اتصلت قناة العربية بمحلل سياسي ايراني لتسأله عن الأوضاع في إيران، فقال بأن ايران لم تشهد تطورا في تاريخها مثلما يحدث اليوم من استقرار سياسي واقتصادي وازدهار، أما المتحدث الايراني على الطرف الآخر والمقيم في لندن فقد بين بأن نسبة الشعب الإيراني تحت خط الفقر قد وصلت إلى 18 مليون نسمة وان التفوق الوحيد الذي حققته ايران هو في التسلح والبرنامج النووي.
الكل يعلم بأن نظام الملالي الايراني مبني على السلطوية باسم الديموقراطية الدينية، فالمرشد الاعلى للثورة (الولي الفقيه) بيده جميع مفاتيح السلطة، ويخضع له القوات المسلحة والاعلام والحرس الثوري والبرلمان وغيره وفوق كل ذلك فإن القرارات الحكومية يمكن للمرشد ان ينسفها بجرة قلم تحت مسمى مخالفتها لرأي الولي الفقيه، حتى رئاسة الجمهورية لابد أن تمر ترشيحاتها من خلال مجلس تشخيص النظام الذي يقرر إن كان المرشح يخضع لمواصفات النظام المطلوبة، ثم بعدها تجري الانتخابات على الأسماء المختارة والتي تأتي جميعا من المؤسسة الدينية، لقد قبل الشعب الايراني كل تلك التعقيدات والسلطوية املا في ان يستطيع اختيار رئيس لبلاده يحقق بعضا من اماله التي تكسرت على صخور الديكتاتورية، لكنه استيقظ صباح يوم الانتخابات ليكتشف بأنه حتى ذلك الامل لم يكن الا سرابا جميلا قد اختفى وراء التزوير.
قصة من الخيال بين رونالدو وعبدالصمد
قرأ صاحبنا عبدالصمد- عامل النظافة - خبرا عن اتفاق نادي «ريال مدريد» مع اللاعب رونالدو بمبلغ 132 مليون دولار، فبدأ بتكسير حساباته ليرى كم يحتاج لكي يجمع هذا المبلغ اذا جمع رواتبه الشهرية (70 دولارا شهريا)، فوجد انه يحتاج إلى اكثر من 1.885.714 شهرا (مليون وثمانمئة وخمسة وثمانون ألفا وسبعمئة وأربعة عشر شهرا) لفعل ذلك، اي ما يعادل 157 الف سنة.
صرخ عبدالصمد بأعلى صوته وقال: «لابد أن هنالك سرا في هذا الانسان المسمى رونالدو، فقد يكون مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا للنادي!! وبذلك سيربح النادي من ذلك البيض فقال له زميله: هل انت مجنون، هذا اللاعب انسان من لحم ودم، فقال عبدالصمد: اذا لابد ان يكون رونالدو صاحب املاك تقدر بالملايين، وينتظر النادي موته لكي يرث امواله، فقال له زميله: لا، هم لن يشتروا الا مساهمته معهم في اللعب، فقال عبدالصمد: اذا لابد ان يكون لدى رونالدو القدرة الخارقة لكي يسخر لهم الجن والانس؟! فقال زميله: صدقني بأنه انسان عادي وقد يتعرض لأي نكسة او إصابة وبذلك يفقد النادي ما صرفه عليه.
شعر عبدالصمد بالغضب العارم، وقرر عدم السكوت عما يحدث من ظلم في العالم، فالبشر سواسية ولا فرق بينهم في الكرامة والانسانية، ثم أعلن عبدالصمد إضرابا عن العمل هو وبعض زملائه إلى ان ترفع الشركة رواتبهم فما كان من الشركة الا ان سفرتهم إلى بلدانهم، جلس عبدالصمد في بيته متحسرا، وقال: ليتني قبلت بالسبعين دولارا، وليتني ادركت بأن لكل انسان مقاما لا يتجاوزه عند البشر، ومنذ متى كان البشر عادلين؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]