د. وائل الحساوي / نسمات / ستنتخب رغما عن أنفك!!

تصغير
تكبير
قد يبدو هذا الكلام غريبا إذ ان احدا لا يستطيع ان يرغم الناخب على ان ينتخب، لكن النظرة الواقعية تدلنا على أننا جميعا سننتخب يوم 16/5، وان الذين يرفضون الذهاب إلى صناديق الاقتراع لقناعتهم بأنه لا فائدة من المجلس هم في الحقيقة يصوتون سلبيا لمرشحين قد يكونون اقل امانة وكفاءة ممن تركوا التصويت لهم، وقد يصوتون لمرشحين مرتشين او مفسدين او من سراق المال العام، فهنالك خمسون نائبا سيفوزون رضينا ام ابينا، وكل ما فعلناه هو ان خذلنا الصالحين وقطعنا بهم الحبل بامتناعنا عن التصويت لهم تحت حجج واهية فزادت فرص المفسدين للفوز!!
تذكروا بأن بعض المرشحين من «شرّاية الاصوات» كانوا يدفعون لبعض الناخبين الف والفي دينار ثم يحجزون جنسياتهم لكي يمنعوهم من الانتخاب، وبذلك يفوق عدد المؤيدين لهم اعداد الاخرين ويفوزون في الانتخاب؟!
إذا فأنت (بفتح التاء وبكسرها) ايها الممتنع قد ساهمت في انتخاب هؤلاء «الشرّاية» عن طريق امتناعك عن التصويت وحتى دون ان تقبض الالف دينار، بل ان غاية مناهم هو ان يتوارى الصالحون والمخلصون عن الانظار لكي يظفروا بغايتهم في الفوز.

ايها الناخب الكريم ... ايتها الناخبة الكريمة، هل لو سطا اللصوص على منزلكم وبدأوا بسرقة اموالكم وتحطيم محتويات بيوتكم ستقفون خارج المنزل لتقولوا: لا حول ولا قوة الا بالله، الفساد قد عمّ في منزلنا ولا فائدة لنا من التحرك لمنعه، ام ستركضون للاستعانة بالشرطة وبالمخلصين من الناس لحماية بيوتكم؟!
الجواب واضح امامكم، فلماذا ترفضون التحرك لانقاذ بلادكم واهلكم واموالكم واجيالكم القادمة من قلة من المفسدين اوهموكم بانهم لا غالب لهم وان الفساد في بلادنا هو الاصل وان الخير قد ولّى إلى غير رجعة؟!
النظر بنصف عين!!
وقف مقدم البرنامج في قناة سكوب ومعه ورقة يقول بأن البعض قد وزعها على البيوت تطلب منهم عدم التصويت للمرأة في الانتخابات، وقال: أين ولي الامر من هؤلاء وأين وزارة الاوقاف لا تمنعهم ولا تصدر الفتاوى، وأين وأين؟!
ونحن نوافق المقدم بأن الفوضى مرفوضة في اصدار الفتاوى وفي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن كنا نتمنى كذلك ان يتساءل المقدم عن سبب ضرب بعض المرشحات بعرض الحائط الضوابط الشرعية التي اقرها المجلس في وجوب التزام المرشحات بالضوابط الشرعية في اللباس واصرارهن على مخالفة لباس المرأة المسلمة، بل وقد شاهدنا وسمعنا ما هو انكى من تلك المخالفة من كلام لمرشحات يتعرضن فيه لبيت النبوة ولأمهات المؤمنين بكلام لا يرضاه مسلم، فماذا سيكون مصير مجلسنا ان وصل اليه من الرجال والنساء من يحملون تلك الافكار ويبثونها بين الناس؟!
وأيضا ... الدكتور علي العمير
أعلم بأن الذي يكتب لشريحة واسعة من القراء قد لا يتساوى الناس في فهم كلامه، وقد سأل قارئ عن مغزى مقالي يوم الثلاثاء الماضي عن الدكتور علي العمير، هل هو مدح ام ذم؟! وقد كنت اعتقد بأن كلامي واضح لا يحتمل التأويل، فالدكتور علي العمير قد سطر انجازاته في المجلس بالافعال لا بالاقوال، فكان حضوره للجان ولجلسات المجلس من دون غياب، وكان الاول بين النواب في تقديم الاقتراحات ومشاريع القوانين، وكان تعامله مع الجميع راقيا، وكان متواصلا مع اهل دائرته.
هل يمكن مقارنته بأصحاب الصوت العالي ممن لا انجازات حقيقية لهم وممن يتشدقون بأنهم يقدمون الاستجوابات فقط ويصرخون على المسؤولين، بل ويصمون غيرهم بأنهم حكوميون؟!
نحن على مفترق طرق اليوم وانا على يقين بأن الناخبين قد تبينوا طريق الخلاص وعرفوا من يمثلهم حقيقة ومن يمثل عليهم.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي