تركي العازمي / حديث الخطيب لـ «وعد»!

تصغير
تكبير
رد النائب السابق المخضرم أحمد الخطيب على سؤال السيد إبراهيم شريف الأمين العام لـ«جمعية العمل الوطني الديموقراطي»، البحرينية، «وعد»، تضمن نقاطاً عدة، وأبرز ما لفت انتباهي كان جزئية المشكلات الرئيسية، حسب ما نشر في صحيفة «الطليعة» عدد 1796، الأربعاء الموافق 20 مايو 2009. يقول الخطيب في سياق حديثه إن مشاكلنا الثانية متمثلة في القبلية والطائفية، وهي قضية مرتبطة بالثقافة التي تشتمل على العادات التي تطبع الشخص وتقاليده الناظمة للبيئة، وليست مسألة موقف معين، ومن الممكن للجيل الجديد أن يغيّر، لكن التغيير في السلوك الاجتماعي لا يمكن أن يأتي في يوم وليلة، بل يلزمه جيل أو جيلين أو أكثر. أعتقد أن الأمر قد التبس على السيد الخطيب، فالقبلية والطائفية لم تكن مشكلة في سالف الأزمان، حسب ما دونه تاريخ الكويت من الجانب الاجتماعي، إذ كنا حتى فترة قبل الغزو العراقي الغاشم لا نميّز بين سني وشيعي ولا بين حضري وبدوي، وكان الجميع سواسية، والقيم والمعتقدات تشكلان عنصري ثقافة المجتمع الذي جبل على طيبة الأساس، ولم تكن الثقافة مرتبطة بالعادات بشكل مباشر لأن ما يحدد الثقافة محركات أخرى منطلقة من المعتقدات والقيم.
نتفق مع الدكتور الخطيب بأن الراعي لتدهور الأوضاع الحكومة، لأنها زرعت في رحم المجتمع إحساساً مدمراً غير مفاهيم السواد الأعظم من أفراد المجتمع بحيث أصبحوا معتقدين بأن أمورهم بحاجة إلى «واسطة» أو «نفوذ»، كي ترى النور، مما تولد على أثر ذلك قيم زرعت عادات وسلوكاً مهيمناً على المجتمع، وهذا مذكور من قبل باحثين كثر أمثال الرميحي، عباس، عبدالله، والشرقاوي.
أما الحل من وجهة نظرنا فهو بحاجة إلى قناعة أن الحكومة ينبغي عليها أن تستأصل تأثير الواسطة والنفوذ من جذورهما، وذلك من خلال تطبيق القانون والتعامل بشكل حيادي يوفر العدالة والمساواة بين الجميع.

وعلى الصعيد السياسي الصرف، فلو نظرنا إلى تركيبة المجلس الحالي لوجدنا أن النواب القبليين يشكلون 25 نائباً أي 50 في المئة من نواب المجلس، ولو أن الحكومة استطاعت أن تحتوي هؤلاء النواب، ولو عشرين منهم، وهو أمر مقدور عليه، بالإضافة إلى عدد من النواب المعتدلين، لاستطاعت الحكومة فرض أجندتها على المجلس، وبالتالي ستجد أن جميع القضايا العالقة الحل على يديها، ولكن: هل توجد نية فعلية لدى الحكومة في حل تلك المشكلات؟ انظروا إلى مشاريع: طريق الصبية، الإسكان، مستشفى جابر، استاد جابر... وغيرها، وعليكم الحكم بعدئذٍ!
لقد سبق وذكرنا في مقال سابق، وحتى قبل تشكيل حكومة 2008، المطلوب من الحكومة، وهو أمر في غاية التعقيد ظاهراً وسهل المنال باطناً في حال التمعن فيه جدياً. الحكومة بحاجة إلى إيصال رسالتها خلال خطة العمل الحكومية، وهذا أمر طالبت فيه غالبية النواب، ولكن السؤال الذي يتردد دوماً: متى تظهر خطة العمل الحكومية؟ وإذا ظهرت: هل تجد التطبيق؟ إن الحكومة وفق خطة العمل والحصول على الغالبية تستطيع هي دون غيرها حل جميع العقبات التي تواجه العلاقة بين السلطتين.
خلاصة القول ظاهرة للعيان، فالشارع الكويتي أحدث التغيير المطلوب، وجاء دور الحكومة: فهل تحدث التغيير؟ والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي