على مسؤولية أحد الاخوة الذي أبلغني بأن المجلس البلدي قد وافق في الجلسة قبل الأخيرة على السماح للمطاعم الواقعة على البحر مباشرة بتقديم الشيشة للزبائن، وأن هنالك تاجراً كويتياً كان مطلعاً على ذلك القرار قبل صدوره قد قام بشراء العديد من المقاهي على البحر بأسعار رخيصة لكي يتمكن من تقديم الشيشة فيها حال صدور القرار.
المطلوب من المواطنين والمقيمين الذين لا يطيقون شرب السجائر ولا الشيشة أن يبحثوا عن مطاعم وسط الصحراء لا تقدم الشيشة لكي ينفذوا بجلودهم بعد اكتساح مطاعم الشيشة بالديرة كلها، وطبعاً هذا القرار سيزيد من أعداد المشيشين في البلد حيث الجلوس على البحر والتشييش يجعلهم يعيشون عالماً من الخيال والسحر!!
ولست أدري الى متى ستزحف تلك العادات السيئة على بلادنا، وهل سنصبح مثل اليمن في تخزين القات والجلسات الطويلة في عالم الخيال والمخدرات؟! ومتى سنستيقظ لكي نبني بلادنا ونحقق طموحاتنا ونسابق الأمم التي سبقتنا؟! والحقيقة أن ولوج المرأة عالم التشييش في سباق مع الرجل يعتبر أمراً غريباً ولا ادري ان كانت هذه هي حرية المرأة المنشودة. يقول بعض الاطباء إن من مشاكل الشيشة ليس فقط أن تدخينها يعادل أضعاف ما في السجائر من مادة النيكوتين وتأثيره الضار على البشر، ولكن في أن الشيشة تنقل أمراض الفيروس الكبدي الذي ينتشر بسبب تناقل الشيشة بين رواد المطعم وشربها من نفس أنبوبة الشفط، بل تلاحظ في مطاعم الشيشة أن العمال القائمين على تجهيز الشيشة للزبائن يقومون بشفط الشيشة مراراً لكي تشتعل ثم يقدمونها للزبائن، وما علينا سوى البحث عن طرق منع انتشار مرض الايدز بين الناس لكي نطبقه على مرتادي مطاعم الشيشة!!
مجارينا... منّا وإلينا
من كثرة المخالفات في البلد وعدم تطبيق القانون عليها توصلنا الى قناعة أن المخالفة ما لم تصل الى كارثة فإن الحديث عنها نوع من العبث، يحدثني أحد الاخوة العاملين في لجنة ازالة التعديات على البلد في المجال البيئي بأنهم يعانون مشكلة كبيرة مع التناكر التي تسحب مياه المجاري من البيوت لكي تفرغها في أماكن خاصة بعيداً عن المناطق السكنية، حيث يقوم سائقو التناكر بإفراغها في كثير من الأماكن الداخلية وذلك لتوفير الوقود في قيادة التناكر الى الأماكن المخصصة للافراغ، ولك أن تشاهد القاذورات الملقاة على جوانب الطريق أو في مناطق مأهولة.
كذلك تحدث المشكلة مع النسّافات التي تنقل مواد الهدم الى أماكنها المخصصة حيث يبحثون عن أماكن قريبة لا يراهم فيها الناس ثم يفرغون حمولتهم، كما كانوا يفعلون سابقاً في السبعينات حيث يأخذون مواد الهدم ويلقون بها على شواطئ البحر، وعندما نذهب للسباحة نغوص في أكوام الحديد والصلبوخ وتتجرح أرجلنا!!
يقول الأخ ان المشكلة الكبرى هي اننا عندما نقبض على سائق التنكر أو النسّاف ونسلمه للسلطات نفاجأ بعد أيام برجوعه الى عمله نفسه، والسيارات التي نحتجزها ترجع الى أصحابها ليـــكــمـــلوا بــهــا مــشــوارهــم، وعاشت دولة القانون!!
د. وائل الحساوي
[email protected]