عبدالكريم: أغادر من بلد الإضاءات والعروبة والقومية ومن أهل إلى أهل

الجالية السورية ودّعت سفيرها في الكويت: كان لنا وطناً... في «البيت المفتوح»

تصغير
تكبير
| كتبت غادة عبدالسلام |
ست سنوات قضاها بين ضفتي «الديبلوماسية» و«القنصلية» سفيراً للأخوة والعلاقات الطيبة وعزيزاً في عيون ابناء بلده في الكويت ما يستحيل عليهم نسيانه.
ست سنوات يغادر في ختامها السفير السوري لدى الكويت علي عبدالكريم من الكويت إلى بيروت لمباشرة عمله سفيراً لسورية لدى لبنان.

وبهذه المناسبة اقامت الجالية السورية في الكويت حفل وداع للسفير علي عبدالكريم الذي يغادر متجهاً إلى لبنان في الأيام القليلة المقبلة، وذلك مساء أول من امس في مبنى السفارة بحضور عدد من السفراء المعتمدين لدى الكويت وفي مقدمهم عميد السلك الديبلوماسي سفير السنغال عبدالأحد امباكي وسفراء عدد من الدول العربية وابناء الجالية السورية.
وأجمع المتحدثون خلال الحفل على الجهود الجبارة التي قام بها السفير عبدالكريم للارتقاء بالسفارة والجالية والاحترام الذي ابداه لهم واثنوا على خصاله ومواقفه.
السفير علي عبدالكريم الذي تحدث عن الكويت اولاً وصفها بـ«البيت المفتوح والقلب المفتوح التي لها ميزة تجعل منها علاقة تشبه نفسها فقط»، معتبراً انها «قد تتلاقى مع اشقائها في محطات كثيرة الا ان لها ميزة وفرادة، تتمثل في رغبة ابنائها في الانفتاح على الآخرين والتواصل معهم» مشدداً على «الامتنان العميق الذي يشعر به ابناء الجالية السورية والمقيمون في الكويت لهذا البلد»، مشيراً إلى ان «من يجول في شوارع الكويت يشعر باهتمام هذا البلد بالعواصم العربية وشخصياتها السياسية والتاريخية والتي لها مسميات في ارجاء البلاد وذلك رغم ما اصاب الكويتيين من جراح نتيجة العدوان العراقي الغاشم» مؤكداً ان «الحس القومي والعروبي والأخوي بات لدى الكويتي الذي نسجل له كل تقدير». وأشار السفير عبدالكريم «اذا كنت سأغادر إلى لبنان فمن أهل إلى أهل ومن وطن تربطنا به اواصر القربى وقواسم مشتركة إلى بلد قد يكون الأمر فيه اكثر وثوقاً» قائلاً لي صلات وتجارب تسمح لي ان اكون متفائلاً بأني سأضيف لمسات ارجو ان تكون مضيئة لعلاقة هي بالاساس متأصلة ومتجذرة ومميزة».
وخاطب عبدالكريم الحضور بالقول «استحق ان اعترف انه خلال 6 سنوات امضيتها في الكويت كنت في غاية الاستمتاع لأنني كنت اكتسب مجالات معرفة اتلمس فيها نقاط ضعفي لأرممها»، مؤكداً ان «الاضاءات كثيرة في هذا البلد ما سمح لي بالتواصل مع الكويتيين وابناء الجالية والسفراء المعتمدين لدى الكويت والذين كل منهم يختزل تجربة ولم اجد من لم يقدم اضاءات اتعلم منها وعلى رأسهم عميد السلك الديبلوماسي سفير السنغال عبدالأحد امباكي» وتابع «لقد كانت المودة القاسم المشترك الذي يجمعني باخوتي وزملائي واساتذتي وادين لهم بأنني كنت اتعلم».
من جهته، وجه السفير العماني لدى الكويت الشيخ سالم بن سهيل المعشني كلمة للسفير عبدالكريم قرأها رئيس رابطة الجالية اثنى فيها على خصال السفير عبدالكريم ودوره الفعال خلال فترة توليه لمنصبه سفيراً لبلاده لدى الكويت، مؤكداً انها زادت من محبتنا لسورية، ومشيراً إلى «اننا كسفراء نسعى لخلق صورة جميلة لاوطاننا وترك بصمات مؤثرة وهذا ما فعله ابا الحارث، يصعب علينا فراقه وسيبقى في القلب والذاكرة اخاً وصديقاً عزيزاً».
بدوره، اعتبر رئيس رابطة الجالية السورية ابراهيم الحجل ان «انتهاء مهام عمل السفير عبدالكريم في الكويت خسارة كبيرة للجميع ولكنها في الوقت نفسه، مكسب للوطن في مهمته التي لا يستهان بها»، معربا عن «حزن الجالية لمغادرة السفير إلى لبنان»، ومشيدا بالانجازات التي حققها للجالية والعلاقات الثنائية، قائلا «نفرح ونبتهج لما حقق من انجازات في تاريخ الجالية وتنظيمها ضمن لجان في جو ديموقراطي تسوده المحبة والتعاون بين افرادها».
وتابع الحجل «السفير علي عبدالكريم اعطانا كل وقته وجهده وفتح مكتبه وبيته وديوانيته للتواصل مع ابناء الجالية والمواطنين الكويتيين والديبلوماسيين المعتمدين في البلاد»، موضحا انه «كان يتابع بنفسه كل شيء ويتقبل النقد بسعة صدر»، لافتا الى توجيهه نصائح مستمرة لابناء الجالية «بضرورة العمل لتقوية العزيمة ووجوب التعاون والاستفادة من الاخطاء للوصول الى طريق النجاح».
وخاطب السفير عبدالكريم قائلا: «لمسنا منك الدفء والمحبة كأب رحيم بأولاده ويقدم النصائح، والصفحات مهما تعددت، والكلمات مهما كثرت لا تفيك حقك».
الاديب والفنان السوري اسامة الروماني، اشاد بدوره، بصفات السفير علي عبدالكريم، مبديا اعجابه بالاجماع الذي يتبادر الى اذهان من عرفوا «ابا الحارث» من انطباعات عن شخصه واخلاقه وادبه وبالاخص تواضعه، مشيرا إلى انه «زرع قلبه في ضمائرنا، فنبت احترامه في قلوبنا، روَّى مجتمعنا الصغير في الغربة بالالفة والتواصل، فجنينا مكانة مرموقة وسمعة رائعة في المحافل، سهر على حقوقنا فنمنا قريري الاعين»، وتابع «حمل على كفيه وكتفيه مطالبنا فوصلت اصواتنا الى ابعد مدى تقنا اليه، لم يلق تناقضاتنا من النافذة بل حملها برفق ونزل بها على السلم درجة درجة حتى اوصلها الى وفاق ينتصر للوطن وينحني للحق وينحاز للتسامح».
من جهتها، اعتبرت الدكتورة في جامعة الكويت ليلى المالح ان «السفارات تتبدل بتبدل قاطنيها في علاقاتها مع مغترب بعد عن دياره ونأى عن اهله ومحبيه، فهي (السفارات) ليست سوى موئل لاختام وسجلات وطوابع واجراءات روتينية تنفذ بآلية رتيبة قد تخلو من اي تواصل انساني حق بل يلبي احتياجات ورقية وكلمات رسمية ليس فيها مسحة من فردانية دانية»، معتبرة انه «عندما يتحول الورق شعورا والاختام احاسيس، وعندما يورق غصن ما في مكان ما تعلم ان حل في المكان شاعر وتعلم انك لن ترتاد ذاك المكان من اجل وثيقة تنشدها او طلب تسكنه في طيات ملفاتك». وابدت الدكتورة المالح ثقتها بكفاءة السفير عبدالكريم لمسؤولياته ومهامه، مشيرة «عندما علمت بمركزك الجديد لم تسمح لي انانيتي ان ازف التهنئة خالصة من اسفي وحزني، فإن كان علي عبدالكريم لنا وطنا فكيف نسمح لهذا الوطن ان يغادر؟».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي