هذه المقولة كان يقولها الأهل للصغار، عندما يريدون أن يخرجوا من منازلهم في وقت الظهيرة، خوفاً عليهم من حرارة الرمضاء. ونحن الآن في أجواء ساخنة نعيشها في عرس ديموقراطي يدلي فيه المرشحون بآرائهم، وبرامجهم الانتخابية، وأفكارهم البرلمانية، ووجهات نظرهم في مواضيع شتى، ووجهة نظرهم في مواضيع متعددة، وأفكار تلوح، وآراء تترى، وعبارات ترفع، وشعارات تشهر من أجل الترشيح والانتخاب، بعضها يناقض البعض الآخر، والآخر مفهوم، وآخر يصعب فهمه، وتترى الأفكار حتى على برامج المرشحين بعضهم بعضاً، وعبارات النقد واللذع تتداول عبر «المسجات»، وإن يكن في بعضها افتراء.
ساحة سياسية مشحونة بقضايا قد تكون طارئة على ثقافتنا الديموقراطية حتى تصور لبعضهم التراخي عن التصويت أو الفتور في شأنه. لا هذه ليست من صبغتنا الديموقراطية الراسخة إنما الحق في اختيار المرشح المؤمن بالكويت، وبرنامجه هو الكويت، وفرقته الكويت، وطائفته الكويت، وحزبه الكويت، وفئته الكويت، فهو ينصهر في بوتقة الكويت.
عجيب أنه في يوم الجمعة الماضي عندما شبت «الغايلة» على عودها توجه طفل إلى الإدارة العامة للانتخابات ومعه مستلزمات الترشيح. لماذا، هل هذا فقه جديد في لغة جديدة لثقافة برلمانية جديدة؟ آه وألف آه.
دعنا عزيزي القارئ نقرأ مع أبي ماضي:
أين ضحكي وبكائي
وأنا طفل صغير
أين لهوي ومراحي
وأنا غض غرير
كلها ضاعت هباء
كيف ضاعت
لست أدري
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي