د. وائل الحساوي / نسمات / لن تُرجعونا إلى الوراء!!

تصغير
تكبير
خرجنا بفضل الله تعالى من المخاض الصعب، وكانت نتائج الانتخابات بمثابة هزة كبيرة اوصلت الينا رسائل كثيرة، فهمها من فهمها، واهملها من اهملها، ومهما اختلفنا في تفسير تلك الرسائل، فالامر الذي ليس عليه خلاف هو ان الشعب ينتظر منا الانجاز ونسيان المشاكل القديمة ووضعها خلف ظهورنا، وترك سياسة التأزيم والصراخ.
إذا كان بعض نواب التأزيم مازالوا يعتقدون بأن فوزهم في الانتخابات هو بسبب صراخهم وهجومهم على الحكومة فهم خاطئون ومغامرون، وهنا لابد من التدخل بعملية جراحية خطرة لانقاذ بلادنا ممن لم تفد فيه الدروس والعبر والمواعظ ومنها:
أولا: ان تمتنع الحكومة عن تسهيل انجاز خدمات هؤلاء النواب حتى ولو كانت خدمات عادية لكي يهجرهم الناخبون الذين اعتقدوا بأن الصراخ والتأزيم هو مصباح علاء الدين السحري الذي يفركه النواب المؤزمون ليحقق للناخبين جميع امانيهم بينما النواب الساكتون لا حظَّ لهم من الخدمات ومن النفوذ.

ثانيا: لقد طرح الاخ حمد الجوعان في ندوة القبس سؤالا مُهما لابد من الاجابة عنه عمليا الا وهو: اين كانت رئاسة المجلس في مجلس 2008 من الاستخدام السيئ لادوات الاستجواب، ولماذا لم تتدخل للحد من ذلك التأزيم وهذه حقيقة إذ ان رئاسة المجلس عليها دور كبير في ضبط عمل المجلس يتعدى تنظيم الكلام والتصويت، والنواب يرون في الرئاسة القيادة والابوة، حتى ولو شذ البعض.
ثالثا: اللائحة الداخلية للمجلس تنظم كثيرا من الامور داخل المجلس وتفرض عقوبات على المخالفات، لكن جرى العرف بأن النائب حر فيما يقوله داخل المجلس، واقصى عقوبة بحقه هي شطب ما يقوله فلابد من احترام اللائحة وتطبيقها، بل وبالامكان الاتفاق بين اعضاء المجلس على تعديل تلك اللائحة بما لا يقيد الآراء الحرة والوجيهة ولكن بحيث يشعر النائب بأنه مُحاسب كغيره على ما يقوله ويفعله.
رابعا: لاحظت من برامج بعض المرشحين من النواب السابقين بأنهم قد سطروا عدد مرات حضورهم لجلسات اللجان وللمجلس وسطروا مشاريع القوانين والاقتراحات التي تقدموا بها خلال عملهم، وللاسف ان تلك الانجازات المتميزة للبعض قد ضاعت خلال موسم الانتخابات وكثرة الصراخ والكلام، فلماذا لا تسعى امانة المجلس لاصدار تقرير شهري عن انجاز كل نائب من النواب ومدى نشاطه في المجلس، ولا بأس من ان يذكر رئيس المجلس انجازات النواب ويثني عليها لتشجيع النواب المنتجين والنشطين وليعلم الناخبون كل ما يريدون معرفته عن نوابهم خلال دورات المجلس.
خامسا: لقد تبين بوضوح بأن عددا لا بأس به من النواب مصاب بعقدة «المايكرفون» وبعضهم يتخيل «هتلر» يخطب امامه عندما يمسك بالمايكرفون، ومن شأن النقل التلفزيوني ان يزيد من ضراوة هؤلاء، فلماذا لا تجرب امانة المجلس توقيف بث الجلسات تلفزيونيا فترة من الزمن لنرى اثرها على تخفيف وتيرة التأزيم؟! بل واقترح على وسائل الاعلام الا تتصدر اقوال النواب الصفحات الاولى، بل يكفي نشرها كأخبار عادية داخل الصحف.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي