في البلد حزب سياسي غير معلن، ولكن الكل يعرفه، هذا الحزب له شعار واحد فقط لاغير، وبرنامجه الانتخابي عبارة عن كلمة واحدة، واسم الحزب من كلمة واحدة، هذا الحزب اسمه «سأكشف»!
الكثير من النواب السابقين، منضمون الى هذا الحزب، وسأكتفي بثلاثة:
الاول هو النائب السابق «سأكشف البراك»، وهو من مؤسسي هذا الحزب، ومنذ اليوم الاول الذي وضع قدمه اليمنى المباركة في البرلمان، وهو يحمل بعض الأوراق ويلوح بها، ويجلس في آخر صف من المجلس، ويصرخ بأعلى صوته «سأكشف» المتلاعبين، سأكشف أسماء سراق المال العام، سأكشف ملفات الفساد... طبعا سأكشف لايعني انه سيكشف بالفعل، لانه لو اراد ان يكشف لكشف دون انتظار الاذن مني ومنك ليكشف، وهو يعرف وهم يعرفون انه لن يكشف!
النائب الآخر هو «سأكشف المسلم» نائب خيطان وضواحيها، لقد صرح قبل الحل بان هناك نوابا تسلموا شيكات من رئيس الوزراء، وهدد «ساكشف» اسماء المستفيدين من الشيكات، وبالطبع لم يكشف ولن يكشف، وكلها يوميان والناس تنسى موضوع الشيكات، وتبحث عن خبر آخر لتلاحقه، بعد ان يكتشفوا ان الجميع تسلم شيكه!
النائب الثالث اسمه «ساكشف المليفي» وهو ايضا يمارس هواية «ساكشف» المفضلة، فهو على استعداد دائم ليكشف عن اسماء الفاسدين، والمتنفذين، واسماء غير مستحقي الجنسية، ومزدوجي الجنسية... ويردد «ساكشف» كل الاسماء والاوراق لمن يعبثون بأمن الوطن وبالقانون... والناس تسهر الليالي، وتقف في الطوابير، بانتظار ان يكشف، يمرون عليه فيرد عليهم سكرتيره: اليوم عنده اجتماع مروا الخميس وسيكشف، يمرون الخميس فيقال لهم: اليوم آخر الاسبوع منو يداوم، تعالوا الاحد...الناس تراجع بانتظار «سأكشف» ويكتشفون انه لن يكشف، لان لديه كشفا آخر هو المهم في تصريحه الكشفي!
ما كتبناه «نمونة» للعرض فقط، من هذا الحزب، التابع للحركة الكشفية، الذي يزداد نفوذه ويتوسع اكثر واكثر، ويشمل اغلب أعضاء مجلس الامة المكشوفين امام ناخبيهم، الذين يصرحون دائما، وملفاتهم بيدهم وقد يكون المستوصف، لكنه يصرخ الاوراق بيدي وسأكشف عن كل الاسماء والافعال.!
والحكومة مطمئنة، فلم يكشفوا ولن يكشفوا، فلو كشفوا لانكشفوا!
جعفر رجب
[email protected]