تركي العازمي / القيادة وإيجابيات الحكومة!

تصغير
تكبير
قد يصفونني بعد هذا المقال بالحكومي، أو المداهن أو غيرها من المصطلحات، ولكن مادامت الفكرة نقية صالحة سامية الأهداف فلا نعير الجوانب أو الأعراض الأخرى أي اهتمام!
فقبل أسبوع تقريباً ناقشت الفكرة مع أحد كبار أساتذة القيادة، الاستراتيجيات، الإبداع وانتهى النقاش بابتسامة قررت بعدها كتابة هذا المقال.
كيف يتحقق لي الدخول في الموضوع في جو مضطرب سياسياً ويبحث فيه المرشحون عن السلبية حكومية أياً كان حجمها لتصبح عنواناً لندوة أو تصريحاً.

بإيجاز شديد، انتهى ذلك النقاش إلى أن القيادة لها سماتها، وفيها من السلوكيات الإيجابية والسلبية، وغالباً ما يتم التركيز على جوانب القوة لدعمها مع البعد عن السلبيات إن كانت قليلة ولا بأس في العمل على تطويرها. والقيادة الحكومية رغم السلبيات الظاهرة، فيها ايجابيات كثيرة، وحينما يتم التطرق إليها من البعض فإنهم بالكاد يثنون وعلى استحياء، كأنهم مجبرون «ويا عجبي»! فإما أن الحكومة لم تستطع تسويق جوانبها الإيجابية، وإما أن الطرف الآخر غير مقتنع بها وبإيجابياتها، وهذه الجزئية هي المشكلة الرئيسية التي نعاني منها، وهي مشكلة مقترنة بالكيمياء الشخصية والمواقف الشخصية كما يُطلق عليها بـ «Personal Attitude»... وصعبة معالجتها لأن الجوانب الداخلة فيها كثيرة!
هناك منهجية معينة في النقد، ونحن للأمانة لا نجد لها أثراً في واقع التعامل مع الحكومة، والكل يرى أنها مقصرة رغم أن بعض المنتقدين لها لم يقدم اقتراحاً شاملاً يقضي على هذا القصور من باب مد يد التعاون: ألم يقولوا إنها حكومة إصلاحية من قبل؟
إن أخطر ما في الأمر أن استمرارية النقد السلبي لبعض القصور وبتغطية إعلامية مكثفة يضفي صورة ضبابية للوضع ويؤثر سلباً على نفسيات بعض القياديين ممن ساهموا في إيجاد ايجابيات الحكومة المنسية.
إنني أجزم أن الحكومة لو حاولت، ولو لمرة واحدة بناء خطة عملها على النحو الاستراتيجي المعتمد عالمياً، والمحدد فيه جدول زمني للتنفيذ، وترك يد الوزير المختص ممدودة بحرية للعمل، وإيجاد جهاز استراتيجي يربط الوزارات مع المكتب الاستراتيجي الرئيسي التابع لرئيس مجلس الوزراء، والذي ينسق مع مجلس الأمة ويمدهم بالتطورات أولاً بأول، فلن تكون هناك حال احتقان سياسي وستصبح الأمور واضحة، ولن يكون هناك تجاوز للصلاحيات، خصوصاً أن أعضاء مجلس الأمة سيشاركون من خلال تعديلاتهم، إن وجدت، على بنود خطة العمل الحكومية... والحديث يطول في هذا الجانب. والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي