ديرة طيبة يأتيها رزقها من ربها وهي في أمن وطمأنينة وخير وسلام، بيوتها كثيرة وبرايحها متعددة، اطفالها من البنين والبنات اخوة، ورجالها اشقاء، ونساؤها اخوات، انهم جميعا اسرة واحدة بل هم كالجسد الواحد اذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، يدعو بعضهم بعضا لسبل الخير وهم يدلون عليه ويرشدون اليه، فمرت الايام والليالي والاعوام تترى وهذه الارض الطيبة زاد خيرها واصبحت رغدة بفضل نعم الله تعالى.
وصدق الاديب:
اذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله
فإن الإله سريع النقم
نمت هذه الديرة واصبحت اما للديموقراطية واطلق عليها دولة المؤسسات، واخذت المجالس البرلمانية تأتي، ومشاريع القرارات تلوح فتعلمت منها الامة الفقه الديموقراطي، وانبثقت لجان برلمانية دائمة واخرى موقتة.
وفي الاونة الاخيرة ولدت «لجنة الظواهر السلبية»، الدخيلة على المجتمع، انه اسم يدعو إلى التأمل في ديرة الاسرة الواحدة التي كانت بالفعل اسرة واحدة ولم تزل باذن الله الكريم، ولكننا عزيزي القارئ نتساءل ما هي هذه الظواهر السلبية؟
نعتقد ان الطالب الذي يعتدى عليه او الاعتداء على المعلم ظاهرة من هذه الظواهر، ام من يقتحم مكتب الطبيب ويحاول الاعتداء عليه ظاهرة، او عقوق الوالدين وزجهم في دور رعاية المسنين ظاهرة، أو تهور بعض قائدي المركبات في القيادة ما يؤدي إلى زهق كثير من الارواح، ام حالات الطلاق التي تعج بها المحاكم، او غفلة الامهات والاباء عن رعاية ابنائهم وتركهم في ايد غير امينة، او اعتداء بعض الناس على بعض المسؤولين في اوقات دوامهم من الظواهر السلبية التي يقطر لها الجبين دما، ام الدعوة إلى التنابز بالالقاب، والتشتت، والتبعض، والتفرق، والتشرذم، والفرقة ظاهرة، ام الاسباب التي دعت لحدوث المشاكل النفسية والملفات التي تمتلئ بها عيادات مستشفى الامراض النفسية؟
كلها ظواهر سلبية، ولكن «لجنة الظواهر السلبية» الدخيلة على المجتمع التي انتخبت اخيرا في مجلس الامة الموقر عسى ان تعطي ماهية تلك الظواهر، وانواعها، وكيفية القضاء عليها حتى نكون جسما واحدا كما كنا.
ولتتحد هذه «اللجنة» لتضع خطة اكيدة وواضحة ومتينة لعملها حتى تنفع الامة، لان خير الناس من نفع الناس.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي