الدائرة الخامسة شبه محسومة من ناحية التغيير التي قد بلغت 80 في المئة، وبقية الدوائر ستتراوح نسبة التغيير ما بين 50 في المئة إلى 60 في المئة، حسب مدى تفاعل القاعدة الانتخابية مع رياح التغيير التي هبت من الجنوب.
إذاً ستكون نسبة التغيير في المجلس المقبل قرابة 60 في المئة، وبالضبط 56 في المئة، على اعتبار أن معدل التغيير في بقية الدوائر 50 في المئة، والمسألة هنا ليست مرتبطة بالتغيير النسبي. ولكننا في أحوج ما نكون إلى تغيير في النوعية المنتقاة بين عشرات المرشحين والمرشحات، وقد تفرز لنا هذه الانتخابات نائبة أو نائبتين، والله أعلم.
إن المراد من التغيير محصور في معادلة الاختيار صعبة الأجواء، إذ تلعب النفوس دوراً مهماً في التشكيلة النيابية المرتقبة، فإذا صلحت دوافعها بعقلانية حصلنا على مجلس فاعل، وإن لم يكن فلا فائدة من التغيير عندها، وبالتالي أترك عنك النسبة أياً كانت أسبابها!
الملاحظ في الانتخابات الحالية أن المرشحين النشطاء قد استدلوا على بعض الجزئيات التي من الممكن أن تكون مواد دسمة في المجلس المقبل، إن حالفهم الحظ، وعلى رأسها تداعيات حجز النائب السابق الدكتور ضيف الله بو رمية، والمرشح خالد الطاحوس وعضو المجلس البلدي خليفة الخرافي وغيرهم، إضافة إلى سلوكيات غريبة ظهرت، وعلى رأسها الأحداث التي قام بها أحد مرشحي الدائرة الثالثة!
إن المجلس المقبل نوابه مطالبون في إعادة التوازن بين السلطتين، والعمل على تعزيز الجانبين التشريعي والرقابي، مع مراعاة الأحداث التي سبقت استقالة الحكومة وحل المجلس السابق، ففيهما من الدروس والعبر الكثير!
المرشح الذي لا يعرف مدخله ومخرجه في الخطاب السياسي والعمل التشريعي والرقابي يجب أن «يقصر الشر» ويبتعد عن الساحة لأن الأيام المقبلة في غاية الصعوبة ولا نريد حلاً جديداً، ولا استقالة أخرى لحكومة، بل نرغب في أن يكمل المجلس عمره الدستوري أعواماً أربعة فيها من الإنتاج والإبداع الشيء الكثير والأخطاء من الضروري معالجتها بروية وأنفس هادئة من دون تصعيد واحتقان سياسيين!
هناك مؤشرات ضعف واضح في بعض مرشحي الدوائر، ونتمنى أن تقابلها جوانب قوة في القادمين من الدوائر الأخرى، لأن الكويت تستحق منا أن نضعها فوق أي اعتبارات جانبية وخير من استأجرت القوة الأمين: فمن هو الأقوى، ومن هو الأمين يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي؟ أنتم الذين تحددون ذلك... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]