كنت أتمنى من الأخ النائب أحمد السعدون ان يعلق ولو بكلمة واحدة على لخبطة الدكتور أحمد الخطيب في ندوته يوم الاثنين الماضي، لاسيما وان أبا عبدالعزيز يعرف الخطيب جيداً ويعرف بأنه لا يترك مناسبة دون الطعن بالتيار الديني، وكيف لا يفعل وهو الذي عاش جميع مراحل الحياة البرلمانية في الكويت وشهد التراجع المذهل في شعبية التيار السياسي الذي عاش لأجله وسحب البساط من تحت أيديهم، لكن هذه هي إرادة الشعب التي يجب احترامها.
ولا استطيع ان أفسر كلامه في الندوة الا باستخدام عبارة أخي الكاتب أحمد الفهد (خميس كمش خشم حبش)، فقد رد الخطيب على من انتقده بأنه لم يتخذ موقفاً تجاه الاعتقالات الأخيرة قائلاً: (أين كنتم حينما زج بنا مع المجرمين وتجار المخدرات؟).
وزاد: (ان التيار الإسلامي يتاجر بالدين للحصول على مكاسب شخصية، بينما يعيش المواطن مطحوناً)، ثم تساءل: (لماذا أغلق نادي الاستقلال؟ لأنه كان منبراً للحرية، وأقفل لأنهم اعتبروه تعدياً على الدستور، وأشار الى ان هنالك حقداً دفيناً من قبل هؤلاء علينا وهم من تاجر بالدين وحصلوا على جميع الامتيازات فيما ظل الشعب يطحن).
أما ردودي على الالغاز التي ذكرها الخطيب فتتلخص في ان احداً في الكويت لم ينتقده لأننا نعرف مدى عجز تياره عن اتخاذ موقف او التأثير في الأحداث، والأمر الآخر هو ان الاعتقالات التي طالت بعض نشطاء القبائل والشخصيات العامة لا دخل لها بالتيار الإسلامي ولا تمثله بل هي تصرفات فردية، فما دخل التيار الإسلامي بها؟!
ثم ما مناسبة عبارة (ان التيار الإسلامي يتاجر بالدين للحصول على مكاسب شخصية) وسط هذا الكلام؟ فهل يقصد الخطيب بأن حملة الاعتقالات طالت المتحدثين باسم الدين ولذلك فهي متاجرة بالدين، أم ان الاعتقالات هي عبارة عن لعبة حكومية مع الإسلاميين لتحقيق مكاسب شخصية لهم؟ في تصوري ان هذه العبارة خاصة بالخطيب وتياره لابد من استخدامها في كل مناسبة حتى ولو كان الحديث عن اسعار البرتقال!!
اما تاريخ الخطيب المقدس الذي لايترك مناسبة الا وتحدث به فقد لخصه في أنه قد زج به في زنزانة مع بعض رفاقه مع المجرمين وتجار المخدرات، ولم يحدثنا كم كانت فترة بقائه في تلك الزنزانة وهل تعرض للتعذيب ام حرم من الطعام؟! لكن الأهم هو السؤال: لماذا نسي الخطيب والنواب الإسلاميون الذين تعرضوا لمثل ما تعرض له عام 86 من اعتقال ومساءلة ومنهم أحمد باقر والدكتور عبدالله النفيسي وغيرهما؟! أم ان اعتقال هؤلاء هو من باب المتاجرة في الدين، ولا وطنية او تضحية الا لربع الخطيب؟!
أما الربط بين إغلاق نادي الاستقلال والحقد الدفين من تجار الدين فهو من أعجب عجائب الخطيب وتياره، فبحسب ما تستوعبه ذاكرة أهل الكويت فإن الحكومة هي من أغلق النادي وليس التيارات الدينية الا ان يقصد الخطيب بأن حكام الكويت هم التيارات الدينية!!
التقيت احد الأخوة في الندوة وسألته عن رأيه فيما قاله الخطيب فقال لي: نسأل الله تعالى ان يثبت قلوبنا على الهداية.
د. وائل الحساوي
[email protected]