د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / المسؤول الفعال... والنائب المرتشي!

تصغير
تكبير
شرحت في المقالات الثلاث السابقة أنماطاً ثلاثة من المسؤولين، من خلال رمزية ألوان إشارات المرور ودلالاتها، فالإشارة الحمراء تأمرك بالتوقف والامتناع عن الحركة، والصفراء توجب الحذر وتدفع بالبعض إلى التردد في قرار التوقف من عدمه، أما الخضراء فتفتح الطريق أمامك للانطلاق، وهنا أحاول دمج النماذج الثلاثة في نموذج المسؤول الفعال.
المسؤول الفعال هو «الممتنع» عن كسر القوانين من أجل عوير وزوير واللي ما فيه خير، هو «الواقف» احتراماً للأعراف المعلومة كلها من الإدارة بالضرورة، هو «المحترِم» للمصلحة العامة، حتى لو تضرّر على المستوى الشخصي، فالذي يتوقف عند الإشارة الحمراء و«يحترمها» قد يتأخر عن موعد مهم، ولكنه يساهم في تنظيم تقاطعات المرور، والتي من دونها يختلط الحابل بالنابل وقد يتأخر ويتأذى الجميع!
المسؤول الفعال هو «الحذر» عند التعامل مع النفس البشرية، لأنها كتلة من المشاعر تتأثر سلباً وإيجاباً، حسب المتغيرات البيئة والاجتماعية والأسرية والمادية، هو «المتردد» عند إصدار العقوبات على مرؤوسيه قبل استكمال جميع الإجراءات الممكن اتخاذها من خلال شبكة علاقاته العامة المبنية على الاحترام المتبادل، ليس في أدراج مكتبه «أقنعة» يلبسها عند الحاجة، شعاره المرفوع دائماً «لست بالخب ولا الخب يخدعني».

المسؤول الفعال هو «المبدع» هو «قاهر الروتين»، هو «المتقد» حماسة، هو «الواضح» رؤية ورسالة، هو «الحريص» على روح الفريق الواحد، «المسابق للريح» لبلوغ
أقصى ما لديه من العطاء، هو «المحفز» لموظفيه نحو أهداف محددة معلومة، «المتعلم» دائماً لأحدث نظم المعرفة
الإدارية، «المطبق» لما يتعلمه باستمرار، هو «الباحث» عن الحقيقة أينما كانت، فهل تظن أنك من هذا النمط؟ أتمنى ذلك...
في الأفق:
بناء على ذمة أبي عامر أنقل لكم خبراً في غاية الغرابة، وهو أن أحد نواب مجلس الأمة الحاليين قد باع صوته وسبعة من أفراد عائلته لأحد مرشحي دائرة «شبه» داخلية في انتخابات سابقة (نظام ألـ 25 دائرة) مقابل 500 دينار للصوت، وقبض 1000 دينار لصوته هو! ومنا إلى أعضاء لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة للدراسة ووضع الحلول!
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي