تركي العازمي / إذا فات الفوت ما ينفع الصوت...

تصغير
تكبير
كنا على يقين بأن نتائج الانتخابات ستحدث مفاجآت يتعلم منها الواعي، وتمر مرور الكرام على من لا يحتكم إلى العقل ومجريات الأمور. فقبل الانتخابات شاهدنا التحليلات وأثر الإعلام في توجيه قناعات بعض الأطراف في القاعدة الانتخابية بشكل مؤثر على النسبة والتناسب لعدد الأصوات التي تهبط داخل صناديق الاقتراع... ولهذا السبب كان الحياد والشفافية والمصداقية من العوامل المحددة لصلاحية ونجاح القنوات الاعلامية أياً كان نوعها كي نحافظ على اللحمة الوطنية.
ولو بذلت القواعد الانتخابية جهدها بطريقة منظمة لاختيار الأصلح لخوض الانتخابات لكان بمقدورنا تشكيل كوكبة من نواب مجلس الأمة تدعمهم تلك القواعد، فالذي لا يستطيع إيصال فكره ولا يحمل برنامجاً انتخابياً وقبولاً اجتماعياً فإنه لا شك سيخسر ويراجع نفسه، ولكن إذا فات الفوت ما ينفع الصوت!
في الدوائر الأولى، الرابعة، والخامسة لعبت لغة الأرقام والتحالفات والتكتيكات عاملاً رئيسياً في وصول نواب تلك الدوائر، وكانت المفاجأة قد ظهرت في تبوؤ الدكتورة معصومة المبارك المركز الأول، وفي الرابعة «سفح» النائب مسلم البراك بعيداً، ما يؤكد على أن الكاريزما وملكة الكلام التي يملكها البراك هي التي قادته إلى احتكار المركز الأول منذ بداية الفرز.

أما الدائرتان الثانية والثالثة فكان دخول النيباري قد أثر على العبدالجادر وتراجع «السلف» وخسرت «حدس» كراسيها، ولم يبقَ لها سوى النائب الدكتور جمعان الحربش، ناهيك عن تراجع مراكز بعض النواب.
هذه النتائج تعني الكثير للمتأثرين فيها وحان وقت المحاسبة وإعادة مراجعة للمواقف، فكل واحد مطالب بتوجيه الأسئلة الآتية: ما الذي حصل كي أخسر أو يتراجع مركزي؟ هل في طرحي ما يغضب الشارع الكويتي أم أن هناك من هو أفضل مني؟ كيف أستطيع اكتساب عوامل القوة التي يمتلكها الطرف الآخر الذي تجاوزني في المراكز؟ وهل الوقت ومؤثراته وتداعياته قد اختلف والكيمياء الشخصية لدي لا تساعدني، وكيف أتمكن من تعديلها؟
كل شأن ممكن معالجته إلا صفة العناد فقد أعيت من يداويها... وهذا أمر صعب تجاوزه، ولكن لابد أن تكون هناك كلمة للعقلاء من ربع هذا «العنيد».
إن ساعة العمل قد حانت وجاء دور الحكومة في إعادة التوازن للشارع الكويتي لمزيد من الحريات المسؤولة والإنتاجية المفقودة، وهذا لن نستطيع بلوغه ما لم تأتِ الحكومة بوزراء أقوياء وخطة عمل حكومية تحاكي شجون الشارع الكويتي، ولا نريد من نسبة الاقتراع أن تنخفض أكثر... والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي