، لكل شيء ميزة تميزه وفي ضوئها يتشكل ويكون. اما «البينياء» فتدرس ما بين الاشياء لأن ما بين الاشياء يبيّنها. فالعلاقات بين الاشياء هي التي تبني تلك الاشياء. اما «الضيمياء» فتدرس الضيم الذي اصاب فكرنا جراء الاعتقاد الكاذب أن كل الاشياء مجرد ادوات في خدمة الانسان. هكذا، تهدم «الضيمياء» فكرة مركزية الانسان وتعتبر ان كل شيء هدفه تحقيق ذاته فقط وتطويرها. وقد صغت هذه المصطلحات لان بناء مفاهيم جديدة واكتشافها جزء اساسي في العمل الفلسفي. والدافع الاساسي الآخر لصوغها هو انه اذا لم تشارك الحضارة في بناء مفاهيم ونظريات جديدة فسنبقى «سوبر متخلفين»، واذا لم نستخدم مصطلحات جديدة في لغتنا العربية فسنخسر لغتنا وتموت. فبالفكر وحده يحيا الانسان وتحيا لغته. سنخسر حضارتنا ولغتنا وانسانيتنا اذا توقفنا عن اشتقاق مفاهيم وأفكار جديدة. فالذي لا جديد لديه لا قديم لديه.
• هل ستستمر في صوغ مصطلحات وأفكار جديدة ام ان «السوبر تخلف» اوصلك الى اليأس والاحباط؟
- لا استطيع سوى ان اكتب لأني لا استطيع سوى ان احيا. ما زلت اسعى الى بناء مفاهيم وفلسفات جديدة، فالبحث الذي ينتهي بحث ميت. ورغم اننا نحيا بل نموت باستمرار في عصر «السوبر تخلف»، لم يقتلني اليأس والاحباط. على العكس، دفعني «السوبر تخلف» الى محاربته عبر الكتابة. ففقط باللغة وأفكارها نتمكن من تصور واقع افضل والسعي الى تحقيقه. اكتب كي احيا، وأحيا كي اكتب. الكتابة خلاصة الانسانية وجوهرها. كل شيء كتابة، وكل شيء لغة، وكل لغة انسان يتنفس عبر افكاره.
أصدر حتى الآن 15 كتاباً، تحمل كلها عناوين لافتة وغريبة، مثل «الميزياء»، «الضيمياء»، «السوبر تخلف»، «السوبر حداثة»، «السوبر مستقبلية». هذه الكتب جديرة بالاهتمام والقراءة لما تمثله وتسعى الى قوله.
ماذا يقول مؤلفها حسن عجمي الذي اختار طريقاً شاقة في بحثه الفلسفي، ولا يزال حتى الآن في «دوامة» البحث و«متاهة» المعرفة التي ينشدها، فهل وصل الى ما يشبه الطمأنينة في بحثه هذا؟
«الراي» التقته وتعرفت على تفاصيل مشروعه الفلسفي:
• أنتجت سلسلتين من الكتب، السلسلة الاولى مكوّنة من ستة كتب منها «السوبر حداثة» و«السوبر مستقبلية» و«السوبر تخلف». ما الفكرة الاساسية في هذه السلسلة ولماذا استخدمت مصطلح «السوبر»؟
- الفكرة الاساسية الحاكمة لغالبية نصوص السلسلة الاولى هي «السوبر» حداثة. بالنسبة اليها، اللا محدّد يحكم العالم. تقول «السوبر حداثة» ان الكون غير محدّد، لكن رغم لا محدودية الكون يمكن معرفته وتفسيره. فمن غير المحدّد مثلا ان ثمة نظريات علمية عدة لا نعرف بينها ما النظرية الصادقة، لذا من الطبيعي ان تنجح النظريات العلمية العديدة في تفسير الكون رغم اختلافها وتعارضها. هكذا تفسّر «السوبر حداثة» نجاح النظريات العلمية المختلفة. فمن غير المستغرب بالنسبة اليها وجود تفسيرات وأوصاف مختلفة للكون كلها ناجحة في تفسيره ووصفه رغم الاختلاف في ما بينها. من جهة اخرى، استخدمت مصطلح «السوبر» كي اميّز «السوبر حداثة» مثلاً عن الحداثة وعما بعد الحداثة. تعتبر الحداثة ان الكون محدّد ولذا يمكن معرفته. اما ما بعد الحداثة فتقول ان الكون غير محدّد ولذا من غير الممكن معرفته. لكن «السوبر حداثة» تختلف عنهما لأنها تعتبر ان الكون غير محدّد ورغم ذلك يمكن معرفته.
• هل لـ«السوبر حداثة» تطبيقات اخرى خصوصا على الواقع الانساني؟
- لها تطبيقات عديدة. فبالنسبة اليها مثلا، الانسان غير محدّد، وعبر لا محدودية الانسان تنجح «السوبر حداثة» في تفسير قدرته على البقاء والتطور والاستمرار. فبما ان الانسان غير محدّد، يمكنه اذا التكيف والتأقلم مع الظروف المختلفة ما يضمن نجاحه في البقاء. فلو كان الانسان محدّداً في صفاته وماهيته لما تمكن من ان يتغير بحسب الظروف ولما تطور في ضوء المتغيرات في محيطه ولفشل تاليا في البقاء والاستمرار.
• ما هي «السوبر مستقبلية» و«السوبر اصولية» وكيف ترتبط هذه الافكار؟
- تقول «السوبر مستقبلية» ان التاريخ يبدأ من المستقبل. لذا لابد بد من تحليل المفاهيم عبر المستقبل. بالنسبة اليها مثلا الحقيقة قرار علمي في المستقبل. هنا، يتم تعريف الحقيقة عبر المستقبل، وبذلك لا تتحقق الحقائق في شكل مُحدّد سوى في المستقبل، ما يعني ان الحقائق غير محدّدة في الحاضر والماضي تماماً كما تؤكد «السوبر حداثة». من هنا، ترتبط «السوبر مستقبلية» بـ«السوبر حداثة».
من جهة اخرى، بما ان الحقيقة قرار علمي في المستقبل، والمستقبل لم يتحقق بعد كلياً، لا بد من البحث الدائم عن الحقيقة، وبذلك تضمن «السوبر مستقبلية» استمرار البحث المعرفي والعلمي، علما ان استمرار البحث فضيلة. من هنا، تكتسب «السوبر مستقبلية» فضاءها. اما «السوبر اصولية» فتعتبر ان الاصول المعرفية والدينية محدّدة فقط في المستقبل وليس في الحاضر او الماضي، وهذا ما تدعو اليه «السوبر حداثة». هكذا، ترتبط هذه الافكار في ما بينها. بالنسبة الى «السوبر اصولية»، نحن من نصنع التراث بدلاً من ان يصنعنا، وبذلك نتحرر من التراث من دون ان نلغيه. بالفعل، نحن صانعو التراث الماضي عبر دراسته وفهمه او تجاهله وعدم فهمه. فالشعب المتطور يحوّل تراثه تراثا متطورا في ضوء درسه بأساليب ومناهج متطورة. اما الشعب المتخلف فيحوّل تراثه تراثا متخلفا عبر درسه من خلال مناهج متخلفة.
• تقول في كتاب «السوبر تخلف» اننا «سوبر متخلفين». الا تغالي وتظلمنا بهذا القول؟
- لا اغالي حين اقول اننا «سوبر متخلفين» ولا اظلم احداً، بل المغالاة والظلم كامنان في عدم قول الحقيقة، والحقيقة اننا اليوم «سوبر متخلفون». فالفرق شاسع بين التخلف و«السوبر تخلف»، الشعب المتخلف هو الذي لا ينتج ما هو مفيد للعالم والبشرية، في حين ان الشعب «السوبر متخلف» هو الذي يطوّر التخلف عبر استخدام العلم من اجل التجهيل، وهذا ما نقوم به بالضبط. فغالبية مدارسنا وجامعاتنا ووسائل اعلامنا تنشر الجهل والطائفية والمذهبية وكراهية الآخر. لكل قبيلة مذهبية ومناطقية ومدارس وجامعات ووسائل اعلام خاصة تهدف الى محاربة القبائل الاخرى. من هنا، نستخدم العلم من اجل التجهيل. نحن «سوبر متخلفين» لأننا نرفض العلم والمنطق ونستغل الثقافة من اجل نشر الجهل وتطويره.
• ما علاقة «السوبر تخلف» بـ«السوبر حداثة»؟
- «السوبر حداثة» تعتبر ان اللا محدّد يحكم العالم، وهذا يعني ان اللا محدّد فقط يستمر ويبقى وينجح في التطور. وحين تكون غير محدّد تتمكن من التكيف وتغيير صفاتك وتنجح بذلك في ان تبقى وتتطور. اما اذا كنت محدّداً في صفاتك وأفكارك وتصرفاتك فستفشل في التطور والبقاء لانه لن يكون ثمة مجال لديك كي تتغير في ضوء الظروف المستجدة. على هذا الاساس، نستطيع الاستنتاج بحق أن «السوبر متخلف» هو المحدّد. نحن «سوبر متخلفين» لأن سلوكياتنا وأفكارنا ومشاعرنا محدّدة سلفاً، ما يجعلنا مجرد آلات بلا عقل وشعور. هكذا يرتبط «السوبر تخلف» بـ «السوبر حداثة»، فـ«السوبر حداثة» تدافع عن اللا محدّد في السلوك والفكر وتدعو اليه بينما «السوبر تخلف» يصف واقعنا المشرقي المحدّد في ادق تفاصيله.
• السلسلة الثانية تتكوّن من ثلاثة كتب هي «الميزياء» و«البينياء» و«الضيمياء». ماذا تعني هذه المفاهيم ولماذا صغتها؟
- «الميزياء» مشتقة من الميزة، و«البينياء» مشتقة من ظرف المكان «بين»، اما «الضيمياء» فمشتقة من الضيم. «الميزياء» فلسفة الميزة التي تعتبر ان الاشياء ميزات بدل ان تكون ماهيات. الميزات تتطور وتتغير بينما الماهية ثابتة. بالنسبة الى «الميزياء»، لكل شيء ميزة تميزه وفي ضوئها يتشكل ويكون. اما «البينياء» فتدرس ما بين الاشياء لأن ما بين الاشياء يبيّنها. فالعلاقات بين الاشياء هي التي تبني تلك الاشياء. اما «الضيمياء» فتدرس الضيم الذي اصاب فكرنا جراء الاعتقاد الكاذب أن كل الاشياء مجرد ادوات في خدمة الانسان. هكذا، تهدم «الضيمياء» فكرة مركزية الانسان وتعتبر ان كل شيء هدفه تحقيق ذاته فقط وتطويرها. وقد صغت هذه المصطلحات لان بناء مفاهيم جديدة واكتشافها جزء اساسي في العمل الفلسفي. والدافع الاساسي الآخر لصوغها هو انه اذا لم تشارك الحضارة في بناء مفاهيم ونظريات جديدة فسنبقى «سوبر متخلفين»، واذا لم نستخدم مصطلحات جديدة في لغتنا العربية فسنخسر لغتنا وتموت. فبالفكر وحده يحيا الانسان وتحيا لغته. سنخسر حضارتنا ولغتنا وانسانيتنا اذا توقفنا عن اشتقاق مفاهيم وأفكار جديدة. فالذي لا جديد لديه لا قديم لديه.
• هل ستستمر في صوغ مصطلحات وأفكار جديدة ام ان «السوبر تخلف» اوصلك الى اليأس والاحباط؟
- لا استطيع سوى ان اكتب لأني لا استطيع سوى ان احيا. ما زلت اسعى الى بناء مفاهيم وفلسفات جديدة، فالبحث الذي ينتهي بحث ميت. ورغم اننا نحيا بل نموت باستمرار في عصر «السوبر تخلف»، لم يقتلني اليأس والاحباط. على العكس، دفعني «السوبر تخلف» الى محاربته عبر الكتابة. ففقط باللغة وأفكارها نتمكن من تصور واقع افضل والسعي الى تحقيقه. اكتب كي احيا، وأحيا كي اكتب. الكتابة خلاصة الانسانية وجوهرها. كل شيء كتابة، وكل شيء لغة، وكل لغة انسان يتنفس عبر افكاره.