د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / المسؤول الجبان... وسامي العدواني

تصغير
تكبير
المسؤولون أنواع وأشكال وأنماط، ويمكن تشبيههم بدلالات الألوان لإشارة المرور، الأول «اللون الأحمر» المسؤول الجبان، والثاني «اللون الأصفر» المسؤول الحذر المخادع، والثالث «اللون الأخضر» المسؤول المنطلق المبدع الباحث عن الإنجاز، وسوف أتناول كل صنف ونوع في مقال مستقل، وسأبتدئ بالنمط الأول.
المسؤول الجبان الخواف الرعديد كل شيء لديه ممنوع، الاقتراحات والتطوير والإبداع مصطلحات غير مدرجة في قاموسه الإداري، شعار استراتيجيته في العمل «لا تبدع لا تخطئ»، وأحياناً يستعير من العسكريين عبارتهم التي نسمعها في الطابور العسكري «مــــــكانااااك سر»! هـــــــذا النمط الجبان ينتهج أسلوب مخابرات الدول البوليــــــسية في نطاـــــق عملــــه، فهو يــزرع جواسيسه فـــي كــــــل مكتب وزاويـــــة وممر، لينقلوا ما يقوله الموظفون عنه، ولربما وضع كاميرات مراقبـــة، أو أجـــــهزة تنصــــــــــــت ليسجـــــــل كـــــــل شــــــــــيء بالصــــــوت والصـــــــورة.
المسؤول الجبان «الله يكافينا الشر» يعتقد أن كل نقد لأسلوب العمل موجه له شخصياً، فتجده يتهم الجميع بالتخطيط المدروس لتشويه صورته وتلويث سمعته، ابتداء من الفرّاش إلى كبار المسؤولين، مروراً بالطبقة الوسطى، فثقته بالآخرين معدومة لانعدام ثقته بنفســـه أصـــــــــلاً!

المسؤول الجبان ترتعد فرائصه من أي شكوى في الصحافة، يتّهم كل من حوله بتسريب تلك الشكوى وتلك المعلومات للصحف، بدلاً من تصحيح الأوضاع الخاطئة!
المسؤول الجبان يركز فقط على مصلحته الشخصية، وكيف يرضع من ثدي منصبه حتى الثمالة، ولا يهتم بإنجازات في مجال عمله، ولا تحفيز الموظفين الذين يعملون معه، فهو يحب أن يخلو له الجو، بعيداً عن أعين المخلصين الذين لا يرضون بالفساد الإداري والمالي.
في الأفق:
أبيات من الشعر أناجي بها الأخ العزيز سامي العدواني علها تصل الرسالة:
شكرا جزيلا ساميَ العدواني
شكرا ومثلك صادقُ الوجدان
ليس اختلافٌ بيننا يا صاحبي
لكنّه صوتٌ ورأيٌ ثاني
الكل يزعم حجةً في رأيه
والحق يبقى ثابت الأركان
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي