د. وائل الحساوي / نسمات / عطسة خنزير في المكسيك تقتل صينيا

تصغير
تكبير
يقول المثل الشائع: «العالم أصبح اليوم قرية صغيرة، فإذا عطس احد في اقصى العالم، فإن هنالك من يشمته (يقول: يرحمك الله) في الجانب الآخر من العالم».
ولكن هذا المثل قد تجاوز الحدود اليوم «فإذا عطس خنزير في المكسيك اصيب انسان في الصين بالمرض ومات».
سبحان الله، ماذا يحدث في العالم اليوم، وهل يمكن ان تكون العولمة بمثل تلك القساوة على البشر، فلم تمض سنة واحدة على انهيار الاسواق العالمية والبورصات بسبب مشاكل شركات الائتمان العقاري الاميركية وكنا نحن الضحية الاولى لها، واليوم تلاحقنا الامراض والاوبئة حتى من اشد الحيوانات التي نكرهها ونبتعد عنها؟!

السيناريوهات التي وضعها معهد بروكينجز الأميركي حول مدى تأثير (انفلونزا الخنازير) على العالم مخيفة سواء من ناحية الخسائر البشرية او الاقتصادية، وقد تصل إلى مقتل 142 مليون شخص وخسائر مالية قد تصل إلى 4.4 تريليون دولار، والمشكلة هي ان وباء الانفلونزا له تجارب مريرة مع البشر فقد قتل من العالم خمسين مليون انسان خلال عامي 1918 و1919، وهو مرض يتشكل بملايين الاشكال وينتقل بين الحيوانات والطيور والانسان، نحن على يقين بأن العالم سيتغلب على هذا الوباء كما تغلب على كثير من الاوبئة من قبل، ولكننا نحذر من ان تكون تلك الامراض سببها هو الإنسان نفسه بسبب التجارب الجينية التي لا ضوابط اخلاقية فيها وبسبب امتلاء الكون بالملوثات والسموم القاتلة والتجارب النووية، فالانسان هو اكبر عدو لنفسه، ولئن نجت البشرية من كوارث كبيرة في السابق بسبب ما جنته ايدي الانسان فإننا لا نضمن ان تستمر الحال على ما هي عليه ولا نضمن ان يفلت زمام العالم وينساق وراء الدمار.
يقول الله تعالى «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون» وهنالك حديث صحيح رواه الامام ابن ماجه والحاكم وصححه الشيخ الألباني يشخص حقيقة الامراض التي ابتلي بها العالم في هذا العصر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن مضت في اسلافهم الذين مضوا».
عسى الله تعالى ان يعصمنا من شرور الامراض.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي