تركي العازمي / التقارب مع إيران!

تصغير
تكبير

عندما سئلت عن رأيي في مشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالقمة الخليجية كانت ملامح الإجابة مختلطة بقضية محلية، فالساحة السياسية والإختلاف في التوجهات كانت هي الفيصل عند معالجة تلك القضية من قبل المعنيين بالأمر، وذلك لتشعب القضية وجوانبها المثيرة للجدل.

إن القضية التي حضرت للذهن هي قضية التلوث البيئي الذي تعاني منه منطقة أم الهيمان، علي صباح السالم، وكيف أن السموم التي تنتقل عبر سحب دخانية مؤرقة قد شكلت هاجسا صحيا للقاطنين هناك، مع فارق التشبيه وحجم الضرر مع وضع المفاعل النووي الإيراني.

لا شك أن مشاركة الرئيس الإيراني نجاد بحد ذاتها بادرة خير، لا سيما بعد ظهور تقرير الاستخبارات الأميركية الذي يفيد بتوقف النشاط النووي الإيراني، رغم أن الرئيس نجاد في كلمته لم يتطرق إلى ذلك الملف الذي أشعل الحراك السياسي ورفع حدته في نطاق الدول العظمى، ولم يأت بتطمينات لدول الخليجي الست في ظل استمرار التهديد الأميركي.

قمة الدوحة فتحت الباب أمام الجارة إيران لعلها على أقل تقدير تسهم في شرح موقفها، وتفهم الطرف الآخر مصدر التهديد، أميركا، عن طريق حلفائها دول الخليج الست وهذا ما لم يحدث، أضف إلى ذلك ان الرئيس نجاد لم يحاول بحث القضايا العالقة كالجزر الإماراتية الثلاث والجرف القاري.

في هذا الصدد، نذكر القراء أن المرء لا يلدغ من الجحر مرتين، ودول الخليج العربي أو الفارسي مضطرة إلى اللجوء لطلب الحماية والضمان بعدما اكتوت بنيران الخليج الأخيرة، وكيف ان بقاء الحلول مندرجة تحت مظلة دول المنطقة قد هدد بمسح الكويت من الخارطة، وقد يكون الوضع هنا مختلفا ولكن الحرص واجب.

كنا نتمنى من الجارة إيران أن تثبت حسن النوايا حول شرح قضية مفاعلها النووي السلمي، وتسمح لوكالة الطاقة بالكشف لتبرهن لنا نواياها الحسنة بالدليل القاطع لتطمئن على أثره دول المنطقة ومن ثم يمكن تنفيذ اقتراحات الرئيس نجاد المقدمة لقادة القمة الخليجية.

المستغرب في الأمر انه غاب عن البعض تلك المخططات الغربية التي تهدف إلى زعزة الوضع في المنطقة لبسط سيادة إسرائيل عليها، وبالتالي إضعاف حال المسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.

لتكن لدينا أجندة خاصة بنا مثل تلك التي تتغنى بها الدول العظمى والتي تندرج تحت قول «كلمة حق أريد بها باطل» وما يحدث في أرض فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من بقاع المسلمين لدليل واضح على سوء نوايا أجندتهم.

لدينا من الإيجابيات والقضايا، التي تتفق عليها الدول الإسلامية بشكل كامل، الكثير، ولو أحسنا استغلالها لرفعت المعاناة عن شعوب المسلمين.    

إنه العقل الذي وهبه لنا المولى عز وجل، وهناك الآن حاجة لدفعه، أي العقل، إلى التعقل لمعرفة الكيفية التي يرسم بها الطرف الآخر أهدافه المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط كي نفكر بعقل واع متزن يقطع الطريق أمامهم ويبسط الأمان والاستقرار لدول المنطقة، وكله سياسة كما يقولون لكن البلاء فينا نحن... والله المستعان !

  تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

 [email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي