في حضرة الأصدقاء تكون القصيدة أكثر دفئا
محطة / «ملتقى الثلاثاء»... كرّم النبهان بعد حصوله على جائزة الشعر
محمد النبهان وإلى جانبه اسماعيل فهد اسماعيل
| حنان عبدالقادر |
في لقاء يخيم عليه الود ودفء الأصدقاء، قام ملتقى الثلاثاء بتكريم الشاعر محمد النبهان الفائز بجائزة الشعر الأولى في مهرجان «نيكيتا ستانيسكو» في رومانيا.
وحضر التكريم لفيف من أصدقاء الشاعر والمقربين له الذين دفعهم الحب والمودة الصادقة الى مشاركة النبهان فرحته بالفوز، واعتبروا فوزه بالجائزة فوزا لهم جميعا.
وقد أدار اللقاء بين النبهان والحضورالكاتب والروائي الكبير اسماعيل فهد اسماعيل، ملقيا الضوء على بداياته الشعرية، وبدء تعرفه عليه واصفا اياه بالمشاكس الكبير.
وبدأ اللقاء بالقاء النبهان بعض القصائد من مجموعته الشعرية الثانية: «دمي حجرٌ على صمت بابك».
وأفسح المجال للنبهان كي يتحدث عن رحلته الأخيرة الى رومانيا، وحصده لجائزة للشعر فيها.
وحوم في حديثه بالحضور في سموات رومانيا ومهرجانها الشعري، الذي يعد من أبرز المهرجانات العالمية، وهم بين دهشة وترقبها، وأمل وخيبته، وحسرة وتبعاتها... يعقدها في طاقة واحدة ما لمسوا في الخارج من مباينة مغاير، تجعل المثقف العربي يرفل في حزنه لضياعه بين حنايا وطنه، في حين يحفل الغرب به، ويحتفي بموهبته.
يقول النبهان:
لا تقصصْ رؤياكَ... أو ارحلْ!
صمتكَ سفنٌ للريح وكلبُ الميناءْ
يشتمُّ براءتكَ البيضاءَ.
تبع ذلك لقاء التواصل والمحبة بين النبهان وجمع الحضور، الذين كانوا يتوقون لسماع المزيد منه، وقد أدهش البعض كيفية فوزه بجائزة في دولة لا يتحدث لغتها، فجاء سؤال دلع المفتي عن كيفية تعامله مع الحضور في المهرجان، وكيفية القائه لقصائده عليهم، فقال: «الجميل أنهم كانوا يعينون لكل شاعر أجنبي مترجما، والأجمل أن هذا المترجم لابد أن يكون فنانا أو شاعرا كي يستطيع التواصل معه، وكان من حسن حظي أن يكون مترجمي دارسا للمسرح، فكان يجلس الي قبل الأمسية لأقرأ عليه بطريقتي حتى يقرأ الترجمة عني بنفس الروح».
وعلق الكاتب الناقد فهد الهندال بأن الانسانية في الشعر هي التي تحقق له العالمية، ولولا النزعة الانسانية التي تلمستها لجنة التحكيم في شعر النبهان، لما تأهلت قصائده للفوز، فتناول القضايا الانسانية يفتح آفاقا للتواصل مع الآخر، ويذيب الفواصل ويقرب المسافات ويلغي الحدود.
أما الصحافي الشاعر عبدالله الفلاح، استفسرعن ابتعاد النبهان عن التواجد على صفحات الجرائد والمجلات الكويتية، وندرة نشر قصائده، وما ان كان راضيا عن ترجمة ديوانه الى الرومانية، وأجاب النبهان أنه قد ترجم له شعر الى الاسبانية، وقيل له أن الترجمة جيدة، وفي التجربة الثانية ترجم شعره من الاسبانية الى الرومانية وهو ما لم يشعره بالرضا لأنه يفضل الترجمة عن الأصل العربي، أما في الترجمة الأخيرة فالمطمئن أن المترجم يجيد العربية ويعرف فنونها، وقد ترجم النص من العربية مباشرة.
وعقب الشاعرالمبدع مختارعيسى على مشكلة الترجمة للنص العربي قائلا: «ان المترجم خائن كبير... فقد يفقد النص شاعريته اذا ترجم من لغته للغة أخرى، فما بالكم لو ترجم من ترجمة الى لغة ثالثة؟!، لكن تظل القيم الانسانية والتحليق في فضاءات تلم شمل البشرية هي الأوقع عند ترجمتها اذ لا انفصال ولا اختلاف يصيب المعنى الأصل».
يقول النبهان:
بدمٍ كذبٍ...
وحكايا زورٍ كوجوهِ الناسِ أمرُّ غريب
- مثلكَ -
في الشّامِ ومصرَ
وفي بلدٍ لا يحضنني فرحاً أو يبكي لغيابي.
أما الشاعر نادي حافظ فقد هنأ بالجائزة النبهان، وتمنى لو أن الجلسة كانت بتكريم النبهان عبر قراءات لنصوصه تنفذ الى عالمه الشعري، وتقرب بينه وبين الحضور بشكل عملي وأكثر حميمية وتحليقا.
وجاءت مداخلة الدكتور مصطفى عطية جمعة حول هوس الغرب بتشييء الانسان، والتعامل مع الشيئية في الشعر، معلقا على قصيدة قرأها النبهان تدور حول ذلك، وهي قصيدة: «بلا اطار»، وسأل الشاعر الزميل دخيل الخليفة عن الفرق بين المهرجانات الأجنبية ومهرجاناتنا العربية، فقال النبهان: «هناك اهتمام كبير من قبل الاعلام، وكذلك من المدعوين الذين يحرصون على المتابعة، ففي كولومبيا يحضر مهرجان الشعر ما يقارب العشرة آلاف شخص، ولا تخضع اختيارات الشعراء لأي اعتبارات شخصية كما يحدث في المهرجانات العربية فتجد الوجوه نفسها تتكرر في كل المهرجانات، أما في الوطن العربي، فالادارات المنظمة تهتم غالباً بالصورة أكثر من المعنى الحقيقي للحدث، لكني أرى الشعر العربي مايزال بخير ويحتفى به في أغلب دول العالم، وما أدهشني وأسعدني، قول شاعرة رومانية في المهرجان: الشعر يقع في ثلاثة أماكن في العالم أميركا اللاتينية والعالم العربي ودول البلقان، وقد فاز بالجائزة الأولى والثانية على التوالي: شاعر عربي، وشاعر من البلقان؛ وكأن الشعر يعود بنا لموطنه الأصل.
والسؤال المؤرق الفارض نفسه دوما في المواقف الشبيهة: الى متى لانلتفت لمبدعينا؛ لنرقى بهم، قبل أن يفجأنا الغير برصده تجاربهم، واحترامه مواهبهم؟! الى متى لاتحظى تجربة الانسان الحقيقي في أوطاننا بالتقدير... الى متى؟!
في لقاء يخيم عليه الود ودفء الأصدقاء، قام ملتقى الثلاثاء بتكريم الشاعر محمد النبهان الفائز بجائزة الشعر الأولى في مهرجان «نيكيتا ستانيسكو» في رومانيا.
وحضر التكريم لفيف من أصدقاء الشاعر والمقربين له الذين دفعهم الحب والمودة الصادقة الى مشاركة النبهان فرحته بالفوز، واعتبروا فوزه بالجائزة فوزا لهم جميعا.
وقد أدار اللقاء بين النبهان والحضورالكاتب والروائي الكبير اسماعيل فهد اسماعيل، ملقيا الضوء على بداياته الشعرية، وبدء تعرفه عليه واصفا اياه بالمشاكس الكبير.
وبدأ اللقاء بالقاء النبهان بعض القصائد من مجموعته الشعرية الثانية: «دمي حجرٌ على صمت بابك».
وأفسح المجال للنبهان كي يتحدث عن رحلته الأخيرة الى رومانيا، وحصده لجائزة للشعر فيها.
وحوم في حديثه بالحضور في سموات رومانيا ومهرجانها الشعري، الذي يعد من أبرز المهرجانات العالمية، وهم بين دهشة وترقبها، وأمل وخيبته، وحسرة وتبعاتها... يعقدها في طاقة واحدة ما لمسوا في الخارج من مباينة مغاير، تجعل المثقف العربي يرفل في حزنه لضياعه بين حنايا وطنه، في حين يحفل الغرب به، ويحتفي بموهبته.
يقول النبهان:
لا تقصصْ رؤياكَ... أو ارحلْ!
صمتكَ سفنٌ للريح وكلبُ الميناءْ
يشتمُّ براءتكَ البيضاءَ.
تبع ذلك لقاء التواصل والمحبة بين النبهان وجمع الحضور، الذين كانوا يتوقون لسماع المزيد منه، وقد أدهش البعض كيفية فوزه بجائزة في دولة لا يتحدث لغتها، فجاء سؤال دلع المفتي عن كيفية تعامله مع الحضور في المهرجان، وكيفية القائه لقصائده عليهم، فقال: «الجميل أنهم كانوا يعينون لكل شاعر أجنبي مترجما، والأجمل أن هذا المترجم لابد أن يكون فنانا أو شاعرا كي يستطيع التواصل معه، وكان من حسن حظي أن يكون مترجمي دارسا للمسرح، فكان يجلس الي قبل الأمسية لأقرأ عليه بطريقتي حتى يقرأ الترجمة عني بنفس الروح».
وعلق الكاتب الناقد فهد الهندال بأن الانسانية في الشعر هي التي تحقق له العالمية، ولولا النزعة الانسانية التي تلمستها لجنة التحكيم في شعر النبهان، لما تأهلت قصائده للفوز، فتناول القضايا الانسانية يفتح آفاقا للتواصل مع الآخر، ويذيب الفواصل ويقرب المسافات ويلغي الحدود.
أما الصحافي الشاعر عبدالله الفلاح، استفسرعن ابتعاد النبهان عن التواجد على صفحات الجرائد والمجلات الكويتية، وندرة نشر قصائده، وما ان كان راضيا عن ترجمة ديوانه الى الرومانية، وأجاب النبهان أنه قد ترجم له شعر الى الاسبانية، وقيل له أن الترجمة جيدة، وفي التجربة الثانية ترجم شعره من الاسبانية الى الرومانية وهو ما لم يشعره بالرضا لأنه يفضل الترجمة عن الأصل العربي، أما في الترجمة الأخيرة فالمطمئن أن المترجم يجيد العربية ويعرف فنونها، وقد ترجم النص من العربية مباشرة.
وعقب الشاعرالمبدع مختارعيسى على مشكلة الترجمة للنص العربي قائلا: «ان المترجم خائن كبير... فقد يفقد النص شاعريته اذا ترجم من لغته للغة أخرى، فما بالكم لو ترجم من ترجمة الى لغة ثالثة؟!، لكن تظل القيم الانسانية والتحليق في فضاءات تلم شمل البشرية هي الأوقع عند ترجمتها اذ لا انفصال ولا اختلاف يصيب المعنى الأصل».
يقول النبهان:
بدمٍ كذبٍ...
وحكايا زورٍ كوجوهِ الناسِ أمرُّ غريب
- مثلكَ -
في الشّامِ ومصرَ
وفي بلدٍ لا يحضنني فرحاً أو يبكي لغيابي.
أما الشاعر نادي حافظ فقد هنأ بالجائزة النبهان، وتمنى لو أن الجلسة كانت بتكريم النبهان عبر قراءات لنصوصه تنفذ الى عالمه الشعري، وتقرب بينه وبين الحضور بشكل عملي وأكثر حميمية وتحليقا.
وجاءت مداخلة الدكتور مصطفى عطية جمعة حول هوس الغرب بتشييء الانسان، والتعامل مع الشيئية في الشعر، معلقا على قصيدة قرأها النبهان تدور حول ذلك، وهي قصيدة: «بلا اطار»، وسأل الشاعر الزميل دخيل الخليفة عن الفرق بين المهرجانات الأجنبية ومهرجاناتنا العربية، فقال النبهان: «هناك اهتمام كبير من قبل الاعلام، وكذلك من المدعوين الذين يحرصون على المتابعة، ففي كولومبيا يحضر مهرجان الشعر ما يقارب العشرة آلاف شخص، ولا تخضع اختيارات الشعراء لأي اعتبارات شخصية كما يحدث في المهرجانات العربية فتجد الوجوه نفسها تتكرر في كل المهرجانات، أما في الوطن العربي، فالادارات المنظمة تهتم غالباً بالصورة أكثر من المعنى الحقيقي للحدث، لكني أرى الشعر العربي مايزال بخير ويحتفى به في أغلب دول العالم، وما أدهشني وأسعدني، قول شاعرة رومانية في المهرجان: الشعر يقع في ثلاثة أماكن في العالم أميركا اللاتينية والعالم العربي ودول البلقان، وقد فاز بالجائزة الأولى والثانية على التوالي: شاعر عربي، وشاعر من البلقان؛ وكأن الشعر يعود بنا لموطنه الأصل.
والسؤال المؤرق الفارض نفسه دوما في المواقف الشبيهة: الى متى لانلتفت لمبدعينا؛ لنرقى بهم، قبل أن يفجأنا الغير برصده تجاربهم، واحترامه مواهبهم؟! الى متى لاتحظى تجربة الانسان الحقيقي في أوطاننا بالتقدير... الى متى؟!