جعفر رجب / تحت الحزام / جنس أم عقل

تصغير
تكبير
أيهما أهم، جنس المسؤول أم عقله؟
البعض يفضل جنس المسؤول، ويعتبر دخول الانثى الى البرلمان مكسبا، وان دخول النساء الى المجلس من باب الاقتراع يعتبر انجازا بحد ذاته، يؤدي الى اثراء المجلس اولا، وتهذيب لغته ثانيا، وبدلا من تبادل الشتائم، وحذف الطفايات، يتبادل الاعضاء الابتسامة والسلام والقبل، وفي النهاية دخولها مكسب للفكر المستنير الذي يساوي بين المرأة والرجل... هذا المشهد الرومانسي نتمنى وجوده، وما كل ما يتمنى المرء يدركه!
نرجع الشريط، ونقف عند المرأة، ونبحث عنها في الدوائر الرسمية، اركب الباص، واتجه الى الشويخ، وزارة التربية، والتعليم العالي، «الحريم» في كل مكان، على المكاتب، خلف الابواب، تحت السجاد، على الستائر، في فتحات التهوية... من الوزيرة الى الوكلاء ومديري المناطق، الى اصغر رئيسة قسم... وفي نفس الوقت تعتبر من اكثر الوزارات تنظيما للفوضى، والتسيب، واهدارا للمال العام!

«الحريم» امسكن بـ«دراعة» الوزارة والمناطق، ويعاملن الوزارة كما يعاملن «الخادمة» بالمنزل، «طبخي، حطي، شيلي، اكوي الملابس، غسلي السيارة...» طبعا لا خطط، ولا دراسات، ولا مخرجات، ولا مدخلات، ونظام موحد يعاني من الانفصام... مع شوية شعارات مثل «بنوكل عيالكم» و«بنتكلنج تعليم عيالكم» و«لابتوب لكل ياهل» وسيصورن الكتب المتخلفة في «سي دي» بدل الكتب، وسيدي يا سيدي على تطوير التعليم!
التعليم تطور في عهدهن ووصل الى الفيليبين، الفيليبين تصدر عاملات، ونحن نصدر طلبة الى الفيليبين، وهذا ما يسمى بالتبادل الثقافي!
اركب الباص واتجه الى الاسكان، الوزيرة ما زالت تصرح عن سكن المرأة الكويتية، لم يتغير القانون، ولم تضف أو تزد فقط تصرح، وهذه نعمة من الله، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه!
انزل من الباص واتجه للدائرة الاولى، الوزيرة السابقة معصومة مبارك، قررت خوض الانتخابات وفقا للدوائر الخمس، وهي التي لزقت بالكرسي وقالت «نبيها كرسي وزارة» عندما كان اللون البرتقالي يصرخ «نبيها خمس»، عادت الآن للشارع بعد ان كانت أول من باعتهم!
نركب الباص مرة أخرى، ونعود للسؤال، ايهما الاهم جنس المسؤول أم عقله؟ الواضح اننا نملك كمية كبيرة من المسؤولين والمسؤولات، بلا عقليات مسؤولة، وبهذا نطبق المساواة بحذافيرها، وحوافرها...!
جعفر رجب
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي