د. وائل الحساوي / نسمات / تحويل المصائب إلى طرائف

تصغير
تكبير
مرت علينا فترة طويلة، لم نستطع فيها كتابة مواضيع هادئة ومسلية بسبب كثرة المواضيع الساخنة على الساحة العربية والعالمية، حروب متلاحقة، انكماش اقتصادي، مجلس أمة «يلوّع الكبد»، حكومة تخلع القلب، وانتشار اوبئة وأمراض متلاحقة لا تكاد تختفي من مكان حتى يظهر غيرها في مكان آخر.
لذا فقد وجــــد العــــالم بأن أفضــــــــل وسيلة للتسلية هي من خلال وصف الأحداث العالمـــــية الساخنة بــــصــــورة ترفيهـــــية لعلها تخفف مــن آلام الإنســــــان المتــــلاحــــقة، وقــد كان لانتشار مرض انفلـــونزا الخنـــازير فرصة ذهبية لتـــأليــــــــف الأغــــاني والاشـــعار عن هذا المرض، ورســـم الـــصـــور الكاريكاتيرية، وحدوث المواقف المضحكة ومنها ما كتبه المطرب «شعبولا» عن هذا المرض بقوله:
كوراثنا زادت كارثة

والوضع شكله خطير
قال يعني كانت ناقصة انفلونزا الخنازير
مرض خطير على البشر وبقولك وبوعيك
في دولتين انتشر... أميركا والمكسيك
الانفلونزا كترت وبقى مرض خطير
مبقتش طيور وبس... بقت كمان خنازير
لو شفت يوم خنزيرة ولو شفت يوم خنزير
لازم تلحق وبسرعة تأخذ بعضك وتطير
خنازير وطيور ولسه... الناس جالها اكتئاب
قادر ربنا يسترها... ع القطط والكلاب
بقول وبأعلى صرخة... إحنا مش ناقصين سكوت
علشان خنزير وفرخة... حرام الناس تموت
قفلنا كتير مزراع وعدمنا طيور كتير
عايزين قرار سيادي ونعدم الخنازير
ليه الخنازير تعيش ونضحي بناس كتير
تعيش الناس سليمة وطظ في الخنازير
يا ريتهم يعدموها والناس في أمان تبات
من غير ما الأمن يدخل ولا تحصل اضرابات
أما الرسوم الكاريكاتيرية حول المرض فهي كثيرة ومنها صورة خنزير يمسك بخناق دجاجة مهددا بقتلها ان لم تخبره عن كيفية نقلها المرض اليه، وصورة لخنزير يرقد في السرير ويعوده اصحابه من الحيوانات الاخرى تواسيه وهكذا.
أما الطُرف التي حدثت وأبرزها الاعلام حول هذا المرض فهي كثيرة ومنها مقابلة اذاعة BBC لاحد سواقي التاكسي في مصر يقول فيها بأنه يرفض نقل اي غربي في سيارته خوفا من نقل العدوى له، وآخرون هجروا المطاعم التي يدخل اليها الغربيو، صاحب مطعم في مصر اشاع بان مطعما منافسا يبيع الخنزير فهجره الناس وأقبلوا عليه.
هل يجوز هذا الكلام يا نادين؟!
يبدو بان الاخت نادين البدير قد عانت معاناة شديدة في مجتمعها بسبب العادات الخاطئة التي مورست ضدها فتولد لديها ردة فعل غير مسبوقة لم تفرق فيها بين العادات الجاهلية التي مازالت موجودة في مجتمعاتنا وبين احكام الدين الاسلامي القطعية التي تحوطها الحكمة سواء أعرفها الانسان ام جهلها.
في مقالها قبل يوم بعنوان (عقاب الأرامل) في جريدة «الراي» جاءت بعادات اجرامية تمارسها بعض المجتمعات البشرية مثل حرق الزوجة بعد موت زوجها عند الهندوس، وعادة اهل صقلية في ان تلبس المرأة السواد إلى نهاية عمرها اذا مات زوجها، ولا يحق لها الزواج مرة اخرى، ثم قرنت تلك الجرائم بحكم عدة المرأة على زوجها المتوفي بأربعة اشهر وعشرة ايام، فهل يجوز هذا الكلام يا نادين؟!
ومع ان المسلم مطالب بالســمع والطاعة حتى وان لم يعرف الحكمة، لكن علماء الاسلام قد اوضحوا الكثير من الحكم في عدة الارملة منها استبراء الرحم حتى لا تختلط الانساب، ومنها الوفاء لزوجها الميت، وقد كان العرب في الجاهلية يبالغون في حداد المرأة على زوجها، فجاء الاسلام لتخفيف ذلك عنهن، ولم ينه الاسلام المعتدة الا عن لبس الزينة الظاهرة دون النظافة والطهارة، وطلب منهن المكث في بيت الزوج الا لحاجة، حتى ولو كان عملا يوميا تخرج اليه، وما تفعله بعض النساء اليوم من المبالغة في الحداد على ازواجهن ولبس السواد والانعزال عن النساء والمحارم هو من العادات الجاهلية.
حكمة اخرى للحداد قرأتها من بعض العلماء وهي انهم اكتشفوا شيفرة جينية، في رحم المرأة تتطلب فترة قبل أن يكون الرحم مهيأ لاستقبال زوج جديد، ويضربون مثلا بكثير من النساء الغواني اللاتي يصبن بسرطان الرحم بسبب تتابع الرجال عليهن.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي