يبدو بأن العراقيين والاميركيين قد عرفوا طفارة الكويتيين (ما يغيظهم) فراحوا يرددونها في كل مناسبة، فأما العراقيون فاسطوانتهم المشروخة هي ان الكويت تظلمنا عندما تطلب منا دفع التعويضات عن فترة الغزو الصدامي للكويت، ويقولون بأنهم ضحية سياسات صدام مثلنا، وعندما لم تستجب الكويت لهم اعلنوا عن اصدار جديد لاسطوانتهم وهو ان الكويت مطالبة بتعويضهم عن السماح للأميركيين بالدخول إلى العراق العام 2003. الكويت تعاملت بذكاء مع تلك الادعاءات وقالت لهم بأن القرار بيد الشعب الكويتي ممثلا بمجلس الامة، وهي تعرف بأنه لا يوجد كويتي واحد يرضى بإسقاط ديون العراق، ليس فقط لأنها ديون مستحقة لا تسقط بسقوط النظام، ولكن لأننا لم نر من العراقيين ما يشجع على بدء صفحة جديدة معهم بل نسمع الشتائم المتكررة والتهديد، ثم ان 5 في المئة من دخل نفطهم لن تضرهم شيئا اذا دفعوها تعويضا لنا.
اما الاميركان فطفارتهم لنا هي باتهامنا بالاتجار بالبشر، وفي كل تقرير لوزارة الخارجية الاميركية عن الكويت تنتفخ اوداج وزرائنا ويغضب مسؤولونا ويكيلوا الصاع صاعين لأميركا (من أنتم يا أصحاب معتقل غوانتانامو حتى تعلمونا حقوق الإنسان؟!).
وفي اعتقادي ان كلام الاميركيين صحيح حتى وان كانت اميركا اكبر منتهك لحقوق الانسان في العالم، ورحم الله امرأ اهدانا عيوبنا، فمن يستطيع انكار تجاوزات بعض الشركات والافراد عندنا لحقوق الإنسان وظلمهم للعمالة، وهل نسيتم احداث الصيف الماضي عندما اضرب آلاف العمال احتجاجا على عدم استلام حقوقهم لأشهر كثيرة؟! وهل نسيتم وعود وزير الشؤون السابق بكشف اسماء الافراد والشركات الذين تسببوا بتشويه صورة الكويت، ثم ماذا؟!
لقد سكتت الحكومة سكوت اصحاب الكهف وما زال اولئك المجرمون يستقدمون العمالة ويظلمونهم ويؤخرون رواتبهم ثم دعونا نسأل عن وعود الحكومة بإلغاء نظام الكفيل الذي تحول البعض عندنا إلى مليونيرات بفضله، ولماذا سكتوا عنه وتجاوزوه، بينما البحرين طبقته بكل سهولة ويسر؟! واين قانون العمل الجديد الذي يعطي الحد الادنى للعمال ولماذا لم يتم اقراره منذ الستينات؟!
حتى خدم المنازل يخضعون لمزاج اصحاب المنازل ولا يوجد قانون ينظم اعمالهم واجورهم، بينما مكاتب استقدام الخدم قد اصبحت مشابهة لأسواق الرقيق في الولايات المتحدة سابقا.
اما قضية غير محددي الجنسية (البدون) فقد اصبحت على قناعة بأن هنالك اطرافا حكومية تستمتع وتستفيد من ابقاء تلك المأساة من دون حل وهي من ساهم في تحويلها من مشكلة بسيطة إلى كرة ثلج، بينما المطلوب هو المعاملة الانسانية لتلك الفئة وانصافها لا اكثر!
د. العفاسي... أنت لها
قبل يومين كنا في زيارة لوزير الشؤون الجديد (د. محمد العفاسي) والذي نتمنى له كل الخير والتوفيق في منصبه، وقد لمسنا منه دماثة الخلق والحرص الشديد على إحقاق الحقوق وإنصاف المظلومين، لا سيما وهو الحقوقي الذي يعرف مداخل القوانين ومخارجها، وقد قص علينا قصة مبكية شاهدها بنفسه لأحد ابناء البدون الذي التقاه في لندن والذي قال له بأنه قد قضى عشرين سنة في الكويت ثم لجأ إلى لندن بعد ان انسدت عليه ابواب الرزق، فأعطوه سكنا له ولأهله وجواز سفر وراتبا شهريا وادخلوا ابناءه إلى المدارس، وقد تحدث بفرح عن رحلته الأولى للحج حيث لم يتمكن قبلها من اداء الحج في الكويت لعدم حصوله على الجواز.
خطاك السوء شيخنا الفاضل
نتمنى لشيخنا الفاضل عبدالرحمن عبدالخالق الشفاء العاجل مما ألم به، وقد احزننا مصاب هذا الشيخ الجليل الذي ما من اسرة في الكويت إلا وله فضل عليها بتعليم ابنائها وبنشر العلم الصحيح بيننا ومحاربة التطرف الذي كاد ان يمزق كياننا، وشكرنا الكبير لسمو امير البلاد على بادرته الطيبة في ارسال الشيخ عبدالرحمن لتلقي العلاج في الخارج.
د. وائل الحساوي
[email protected]