يعتقد البعض أن حصول المرأة على الحقوق السياسية من ترشيح وانتخاب انتصار لها؛ بعد أعوام عجاف من التهميش السياسي، كما يعتقد أن هذا الانتصار يدفعها إلى المزيد من العطاء السياسي، وأن يكون لها دور فاعل في الساحة السياسية.
المرأة في أي بيئة كانت لا يهمها العمل السياسي عموماً، ومن سيفوز ومن سيخسر، وكذا غالبية المواطنين العاديين، وهو في المرأة أشد وأوضح، فهموم المرأة لا تنصب على السياسية ودهاليزها أبداً، وإن خرج بعضهن هنا أو هناك، ورفعن لواء العمل السياسي.
المرأة هي الأم... الأخت... الزوجة... البنت... تلفتوا حولكم لتعرفوا ما هي همومهن الحقيقية، المرأة تحلم برجل يحبها ويقدرها، المرأة تحلم بزوج يحترمها ويعرف حقوقها، المرأة تحلم ببيت ملؤه الدفء يضمها بزوجها وأبنائها، المرأة تحلم كل يوم بمستقبل أبنائها.
الآنسة تعاني الوحدة القاتلة! والمطلقة تقاسي الحرمان، وما أدراك ما الحرمان؟ والأرملة هاجمها الضياع فجأة دون سابق إنذار! فماذا قدمنا لهن من تشريعات وقوانين تضمن لهن حياة كريمة، تحميهن من الانحراف ونزغات شياطين الإنس والجن؟
أقول قولي هذا بعد مقابلتي للكثير من النساء اللاتي ألتقي بهن بشكل مستمر من خلال طبيعة عملي في الاستشارات، فهموم المرأة الحقيقية تنحصر في غالبها في بناء مملكتها الخاصة، مملكة تجد فيها ذاتها كزوجة وأم وأنثى بالدرجة الأولى.
للأسف الكثير من الحكومات السابقة والنواب السابقين والمرشحين الحاليين وحتى الناشطين السياسيين، وكذا معظم كتاب الصحف ركزوا في ما يطرحون على الجانب المادي من حقوق المرأة، كالبيت والجنسية والتقاعد المبكر، وتناسوا أهم تلك الحقوق، وهي الاستقرار، والشعور بالأمان، فهل حققنا لها ذلك، ولا تطالبونني بالحل هنا أرجوكم! فقد علقت الجرس، ولكنني أقترح عقد مؤتمر يضم المتخصصين لطرح الحلول والرؤى المناسبة، فالمرأة نصف المجتمع، بل هي أكثر، وتستحق منا الاهتمام، كفانا يا سادة استغلالاً لها، فهي قنبلة موقوتة ربما تنفجر في كل بيت فتدمر من فيه، وأولهم أنت!
في الأفق
قال نيتشه: المرأة لغز كبير، مفتاحه كلمة واحدة هي «الحب».
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]