راجح سعد البوص / حكمة اليوم / حليمة والمناوئون

تصغير
تكبير
سألني ابني قائلاً: من هم العتوب؟ هل هم العتبان؟ فتبسمت في وجهه وقلت له:
العتوب أو بني عتبة حلف قبلي متباين النسب وتنتمي لهذا الحلف أسر وعشائر عربية عدة من أشهرها آل خليفة (حكام البحرين) وآل صباح (حكام الكويت) وآل بن علي وآل جلاهمة وغيرهم، ويُروى الكثير عن هجرتهم الأولى من بطن نجد في جزيرة العرب إلى سواحل الخليج، وكان الاختلاف في أصل منشئهم واضحاً مع مطلع القرن العشرين الميلادي، خصوصاً في كتاب تاريخ الكويت للمؤرخ عبد العزيز الرشيد الذي ذكر أن عتوب الكويت مختلفون في أصل منشئهم، فمنهم من يرى أن هجرتهم كانت أصلاً من نجران جنوب الجزيرة العربية، ومنهم من يرى بأنهم مهاجرون من خيبر غرب جزيرة العرب، ولكنه وكما يعتقد - هو - بأن شيخ أدباء البحرين الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة حسم هذا النزاع قرابة عام 1345 هجرية، على أصل منشأ العتوب وذكر أنهم هاجروا من الإفلاج (الهدار) وسط الجزيرة العربية، في حين يجمع المؤرخون المعاصرون كافة على صحة رواية الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، والقائلة إن العتوب هاجروا أصلاً من الهدار بالقرب من الإفلاج في بطن الجزيرة العربية، ثم قاطعني قائلاً أين تقع الجزيرة العربية فقلت له: المملكة العربية السعودية حالياً، ثم قال: هل هم سعوديون يا أبي، فقلت له بأن دول الخليج آنذاك كان اسمها الجزيرة العربية، ولم يكن هناك كويتي أو سعودي أو بحريني، فهم أبناء بلد واحد وولاؤهم واحد. انتهت القصة
***

يعتقد الكثير أن سياسة الاعتقالات، التي طالت بعض المرشحين، أنها سياسة مجدية وتعيد الهيبة للدولة، والواقع غير ذلك، بل إنها في ظني سياسة عشوائية قائمة على التخمين والظن والوشايات من مقربين أو من وسائل إعلامية مناوئة، الأمر الذي يزيد من حدة الاحتقان بين الحكومة والشعب ويزيد من ضعف الولاء الوطني للدولة، هذا على مستوى الشعب. أما على مستوى المرشحين فإن سياسة اعتقالهم وبهذلتهم في النيابة وأمن الدولة أعتقد أنها لن تمر برداً وسلاماً في حال وصل المرشح المعتقل إلى مجلس الأمة. في النهاية أعتقد أن وزارة الداخلية خسرت مواطنيها بسياسة اعتقال مرشحيهم وأفرزت بسياستها الخاطئة مناوئين للحكومة في المجلس وعادت حليمة لعادتها القديمة، ولا طبنا ولا غدا الشر.
الحكومة لن تستعيد هيبتها إلا بأمور أهمها تكميم أفواه القنوات الفضائية التي أصبحت تقتات على مصلحة الكويت وتغريمها في حال إدانتها بمبلغ لا يقل عن مئة ألف دينار، هذا أولاً. وثانياً عدم مصادمة القبائل والعوائل الذين هم الرباط النسيجي والتاريخي لدولة الكويت، وذلك باعتقال مرشحيهم بهذه الطريقة غير اللائقة، فالكويت صغيرة ولا تتحمل هذه المهاترات المستوردة كلها. وثالثاً وضع استراتيجية في كيفية ربط الشعب بالدولة، وذلك بتوفير احتياجاتهم الضرورية كافة، حتى لا يجد المرشح لكلامه قلباً مكلوماً أو نفساً مهمومة. وأخيراً الحرص على تطبيق القانون على الجميع من غير «لامانع»، لعل وعسى ترجع عروس الخليج.
حكمة اليوم:
ألا ليت الشباب يعود يوماً
فأخبره بما فعل المشيب
راجح سعد البوص
كاتب كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي