محطة / مركز كاظمة ألقى الضوء على الخزاف المصري الراحل نبيل درويش

تصغير
تكبير
باشراف الفنان علي العوض وبحضور عدد كبير من موجهي ومدرسي التربية الفنية في الكويت، يتقدمهم الموجهة الفنية العامة للتربية الفنية نجية الرومي، نظم مركز كاظمة للفنون في العديلية... محاضرة فنية عن تاريخ الخزاف المصري الراحل نبيل درويش، القاها الباحث في مجال الخزف ومدرس التربية الفنية أشرف بسيوني، متناولا فيها السيرة الذاتية للفنان الراحل مابين ميلاده 1936 في رحم الريف المصري في محافظة الغربية وبين رحيله 2002، تاركا من بعده إرثا فنيا هو الأعظم في تاريخ الخزف بداخل متحفه الشخصي، والذي بناه على نفقته الخاصة وعددا من الجوائز الفنية التي حصل عليها وأبرزها الجائزة الكبرى في بينالي الخزف لدول البحر الأبيض المتوسط تونس 1986، والجائزة الكبرى في بينالي الشارقة الدولي 1993، واختياره من قبل منظمة اليونسكو عام 2000، ليكون منسقا فنيا دوليا عاما لمعرضها الدولي عن فن الخزف.
ثم المراحل الفنية لمسيرة هذا الفنان المبدع بداية من نشأته في ريف مصر، وتأثره بهذه البيئة الرائعة والتي انعكست في اعماله المميزة في التصوير والنحت في الستينات، وسائرا في درب أستاذه الخزاف المصري سعيد الصدر تلميذا مخلصا وفيا لفنه ولأستاذه، ليضع قدميه بهدوء وثبات على طريق فن الخزف، ليقدم لنا باكورة ابداعاته الخزفية مستمدا فكرتها من التراث الشعبى المصري، ومتأثرا بالفن الشعبي ورموزه وكذلك طرق التفريغ في هذه التكوينات الخزفية الرمزية، والتي تتسم بالرشاقة والدقة وزخارفها البارزة الدقيقة فوق هذه التكوينات، ليرتقي بالشكل من الحرفة الخزفية الى الفن الخزفي ويحصل على الماجستير عن مجمل هذه الأعمال عام 1971، بعدها ينتقل نبيل درويش الى مرحلة أثرت في حياته، وهي انتقاله للعمل بالكويت مدرسا للتربية الفنية، لتنطلق لديه حاسة الخزاف ويكشف لنا عن طينة من أرض الكويت مضافا لها من20 الى 30 في المئة، طينة أسوانلي لتكون بداية لبحثه عن الطينات الملونة، والتي كانت هي أعظم ما أبدع نبيل درويش في الخزف، لينتقل بعدها الى مصر متفرغا لبحثه عن الطينات الملونة والرسم بالبطانات فوق المسطحات الخزفية من الأطباق، والتي تحاكي الفن الاسلامي في العصر الفاطمي برموزه المحورة من الطيور والانسان والحيوان، ليجمع في هذه المرحلة بين البيئة الريفية والفن الشعبى والفن الاسلامي في خليط فني يزداد ثراء بمرور الزمن، لتكتمل الصورة الرائعة بكشفه المميز في عالم الخزف، ومعرفة سر الفوهة السوداء للأوانى الخزفية الفرعونية في المتحف المصري القديم.
وليقدم انجازا تاريخيا في التاريخ المصري القديم، وكذلك انجازا فنيا مميزا بتوظيفه هذا الاكتشاف توظيفا علميا فنيا في جميع ما أبدعه، فيما بعد من أوانى خزفية.
ويقتصر الشكل الخزفي عند نبيل درويش بعد هذه المرحلة على شكل الاناء الخزفى، ليوظف الكربون والطينات الملونة في إظهار جماليات الاناءالخزفي، مازجا كل خبراته السابقة في هذه الفكرة ليحصل في النهاية على تكوينات تموج بأفكار فنية رائعة، وتقنيات فنية أروع ومستلهما كل ذلك من تراث أرضه ووطنه، ومستخدما لأفران بناها هو بنفسه مع استاذه سعيد الصدر، ليثبت بأن طريقك الى التميز قريب جدا تحت قدميك ونابعا من أرضك وبعيد جدا... لأنه يحتاج إلى الصبر والمثابرة والإخلاص والحب لعملك، الذى تؤديه وبخاصة في مجال يحتاج الى الفن والتقنية والتجريب كمجال الخزف، لتكون من أعظم ثلاثة خزافين في تاريخ الخزف العالمي، كما كان عاشق الخزف نبيل درويش... رحمه الله.
وفي نهاية اللقاء فتح باب الحوار حول أهمية تكريم الفنان في حياته، والاهتمام به وبأعماله الفنية بعد مماته، وقد تحدث مصطفى غالي عن الجوانب الانسانية للخزاف الراحل نبيل درويش، من خلال عمله معه في قسم التربية الفنية في مدرسة ابن الأثير المتوسطة بالسبعينات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي