«أتمنى أن أُسأل وأحاسب على ما أقوم به من أعمال»

عاصي زياد الرحباني لـ «الراي» : اسم العائلة الرحبانية قد يكون أفادني في بداية الطريق

تصغير
تكبير
| بيروت من محمد حسن حجازي |
في الرابعة والعشرين من عمره فقط، لكنه كتلة متقدة من الافكار والوعي والثقافة الفنية والعامة. له فيلم التخرج من جامعة سيدة اللويزة (NDU) بعنوان «بيروت وبيروت وبيروت». عرض عام 2008 وعرف الكثير من الصخب وردود الفعل النقدية الايجابية، ثم عرض له اخيراً شريط «يرحلون ويرحل معهم التاريخ»، عن تهجير المسيحيين في العراق، وعنده مشاريع عدة اخرى قيد التحضير لكي تدخل لاحقاً حيز التنفيذ تعبيراً عن المناخ الذي يعمل عبره.
عاصي الرحباني الشاب يريد أن يتم التعاطي معه في شكل مستقل، كمخرج سينمائي يشق طريقه في هذا العالم لكي يقول شيئاً خاصاً، ولكي يعبر عن مناخات وافكار تعود اليه، وفي هذا النطاق فانه شعلة متقدة من العفوية والتواصل الشعوري والتواضع الجمّ.
«الراي» التقته والتزاماً برغبته في التحدث معه هو، وعنه هو من دون اي ربط مع العائلة الا من باب لماذا اختار السينما في عائلة سمعتها في كل مكان مرتبطة بالموسيقى والغناء، والابداعات المتعددة في هذا النطاق؟ فرد «انا كأي بني آدم ممكن ان اكون موسيقياً، او مخرجاً او كاتباً وليس ضرورياً اذا كان احد في العائلة لمع في قطاع معين ان يكون الجميع مثله فمجالات الابداع رحبة، شاسعة ومميزة، وانا احب كثيراً التعاطي معي من باب ماذا افعل وبماذا افكر، ومحاسبتي على ما اقوم به».
• تبدو في عز شبابك الاول. تخرجت ثم انتقلت سريعاً الى العمل؟
- الجيد ان العمل تأمَّن سريعاً، الوسط عرفني من فيلم التخرج.
• كنت متميزاً بعملك في مهرجان الافلام الذي اقامته الجامعة؟
- كان أمراً مؤثراً جداً، مريحا لأي فنان ان يحظى من اول فيلم له بالمباركة والتأييد. لقد قرأت الكثير عن المقالات النقدية التي قالت كلاماً مؤثراً عن الفيلم وعني انا مخرجه.
• لماذا اخترت بيروت عنواناً لاول افلامك؟
لانها مدينة عظيمة رائعة، فيها كل شيء وتستطيع ان تفعل فيها ما تريد.
• اضأت فيها على حياة الشباب، على الليل، على الحب، على الامن. ما الذي تراه فيها متميزاً؟
- هل تعرف انني يستحيل ان استبدل العيش فيها بأي مدينة اخرى. كيفما مشيت فيها ارى تنوعاً، وارى انها اكبر منا، لذا علينا ان نعيشها وان نتعلم منها ما استطعنا.
• حين شاهدنا الفيلم تساءلنا بمن تأثر هذا المخرج؟
- انا حصيلة كوكتيل من المؤثرات، طبعاً هناك السينما الاميركية، وهناك الايطالية التي علمتني السينما الواقعية وقوتها، وبعض العربية مما تيسر امامي، يعني كان حب السينما ومشاهدة الافلام حالاً خاصة التزمتها منذ الصغر.
• عندما حدثناك للمرة الاولى ابلغتنا انك مسافر دائماً بين بيروت وبغداد، الم تكن هناك مخاطر عليك؟
- لا تنس اننا عشنا المخاطر منذ العام 1975 في لبنان، لذا فان اي مخاطر في الخارج لا يعود لها تأثير اطلاقاً. نعم كانت هناك محاذير عدة لكننا تخطيناها جميعاً.
• واكبت عائلة مسيحية عراقية في ترحالها؟
- لقد ركزت على الجانب الانساني جداً، وشعرت وانا اصور وارافق هذه العائلة معنى تجذر الانسان في ارضه، في موقعه في بيئته.
• ما الخدمات التي تأمنت لك في العمل؟
- لقد حصلنا على ما نحتاج اليه للتصوير، وكان معي فريق منسجم استطعنا معاً ان ننجز ما نريده بتلاحم رائع.
• وكيف تصف هذه المغامرة؟
- هي كانت كذلك فعلاً، واحلى ما فيها انك تدرك كم تحتاج المهنة في بداياتها الى تعب وتركيز وتواصل.
• وكيف كانت النتيجة؟
- اعتقد انها مميزة وحصلنا على العديد من التنويهات.
• ابلغتنا اكثر من مرة انك حالياً تعمل ليل نهار؟
- هذه حقيقة. هناك العديد من الاعمال التي انجزها في المونتاج او التحضير او المشاهدة.
• عمل كثير. هذا حظ؟
- ربما. لكن ربما لانني احب عملي.
• اسمك الا يخدمك؟
- ربما في المرة الاولى. لكن بعد ذلك تصبح قدراتي الخاصة وشطارتي. يعني انا منذ تخرجي لم أتوقف عن العمل. كل ما عندي اقوله. كل ما استطيعه افعله. السينما عالمي واريد عبرها ان اقول الكثير. وادعو الله ان يساعدني دائماً.
• وعرفت انك في صدد مشروع لبناني ضخم «بيروود»، يعني مثل هوليوود و«بوليوود» الهند؟
- نعم.
• لكن كثيرين يرددون ربما كلاماً للاستهلاك ولم يحققوا شيئا،ً هل من معطيات خاصة عندك؟
- الاصرار، وقوة الصبر وحب العمل.
• المهم موازنة مثلثة الاضلاع؟
- اعتقد انه لا ينقصنا شيء لكي نحقق كل هذا فنحن نملك مقومات كثيرة، وعلينا استغلالها، واذا فعلنا نجحنا معاً وحققنا اهم متطلباتنا، وبيروت التي فيها 110 صالات سينما بامكانها اذا ما استقبلت في استوديوات ضخمة افلاماً من دنيا العرب والعالم ان تؤدي دوراً رائعاً في صناعة السينما، بعدما اثبتنا قدرة هائلة في مجال الفضائيات.
• من الواضح ان جيل الاكاديميين يأخذ مكانه ويضاعف من حضوره على الساحة؟
- بات لنا حضوراً واسعاً. وهذا امر جيد، يعني ان المعاهد والاكاديميات الفنية السينمائية تنفعنا الى حد كبير، وانا مؤمن بقوة بعصب الشباب وقدراتهم، ونريد فقط اخذ الفرص لكي نتابع.
• المطلوب الصناعة التي تتكون من مبادرات عدة؟
- كل ما نفعله مبادرات، وانا ضامن عبر ما اراه بين الزملاء الشباب، كم هي مريحة حالنا اليوم قياساً بما كان عليه الوضع في السابق.
• بمعنى الكم؟
- والنوع ايضاً.
• طلبت منا الا نتحدث الا في موضوع السينما وعنك انت كمخرج سينمائي؟
- صحيح.
• اهناك حساسية حيال اي موضوع آخر؟
- هناك رغبة في حصر الموضوع في عاصي الرحباني المخرج السينمائي.
• لم تتجاوز الرابعة والعشرين، لكنك صاحب مواقف ووجهات نظر اكبر منك؟
- انا قارئ جيد للتاريخ، الفلسفة، الفنون، الادب، اتابع كل شيء فربما استغللته لاحقاً في اي مجال.
• مشروعك الشخصي التالي؟
- عندي نصان سينمائيان. اخطط لتصويرهما تباعاً، وهما فيلمان طويلان.
• تبدو حاملا قضية؟
- الانسان.
• ما الذي يربطك بابناء جيلك؟
- العمر.
• وماذا عن التطلعات؟
- عندي خصوصية في هذا المجال فانا صاحب افكار اسعى لاثباتها.
• متفائل؟
- جداً.

زياد الرحباني يوضح ملابسات
 دعوى إنكار أبوته لعاصي


ينظر القضاء اللبناني في الثالث والعشرين من هذا الشهر بالدعوى المرفوعة من الفنان زياد الرحباني رقمها 2008910 وموضوعها «انكار ابوته لعاصي زياد الرحباني وطلب شطبه من خانته ومنعه من استعمال شهرة الرحباني وتدوين خلاصة الحكم في سجل النفوس».
يذكر ان زياد الرحباني كان متزوجاً بدلال كرم عام 1979 لكنهما انفصلا بعد سنوات قليلة وتطلقا مع مطلع التسعينات، ومع بروز اسم عاصي زياد الرحباني في وسائل الاعلام كمخرج اجرى زياد الرحباني في العام 2004 فحصاً للحمض النووي فجاءت النتيجة سلبية.
زياد الرحباني، المقل باطلالاته الاعلامية كان شرح للزميلة «الاخبار» قبل ايام ملابسات هذه القضية، فقال: «لم يكن بنيتي أن أتكلم في هذا الموضوع، ومن المؤكد أنني لم أكن أحب أن أثيره، وخصوصاً أنه يتعلق بعاصي، ولم أتكلم سابقاً احتراماً لحياة هذا الإنسان». وأضاف: «كما كان من الممكن أن تسوّى هذه القضية كما قلت، من دون إعلام، لكن والدة عاصي لم تقم بأي خطوة قانونية متكتمة، أضيفي إلى ذلك أن الشاب حصل على جائزة في دراسته عن فيلم قام به، فما كان من وسائل الإعلام إلا أن بالغت بالتركيز على كونه وريثاً لعاصي وفيروز، مع أنه أكد في أكثر من مقابلة أُجريت معه أنه لا يؤمن بموضوع الوراثة الفنية أبداً. لذلك، أصبح الوضع محرجاً، ما أضطرني للتسريع ببتّ الأمر بشكله القانوني الصرف، أي الدعوى». وتابع: «أريد أن أؤكد في هذه المسألة، أن هناك جهتين متضررتين، ويهمني أمرهما: أولاً عائلتي التي لها عليّ حق إنساني وغريزي، وثانياً عاصي الذي لا ذنب له في الحقيقة بهذا الواقع، فهو مثلي، عالق في وسط هذه القضية، حيث إنني أنا أيضاً لا ذنب لي».



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي