العدساني وقبازرد والإبراهيم والعتيقي على منصة تكريم «من الكويت نبدأ»... رغم الرحيل
جانب من الحضور
الياسين والعجيري وبشاره والجوعان يتوسطون ممثلي العائلات المكرمة
شقيقة الشهيد قبازرد تمسح دموعها
كوثر الجوعان
بشائر السالم
أم الشهيد أحمد قبازرد وفي يدها مسبحتها (تصوير علي السالم)
سامي الإبراهيم
راشد العليمي
سليمان قبازرد
عبدالله بشاره
صالح العجيري
|كتب عماد خضر|
في اليوم الثالث من مؤتمر «من الكويت نبدأ... وإلى الكويت ننتهي»، فاحت السير العطرة لاربعة من رجالات الكويت قبل ان يستقر قطار المؤتمر في محطته الاخيرة غدا فقد استعرض ذوو العم العدساني والشهيد احمد قبازرد والشيخ الابراهيم والمربية الفاضلة العتيقي مآثر هؤلاء الراحلين فنالوا اعجاب الحضور حيث اوضح السفير عبدالله بشارة في حديثه عن مناقب العم خالد سليمان العدساني رحمه الله ان «العدساني تربى في بيت يتميز بالنزاهة والانصاف والعلم والاستنارة والادب والسياسة، وقد ذهب إلى بغداد بداية العشرينات واستقى هناك توجهات العروبة والسياسة وصناعة الاحزاب والحياة النيابية ثم عاد للكويت وعمل في التجارة والادب والسياسة واسس النادي الادبي، لكنه لم ينضم لطابور الموظفين»، مشيرا إلى انه «صاغ مع الاعيان في الكويت رسالة للشيخ أحمد الجابر الصباح تم بعدها اجراء انتخابات وشكل المجلس التشريعي».
ولفت إلى ان «العدساني صاغ دستور عام 1938 متأثرا بدستور بغداد»، مشيرا إلى انه «عاش في الفترة من 1938 إلى 1946 متنقلا بين بغداد ولبنان وكان عصاميا بنى حياته ونمت بداخله البذرة الديموقراطية التي غرست فيه من دراسته في بغداد».
وبين بشارة ان «العدساني اقترب من الشيخ عبدالله السالم الذي كان رجلا سابقا لجيله لم يفهمه «المجلسيون» كما يسميهم العدساني- وقد شارك العدساني في المجالس المختلفة كالبلدية والمعارف»، لافتا إلى ان «الشيخ عبدالله السالم اختار العدساني بعد الاستقلال عن الانتداب البريطاني سفيرا للكويت في الاردن وانتقل في عام 1963 سفيرا لها في مصر».
وقال: «تأثر العدساني بالنزعة العروبية والتوجهات الناصرية في مصر ولم يتخل عن مشاربه التي استقى منها في حياته وعاش في مصر سفيرا للكويت وسفيرا لمصر ايضا حيث كان محبا للنظام المصري والرئيس المصري جمال عبدالناصر، وعاشقا للتطور»، موضحا انه «سافر إلى روما وتفتحت افاقه وتأثر بما شاهده في ايطاليا من حب الحياة».
واضاف «عاد العدساني للكويت واصبح وزيرا للتجارة ولكن لم يكن متحمسا للوزارة، وتقبل- آنذاك- بروحه ونزعته الديموقراطية الاستجواب والمساءلة ممن كانوا في سن اولاده»، مبينا ان «العدساني عاش بعد ذلك في منزله واصيب بالمرض وقضى آخر 6 أشهر من عمره في غرفة بائسة في مستشفى بائس».
واشار بشارة إلى انه «تعلم من المغفور له العم العدساني رغبته في التواضع والزهد وعصريته ورغبته في الحياة من غير اهتمام بما فيها حيث كان مرتفعا في انسانيته، وكان دستوريا يرغب ان يتحكم في الكويت النزعة البرلمانية، ما كان دائما ما يدفع الشباب للتنوير واعلاء الكرامة والحرية وسلامة الوطن التي اعتقد انها تأتي بالمشاركة الفاعلة».
من جانبه تحدث سليمان قبازرد عن مناقب الشهيد أحمد محمود قبازرد قائلا «كان الشهيد احمد قبازرد مثالا للشهامة والوطنية والفداء في الدفاع عن تراب وطنه، ادى واجبه ولم ينس كونه ضابطا في إدارة حماية الشخصيات، وقد كان رحمه الله خارج وطننا الحر وقت الغزو العراقي الغاشم فأبت عليه نفسه ان يكون بعيدا ووطنه تدوسه الاقدام النجسة الملوثة».
واضاف «عاد قبازرد إلى ارض الوطن المعطاء بأبنائه ليهب حياته وروحه فداء له والتحق فور عودته بالمقاومة الشعبية ليشارك ابناء الكويت المخلصين في عملياتهم الفدائية ضد المعتدي العراقي الاثيم حيث كبدوه الكثير من الخسائر في العتاد العسكري والقوة البشرية التي اثرت بشكل مباشر في معنويات افراد النظام الديكتاتوري في العراق»، مشيرا إلى ان «احمد قبازرد استشهد يوم 16 سبتمبر العام 1990 وامتزج دمه بدماء الشهداء ابناء الكويت الحرة».
ولفت قبازرد إلى «كلمات الاشادة والثناء لمن عاصر وزامل الشهيد احمد قبازرد امثال المغفور له صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية والإسكان الشيخ احمد الفهد، والشيخ فهد جابر الاحمد، والسفير الدكتور مساعد راشد الهارون واستاذ العلوم السياسية الدكتور شملان العيسى، ونائب مدير عام الهيئة العامة للشباب والرياضة جاسم يعقوب واخيرا صديق الشهيد سمير سعيد والذين اشادوا بالشهيد الراحل الذي ضحى بدمائه فداء للوطن واصبح رمزا وطنيا يخلده التاريخ».
وتحت عنوان «الوسطية والوطنية في حياة خير البرية» تحدث الشيخ راشد العليمي قائلا ان «الله سبحانه وتعالى جعل الأمة الإسلامية امة وسطا وامة الخير والاقتصاد والعطاء وقد كان نبينا محمد () وسطا ومعتدلا، لافتا إلى ان النبي () لم يستغرب تعذيب قومه له ولكنه استغرب خروجه من مكة بقوله: او مخرجي هم؟ ما يدل على شدة وصعوبة مفارقة الوطن على النفس كما حدد العلماء».
واوضح ان «النبي () عندما خرج من مكة التفت اليها وقال: ما اطيبك من بلد! واحبك اليّ، ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجت» مشيرا إلى ان «الجميع يتعلقون بأراضيهم فما بالنا بأرض طيبة مثل الكويت؟ أليست جديرة بالفداء؟
وبين ان «النبي () حينما يكون عائدا من السفر ويشاهد المدينة المنورة من بعد كان يحث الناقة على السرعة للوصول اليها»، لافتا إلى ان «آل البيت والصحابة اخرجوا من مكة إلى المدينة فكان لهم اجر وفضل عظيم».
واشار العليمي إلى ان «النبي () علم الصحابة حب الارض والدفاع عنها عندما كان في المدينة المنورة فدافع الصحابة عن المدينة في اكثر من موقف واكثر من غزوة، ابرزها غزوة الخندق، ولكنه () ابعد عنهم التعصب المذموم»، موضحا ان «رسولنا الكريم () غرس حب المدينة في نفوس الصحابة بمراعاة السلوك العام وهو ما لا نراه في بعض الشباب والشابات الآن فكيف يدعي الانسان الوطنية ولا يصونها ويحافظ عليها اذ نهى() عن الجلوس في الطرقات وحدد حقوق الطريق اذا كان ولا بد من الجلوس وذلك بغض البصر وكف الاذى والامر بالمعروف والنهي عن المنكر».
وعن مناقب الشيخ جاسم محمد علي الابراهيم - رحمه الله -تحدث سامي الابراهيم واوضح انه «ولد في فريج ابن ابراهيم في بهيته (حي الوسط في مدينة الكويت) العام 1869 ودرس في احدى المدارس الخاصة في مجلس آل ابراهيم عمل في التجارة وكان من اوائل التجار الكويتيين الذين استقروا في الهند وقد تنوع نشاط اسرته التجاري واحتكرت تقريبا تجارة اللؤلؤ منذ منتصف القرن التاسع عشر لدرجة انه اطلق عليه من امراء اللؤلؤ».
وقال «اتصف الابراهيم بصفات الكرم والجود وعلو الهمة وجميل الخصال والسجايا وبعده عما يغضب الله وكان مؤمنا بالله وكان كتوما في اعمال الخير كما ذكر عنه الامام محمد رشيد رضا».
مشيرا إلى انه «ساهم بالنصيب الاوفر في بناء مدرسة المباركية بمبلغ 30 الف روبية».
واضاف سامي الابراهيم: «قام جاسم الابراهيم بدور وطني باعلاء سمعة الكويت ومكانتها عبر البحار بتأسيس شركة المراكب العربية وقد اطلق على احدى بواخره الحديثة اسم «الكويت»، كما ساعد رحمه الله في الدفاع عن الكويت فقد قامت عائلة آل ابراهيم بتقديم شحنة اسلحة بلغت 800 بندقية «مارتيني» هدية للشيخ مبارك عام 1908 للمساعدة في حفظ أمن الكويت»، مشيرا إلى انه «انتقل رحمه الله في عام 1956 ودفن في بومبي بعد 87 عاما من العمل والكفاح والعطاء في سبيل الله».
وتحدثت بشائر سالم عبدالرحمن السالم عن مناقب المربية الفضلة بدرية فرج العتيقي- رحمها الله- واشارت إلى ان «الراحلة بدرية العتيقي ولدت عام 1924 في «سكة عنزة» سليلة اسرة تعرف كيف ترعى بنتها، وقد تلقت تعليمها تحت جناح السيدة عائشة زوجة عمر الازميري»، لافتة إلى ان «اليقين اتى على لسانها منهجا وبرنامجا سبق زمانه وقد اجتمعت وتآلفت القلوب حولها في حلقات ازدادت اتساعا واتساقا مع الايام».
وافادت بانها «تابعت ونهلت من كل روافد العلم المتاحة ومجالات المعرفة في زمان كانت فيه المعارف ومناهل العلم محدودة واعتمدت على الكتب المتوافرة في مكتبة محمد الرويح الشهيرة انذاك»، موضحة انها «وعت امر العملية التعليمية فقسمت طالباتها إلى ثلاث مستويات دراسية «مبتدئة ومتوسطة ومتقدمة» حتى لا يذهب عملها ادراج الرياح لعدم تقارب المستويات».
وبينت السالم ان «العتيقي لم تنتظر عائدا «مقابل عملها وامضت 26 عاما في تدريس طالباتها شتى العلوم وقد ختمت العديد من الدارسات القرآن الكريم على يديها»، مشيرة إلى «مساهمتها في النشاط الاجتماعي والحث عليه».
ولفتت إلى ان «العتيقي رزقت بعشرة ابناء امتهن سبعة منهم التدريس واقتدوا بها وقد كرمتها وزارة التربية وجامعة الكويت وجمعية المعلمين وتثم اطلاق اسمها على مدرسة بدرية فرج العتيقي الابتدائية للبنات في منطقة القرين».
وتحت عنوان «قوتنا بوحدتنا» تحدثت مستشارة المؤتمر الوطني المحامية كوثر الجوعان قائلة ان: «الوحدة الوطنية ليست في توحد الفكر المختلف في الاتجاهات في فكر واحد فالاختلاف ضرورة لا غنى عنها وانما هي الاتفاق على المبادئ الاساسية والمصلحة العليا بحيث تكون الهدف ان لم تكمن الوسيلة ايضا».
واضافت «دلل الغزو العراقي الغاشم في الثاني من اغسطس 1990 وتصدى الشعب الكويتي الأبي له على التضحيات والعطاء والاخلاص حيث اختلطت الدماء الكويتية برجالها ونسائها وشيبها وشبابها، لم تميز تلك الدماء بين هذا وذاك، كذلك الحال في عام 1994 عندما اعاد صدام الطاغي تهديده للكويت فلم يجد الا سورا واحدا سور الكويت بكامله»، مشيرة إلى ان «بعض الاصوات النشاز ترتفع اليوم من بغداد بلد الحضارة والعراقة والثقافة والفنون والمعادن والطبيعة الخلاقة بتهديد اجوف لا معني له سوى محاولة خاسرة امام سور كويتي منيع».
وخاطبت الجوعان الشباب والشابات قائلة ترك الاباء والاجداد والاعمام والاخوال والامهات والجدات لكم ثروة عظيمة لا تنضب وتركوا لكم حب الكويت فاحبوها كما احبوها واعملوا لصالحها كما عملوا. فوالله لانتم خير الابناء والبناة لها تنتظر عطاءكم اللا محدود فمدوا اياديكم اليها واحسنوا إلى اهليكم فانتم شموعهم».
مناقب قبازرد ... ودموع أم منى!
• تساقطت دموع شقيقة الشهيد أحمد قبازرد «أم منى» اثناء الحديث عن مناقبه ومآثره وحاول البعض تهدئتها ولكنها لم تتغلب على دموعها المنهرة.
• والدة الشهيد أحمد قبازرد حضرت بمسبحتها الجميلة وظلت تسبح بها وتدعو له طوال فترة المؤتمر.
• قدمت مدرسة جاسم محمد الابراهيم الابتدائية بنين عرضا لبعض طلاب المدرسة تكريما لعائلة الابراهيم من اعداد المعلمة سكينة السيد.
• اضفى الفلكي المخضرم الدكتور صالح العجيري البهجة والفكاهة على الحضور من خلال سرده لمقتطفات من تاريخ الكويت بين الامس والحاضر تخللها حديثه عن بعض الطرف التي لاقت اعجاب الحضور.
في اليوم الثالث من مؤتمر «من الكويت نبدأ... وإلى الكويت ننتهي»، فاحت السير العطرة لاربعة من رجالات الكويت قبل ان يستقر قطار المؤتمر في محطته الاخيرة غدا فقد استعرض ذوو العم العدساني والشهيد احمد قبازرد والشيخ الابراهيم والمربية الفاضلة العتيقي مآثر هؤلاء الراحلين فنالوا اعجاب الحضور حيث اوضح السفير عبدالله بشارة في حديثه عن مناقب العم خالد سليمان العدساني رحمه الله ان «العدساني تربى في بيت يتميز بالنزاهة والانصاف والعلم والاستنارة والادب والسياسة، وقد ذهب إلى بغداد بداية العشرينات واستقى هناك توجهات العروبة والسياسة وصناعة الاحزاب والحياة النيابية ثم عاد للكويت وعمل في التجارة والادب والسياسة واسس النادي الادبي، لكنه لم ينضم لطابور الموظفين»، مشيرا إلى انه «صاغ مع الاعيان في الكويت رسالة للشيخ أحمد الجابر الصباح تم بعدها اجراء انتخابات وشكل المجلس التشريعي».
ولفت إلى ان «العدساني صاغ دستور عام 1938 متأثرا بدستور بغداد»، مشيرا إلى انه «عاش في الفترة من 1938 إلى 1946 متنقلا بين بغداد ولبنان وكان عصاميا بنى حياته ونمت بداخله البذرة الديموقراطية التي غرست فيه من دراسته في بغداد».
وبين بشارة ان «العدساني اقترب من الشيخ عبدالله السالم الذي كان رجلا سابقا لجيله لم يفهمه «المجلسيون» كما يسميهم العدساني- وقد شارك العدساني في المجالس المختلفة كالبلدية والمعارف»، لافتا إلى ان «الشيخ عبدالله السالم اختار العدساني بعد الاستقلال عن الانتداب البريطاني سفيرا للكويت في الاردن وانتقل في عام 1963 سفيرا لها في مصر».
وقال: «تأثر العدساني بالنزعة العروبية والتوجهات الناصرية في مصر ولم يتخل عن مشاربه التي استقى منها في حياته وعاش في مصر سفيرا للكويت وسفيرا لمصر ايضا حيث كان محبا للنظام المصري والرئيس المصري جمال عبدالناصر، وعاشقا للتطور»، موضحا انه «سافر إلى روما وتفتحت افاقه وتأثر بما شاهده في ايطاليا من حب الحياة».
واضاف «عاد العدساني للكويت واصبح وزيرا للتجارة ولكن لم يكن متحمسا للوزارة، وتقبل- آنذاك- بروحه ونزعته الديموقراطية الاستجواب والمساءلة ممن كانوا في سن اولاده»، مبينا ان «العدساني عاش بعد ذلك في منزله واصيب بالمرض وقضى آخر 6 أشهر من عمره في غرفة بائسة في مستشفى بائس».
واشار بشارة إلى انه «تعلم من المغفور له العم العدساني رغبته في التواضع والزهد وعصريته ورغبته في الحياة من غير اهتمام بما فيها حيث كان مرتفعا في انسانيته، وكان دستوريا يرغب ان يتحكم في الكويت النزعة البرلمانية، ما كان دائما ما يدفع الشباب للتنوير واعلاء الكرامة والحرية وسلامة الوطن التي اعتقد انها تأتي بالمشاركة الفاعلة».
من جانبه تحدث سليمان قبازرد عن مناقب الشهيد أحمد محمود قبازرد قائلا «كان الشهيد احمد قبازرد مثالا للشهامة والوطنية والفداء في الدفاع عن تراب وطنه، ادى واجبه ولم ينس كونه ضابطا في إدارة حماية الشخصيات، وقد كان رحمه الله خارج وطننا الحر وقت الغزو العراقي الغاشم فأبت عليه نفسه ان يكون بعيدا ووطنه تدوسه الاقدام النجسة الملوثة».
واضاف «عاد قبازرد إلى ارض الوطن المعطاء بأبنائه ليهب حياته وروحه فداء له والتحق فور عودته بالمقاومة الشعبية ليشارك ابناء الكويت المخلصين في عملياتهم الفدائية ضد المعتدي العراقي الاثيم حيث كبدوه الكثير من الخسائر في العتاد العسكري والقوة البشرية التي اثرت بشكل مباشر في معنويات افراد النظام الديكتاتوري في العراق»، مشيرا إلى ان «احمد قبازرد استشهد يوم 16 سبتمبر العام 1990 وامتزج دمه بدماء الشهداء ابناء الكويت الحرة».
ولفت قبازرد إلى «كلمات الاشادة والثناء لمن عاصر وزامل الشهيد احمد قبازرد امثال المغفور له صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية والإسكان الشيخ احمد الفهد، والشيخ فهد جابر الاحمد، والسفير الدكتور مساعد راشد الهارون واستاذ العلوم السياسية الدكتور شملان العيسى، ونائب مدير عام الهيئة العامة للشباب والرياضة جاسم يعقوب واخيرا صديق الشهيد سمير سعيد والذين اشادوا بالشهيد الراحل الذي ضحى بدمائه فداء للوطن واصبح رمزا وطنيا يخلده التاريخ».
وتحت عنوان «الوسطية والوطنية في حياة خير البرية» تحدث الشيخ راشد العليمي قائلا ان «الله سبحانه وتعالى جعل الأمة الإسلامية امة وسطا وامة الخير والاقتصاد والعطاء وقد كان نبينا محمد () وسطا ومعتدلا، لافتا إلى ان النبي () لم يستغرب تعذيب قومه له ولكنه استغرب خروجه من مكة بقوله: او مخرجي هم؟ ما يدل على شدة وصعوبة مفارقة الوطن على النفس كما حدد العلماء».
واوضح ان «النبي () عندما خرج من مكة التفت اليها وقال: ما اطيبك من بلد! واحبك اليّ، ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجت» مشيرا إلى ان «الجميع يتعلقون بأراضيهم فما بالنا بأرض طيبة مثل الكويت؟ أليست جديرة بالفداء؟
وبين ان «النبي () حينما يكون عائدا من السفر ويشاهد المدينة المنورة من بعد كان يحث الناقة على السرعة للوصول اليها»، لافتا إلى ان «آل البيت والصحابة اخرجوا من مكة إلى المدينة فكان لهم اجر وفضل عظيم».
واشار العليمي إلى ان «النبي () علم الصحابة حب الارض والدفاع عنها عندما كان في المدينة المنورة فدافع الصحابة عن المدينة في اكثر من موقف واكثر من غزوة، ابرزها غزوة الخندق، ولكنه () ابعد عنهم التعصب المذموم»، موضحا ان «رسولنا الكريم () غرس حب المدينة في نفوس الصحابة بمراعاة السلوك العام وهو ما لا نراه في بعض الشباب والشابات الآن فكيف يدعي الانسان الوطنية ولا يصونها ويحافظ عليها اذ نهى() عن الجلوس في الطرقات وحدد حقوق الطريق اذا كان ولا بد من الجلوس وذلك بغض البصر وكف الاذى والامر بالمعروف والنهي عن المنكر».
وعن مناقب الشيخ جاسم محمد علي الابراهيم - رحمه الله -تحدث سامي الابراهيم واوضح انه «ولد في فريج ابن ابراهيم في بهيته (حي الوسط في مدينة الكويت) العام 1869 ودرس في احدى المدارس الخاصة في مجلس آل ابراهيم عمل في التجارة وكان من اوائل التجار الكويتيين الذين استقروا في الهند وقد تنوع نشاط اسرته التجاري واحتكرت تقريبا تجارة اللؤلؤ منذ منتصف القرن التاسع عشر لدرجة انه اطلق عليه من امراء اللؤلؤ».
وقال «اتصف الابراهيم بصفات الكرم والجود وعلو الهمة وجميل الخصال والسجايا وبعده عما يغضب الله وكان مؤمنا بالله وكان كتوما في اعمال الخير كما ذكر عنه الامام محمد رشيد رضا».
مشيرا إلى انه «ساهم بالنصيب الاوفر في بناء مدرسة المباركية بمبلغ 30 الف روبية».
واضاف سامي الابراهيم: «قام جاسم الابراهيم بدور وطني باعلاء سمعة الكويت ومكانتها عبر البحار بتأسيس شركة المراكب العربية وقد اطلق على احدى بواخره الحديثة اسم «الكويت»، كما ساعد رحمه الله في الدفاع عن الكويت فقد قامت عائلة آل ابراهيم بتقديم شحنة اسلحة بلغت 800 بندقية «مارتيني» هدية للشيخ مبارك عام 1908 للمساعدة في حفظ أمن الكويت»، مشيرا إلى انه «انتقل رحمه الله في عام 1956 ودفن في بومبي بعد 87 عاما من العمل والكفاح والعطاء في سبيل الله».
وتحدثت بشائر سالم عبدالرحمن السالم عن مناقب المربية الفضلة بدرية فرج العتيقي- رحمها الله- واشارت إلى ان «الراحلة بدرية العتيقي ولدت عام 1924 في «سكة عنزة» سليلة اسرة تعرف كيف ترعى بنتها، وقد تلقت تعليمها تحت جناح السيدة عائشة زوجة عمر الازميري»، لافتة إلى ان «اليقين اتى على لسانها منهجا وبرنامجا سبق زمانه وقد اجتمعت وتآلفت القلوب حولها في حلقات ازدادت اتساعا واتساقا مع الايام».
وافادت بانها «تابعت ونهلت من كل روافد العلم المتاحة ومجالات المعرفة في زمان كانت فيه المعارف ومناهل العلم محدودة واعتمدت على الكتب المتوافرة في مكتبة محمد الرويح الشهيرة انذاك»، موضحة انها «وعت امر العملية التعليمية فقسمت طالباتها إلى ثلاث مستويات دراسية «مبتدئة ومتوسطة ومتقدمة» حتى لا يذهب عملها ادراج الرياح لعدم تقارب المستويات».
وبينت السالم ان «العتيقي لم تنتظر عائدا «مقابل عملها وامضت 26 عاما في تدريس طالباتها شتى العلوم وقد ختمت العديد من الدارسات القرآن الكريم على يديها»، مشيرة إلى «مساهمتها في النشاط الاجتماعي والحث عليه».
ولفتت إلى ان «العتيقي رزقت بعشرة ابناء امتهن سبعة منهم التدريس واقتدوا بها وقد كرمتها وزارة التربية وجامعة الكويت وجمعية المعلمين وتثم اطلاق اسمها على مدرسة بدرية فرج العتيقي الابتدائية للبنات في منطقة القرين».
وتحت عنوان «قوتنا بوحدتنا» تحدثت مستشارة المؤتمر الوطني المحامية كوثر الجوعان قائلة ان: «الوحدة الوطنية ليست في توحد الفكر المختلف في الاتجاهات في فكر واحد فالاختلاف ضرورة لا غنى عنها وانما هي الاتفاق على المبادئ الاساسية والمصلحة العليا بحيث تكون الهدف ان لم تكمن الوسيلة ايضا».
واضافت «دلل الغزو العراقي الغاشم في الثاني من اغسطس 1990 وتصدى الشعب الكويتي الأبي له على التضحيات والعطاء والاخلاص حيث اختلطت الدماء الكويتية برجالها ونسائها وشيبها وشبابها، لم تميز تلك الدماء بين هذا وذاك، كذلك الحال في عام 1994 عندما اعاد صدام الطاغي تهديده للكويت فلم يجد الا سورا واحدا سور الكويت بكامله»، مشيرة إلى ان «بعض الاصوات النشاز ترتفع اليوم من بغداد بلد الحضارة والعراقة والثقافة والفنون والمعادن والطبيعة الخلاقة بتهديد اجوف لا معني له سوى محاولة خاسرة امام سور كويتي منيع».
وخاطبت الجوعان الشباب والشابات قائلة ترك الاباء والاجداد والاعمام والاخوال والامهات والجدات لكم ثروة عظيمة لا تنضب وتركوا لكم حب الكويت فاحبوها كما احبوها واعملوا لصالحها كما عملوا. فوالله لانتم خير الابناء والبناة لها تنتظر عطاءكم اللا محدود فمدوا اياديكم اليها واحسنوا إلى اهليكم فانتم شموعهم».
مناقب قبازرد ... ودموع أم منى!
• تساقطت دموع شقيقة الشهيد أحمد قبازرد «أم منى» اثناء الحديث عن مناقبه ومآثره وحاول البعض تهدئتها ولكنها لم تتغلب على دموعها المنهرة.
• والدة الشهيد أحمد قبازرد حضرت بمسبحتها الجميلة وظلت تسبح بها وتدعو له طوال فترة المؤتمر.
• قدمت مدرسة جاسم محمد الابراهيم الابتدائية بنين عرضا لبعض طلاب المدرسة تكريما لعائلة الابراهيم من اعداد المعلمة سكينة السيد.
• اضفى الفلكي المخضرم الدكتور صالح العجيري البهجة والفكاهة على الحضور من خلال سرده لمقتطفات من تاريخ الكويت بين الامس والحاضر تخللها حديثه عن بعض الطرف التي لاقت اعجاب الحضور.