ناصر صباح الأحمد: التخطيط الاستراتيجي لـ «الأبحاث» ينسجم مع توجهات واهتمامات سمو الأمير الحكيمة

تصغير
تكبير
| كتبت هبة الحنفي |

أشاد وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد بأسلوب البحث العلمي والتطبيقي المتميزين الذي «دأب معهد الابحاث العلمية على الأخذ به من خلال أسلوب التخطيط الاستراتيجي للأبحاث التي يقوم بها خصوصا ما يتعلق منها في مجالات الصناعة والطاقة وموارد الثروة الطبيعية والغذائية في القطاعين الحكومي والخاص في البلاد».

كلام الشيخ ناصر صباح الأحمد جاء خلال رعايته الاحتفالية الخاصة التي اقامها مساء أول من امس معهد الابحاث بمناسبة مرور أربعين عاما على تأسيسه، بحضور وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح ووزير التربية وزير التعليم العالي السابق الدكتورعادل الطبطبائي ومدير معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء معهد الكويت للأبحاث العلمية السابق راشد الراشد، ونائب السفير الياباني في الكويت ياما موتو، وممثل الجانب الياباني كئيتشي كوناغا ورئيس اللجنة التنظيمية للاحتفالية صالح المزيني، وبالاضافة الى نخبة من المسؤولين والباحثين في الكويت.

وذكر الشيخ ناصر صباح الأحمد ان «النشاطات التي يقوم بها المعهد منسجمة مع التوجيهات السديدة والحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي يولي جل اهتمام ورعاية سموه لهذا الصرح العلمي ولغيره من المؤسسات العلمية في البلاد، حيث أمر سموه بتشكيل لجنة للنظر في تطوير أوضاع البحث العلمي في الكويت مكونة من العديد من العلماء الذين يشرفنا حضور بعضهم احتفاليتنا هذه فلهم منا كل الشكر والتقدير».

واستذكر «بكثير من الاعتزاز والفخر الدور المقدر الذي لعبه سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد في انشاء هذا الصرح في عام 1967 كأول مؤسسة علمية رائدة في منطقة الخليج في مجال البحوث العلمية والتطبيقية».

وثمن «الجهود التي بذلها أصدقاؤنا من العلماء اليابانيين الذين أشرفوا وساهموا بجهودهم العلمية المقدرة في وضع اللبنات الأولى لتأسيس هذا الصرح والذي يشرفنا حضور بعضهم لاحتفاليتنا فلهم منا كل الشكر والتقدير، والشكر موصول أيضا لأولئك العلماء والباحثين من مختلف الدول الذين ساهموا بجهودهم في ارساء قواعد البحث العلمي والتطبيقي في هذه المؤسسة الرائدة وبالطبع فاننا لن ننسى الكويتيين المكرمين في هذه الاحتفالية، فأنتم من ساهمتم في تأصيل مسيرة البحث العلمي في هذا الصرح على مدى السنوات الطويلة فلكم منا كل الشكر والتقدير والثناء».

بدورها قالت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح «كان تأسيس معهد مختص للاضطلاع بمسؤولية البحث العلمي في الكويت منذ أربعين عاما دليلا صادقا على ماحظي به التوسع في التعليم والتخصص في البحث العلمي من اهتمام مبكر للقيادة السياسية للكويت التي حرصت كل الحرص على أن تعد الكويت لمواكبة المستجدات العلمية والتعليمية واستشراف آفاق المستقبل وتهيئة كل الفرص لاعداد أبناء الوطن الاعداد العصري الذي يستثمر قدراتهم وطاقاتهم أفضل استثمار ويكشف عن مواهبهم وملكاتهم ويوجهها الوجهة التي تمكنهم من الابداع والابتكار والتفاعل الايجابي مع معطيات العصر».

واضافت «حقق هذا النهج السديد أهدافه، وكان حصاد هذه السياسة الحكيمة العديد من الانجازات البحثية التي نهض بها الباحثون والعلماء من أبناء الوطن، والتي جعلت من المعهد احدى منارات البحث العلمي المميزة على المستويين العربي والعالمي، بفضل الجهود الصادقة والعطاء السخي لأبناء هذا المعهد». وثمنت الجهود الكريمة المبذولة من قبل الوزراء السابقين ورؤساء مجالس الأمناء في المعهد والمديرين السابقين والعلماء والباحثين في المعهد، مشيدة «باسهاماتهم الطيبة في توفير أسباب النجاح وتهيئة كل فرص التقدم والارتقاء للمعهد، مما أعان العلماء والباحثين على أن ينهضوا بمسؤولياتهم، فكل الشكر والتقدير لهم ولكل من أسهم في النهوض بهذا الصرح العلمي الوطني برسالته».

وتوجهت بالشكر والثناء «لكل من يمد يد العون للعلماء والباحثين للوفاء بما يعلقه وطنهم عليهم من آمال وطموحات، ويهيئ لهم فرص التواصل مع مؤسسات البحث العلمي في كل مكان، وكل الشكر والتقدير لاعضاء المعهد والدكتور صالح المزيني والمشاركين كافة في اللجان العاملة للاعداد للاحتفالية من نقابة العاملين في المعهد على ما قدموه من جهود هيأت النجاح المأمول».

من جهته، هنأ ممثل الجانب الياباني والرئيس الأسبق لشركة الزيت العربية وعضو مجلس الادارة والمستشار الخاص لشركة الزيت العربية القابضة ورئيس جمعية الصداقة اليابانية الكويتية كئيشي كوناغا معهد الكويت للأبحاث العلمية في الذكرى الأربعين لانشائه معتبرها مناسبة مباركة، قائلا: «هنيئاً لجميع من سبق له أن يعمل بهذا المعهد منذ أيام تأسيسه الى الآن وهنيئاً لجميع أهل الكويت الذين لهم معهد وطني مميّز في مجال الأبحاث العلمية، مبديا سعادته لتشرفه في المشاركة بهذا الاحتفال التاريخي مع أصدقائه القدامى من الباحثين والعاملين في المعهد».

وأشار الى أن «معهد الكويت للأبحاث العلمية «كِسْر» قد أسس بأيدي شركة الزيت العربية اليابانية بناء على اتفاقية الامتياز مع حكومة الكويت التي أبرمت قبل أربعين عاماً، ومنذ ذلك الوقت ربطتنا علاقات وثيقة كشركة الزيت العربية مع المعهد فشاركنا في نشاطاتها من أجل تطوّر الدراسات العلمية وتدريب الباحثين الكويتيين مع الخبرات اليابانية وتكنولوجيتها المتقدمة».  وأضاف «وفي عام 1973 انتقلت رعاية المعهد واشرافه الى حكومة الكويت وصار معهدا وطنيا للأبحاث العلمية وقد عاش سنوات المجد والثناء كأحسنِ معهدٍ علمي من المعاهَدِ العلميةِ في الشرقِ الأوسطِ المعروفة بمستواها العالمي في الأبحاث العلمية».

وافاد «أدّت شركة الزيت العربية اليابانية ولا تزال تؤدّي دور الجسر بين «كِسْر» واليابان في مجال نقل التكنولوجيا وتطور الثروة الانسانية من كل جانب ممكن. ولم تنحصر مجالات التعاون والدراسات المشتركة بالتنمية الزراعية للصحراء وأبحاث الثروة الســـــــــمكية للخليج العربي التي شاهدنا نتائجها الموفقة في بدايات المعهد فحسب بل تطورت وشملت مجالات البيئة وصناعات النفط لا سيّما بعد تحرير الكويت في عام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين».

ولفت الى أنّ «أحد المشاريع المشتركة الناجحة والرمزية بين «كِسْر» واليابان هو اصلاح الأرض الملوّثة بالبحيرات النفطية التي سببها غزو صدام حسين العراقي، فقد كان أول مشروع أنجز بعد التحرير وقد كان تحت اشراف شركة الزيت العربية»، متابعا «ومن ثمّ المشروع الآخر الذي شاركت به شركة الزيت العربية ألا وهو الدراسة المشتركة في استخراج النفط بطريقة تكنولوجية الذي بدأ في عام 1995 وتعتبر هذه التكنولوجية الآن كالمفتاح لتزويد سعة صناعات النفط والغاز في الكويت».

وذكر ان «في الربيع الذي مضى، قام رئيس وزرائنا السابق شينزو آبي بزيارة الكويت كأول زيارة رسمية من قبله ولقد أعلن في البيان المشترك مع سمو رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد تعزيز البلدين الصديقين لعلاقاتهم لا سيما في مجالات النفط، وصيانة الطاقة والماء، والمشاريع البيئية، وهذه الاتفاقية الثنائية على المستوى الأعلى لن تحقق غايتها الا بنشاطات التعاون العميقة الجذور التي ربطت عبر سنوات طويلة «كِسْر» وشركة الزيت العربية اليابانية».

وقدم كلمة تهنئة للمعهد «مثل ياباني قديم»: الانسان ينبغي أن يكون معتمدا على نفسه وهو في الثلاثين من عمره، كما أنّ الانسان ينبغي أن يكون واثقا بنفسه لا يرتبك في نهجه وهو في الأربعين من عمره، وها هو «كِسْر» الآن في مرحلة الثقة التامة واثق بانجازاته الماضية وواثق ببصيرته الواضحة للمستقبل».

من ناحيته قال مدير معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري انه «لمن حسن الطالع أن يأتي احتفالنا بمرور أربعين عاما على تأسيس المعهد في مرحلة مفصلية وفي ظل أجواء مناسبة لتجديد نشاط المعهد وتمكينه من أداء رسالته على أكمل وجه، وهي ظروف تستمد جودتها وقيمتها من الاهتمام الكبير الذي يحظى به المعهد ونشاط البحث العلمي في البلاد من قبل أمير البلاد وهو ما أدى الى اجراء عملية تقييم واسعة للبحث العلمي ووضع خطط تطويره، وقد تزامن ذلك مع تفضل سموه بتقديم مبلغ 150 مليون دولار لدعم برنامج يمول البحوث العلمية المتصله بالطاقة والبيئة والتغيير المناخي والتي أعلن عنها سموه في القمة الثالثة لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وهو ما يؤكد بأن البحث العلمي سوف يشهد مزيدا من الفرص التي تتيح له النجاح وتحقيق الأهداف المأمولة منه».

ورأى «ضرورة استذكار اسم لامع في تاريخ الكويت والأمة العربية والاسلامية والمجتمع الانساني، وأنه أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد، الذي كانت له المبادرة في طرح فكرة انشاء المعهد والسعي نحو تأسيسه ودعم مراحل تطوره»، متابعا «كما نستذكر بكل الاجلال أسماء قيادات المعهد وأبنائه الذين رحلوا عن دنيانا وأخص بالذكر الراحل الكبير الأستاذ عبد العزيز حسين رئيس أول مجلس أمناء، والدكتور عدنان العقيل، والدكتور حمود الرقبة رحمهم الله جميعا».

وبين «اننا هنا اليوم لنشكركم ولنسجل تقديرنا لكل المؤسسات التي قدمت أوجه الدعم للمعهد وأيضا لكل أصدقائه ولعملائه من مؤسسات وهيئات الدولة، اننا هنا لنعاهد الكويت على المضي قدما قي تقديم الاسهامات المنتظرة من البحث العلمي، فالكويت التي راهنت قبل أربعين عاما على البحث العلمي لامتلاك عوامل ومقومات التقدم وبناء الحضارة الجديدة، تنتظر منا دورا أكثر تعاظما يحفظ مواردها وثرواتها ويتيح لأبنائها رفاهية العيش ومقومات الأمن تجاه المستقبل الذي سنحقق له الكثير في ظل القيادة الحكيمة لأمير البلاد وسمو ولي العهد ورئيس الوزراء».

من جانبه، رأى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء معهد الكويت للأبحاث العلمية السابق راشد الراشد «ضرورة أن نستذكر أن عالمنا هو عالم المعرفة والبحث العلمي، ولاشك أن كل مراقب للتقدم العلمي لابد وأن يدعم مثل هذا المعهد بكل الوسائل، وعلى المعهد ومسؤوليه أن يتولوا أمر البحث العلمي وتطبيقاته العملية بكل جد ومسؤولية»، متابعا «لقد كنت أرى عندما توليت المشاركة بالمعهد أن يتطور هذا المعهد بل كنت أحلم بأن يكون في الكويت معاهد أكثر للأبحاث العلمية بكل صنوفها القابلة للتطبيق ومواكبة النهضة الاقتصادية والتنمية البشرية»، جازما أن «أي أمة تفقد الامساك بناصية العلم والبحث العلمي بصنوفه المختلفة فانها مرشحة لفقدان مستقبلها التنموي، فلايمكن أن تبقى الأمم مستمرة في الاستعارة من الآخرين دون أن تعير الآخرين بعضا من نتاجها العلمي، لأن التلاقح بالمعرفة والبحث هو من أهم الأسس لبناء التعايش الحضاري».

وقال رئيس اللجنة التنظيمية لهذه الاحتفالية الدكتور صالح المزيني «اذا كنا عنوان تأسيس المعهد فان عنوان كلمتي لكم هو باقة عطرة من الامتنان والثناء لهذه الوجوه الطيبة التي أبت الا أن نحتفل سويا بهذه الذكرى ذات المدلولات السامية».

وقام وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد بتكريم الوزراء والمديرين ونواب المدير العام ورؤساء مجالس الأمناء في المعهد، وتخلل الاحتفالية عرض غنائي وطني لفرقة تلفزيون الكويت، وعرض وثائقي عن مسيرة المعهد العلمية.


الصبيح: جاهزة للرد

 على تساؤلات وملاحظات النواب

|    كتبت هبة الحنفي   |


أكدت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح أن «الاستجواب حق دستوري لاخلاف عليه»، مبينة «بكل ثقة» أنها «جاهزة على الرد على كل التساؤلات والملاحظات التي سيطرحها النواب».

وردا على مدى استعدادها لمواجهة النواب في استجوابهم لها، قالت الصبيح «الاستجواب ممارسة ديموقراطية ولا أعتبرها مواجهة بل استعداد للرد على كل الملاحظات». وأعربت عن «شكرها» للنائب الدكتور سعد الشريع على تأجيله الاستجواب.

وثمنت الصبيح في تصريح على هامش احتفالية معهد الأبحاث العلمية «الدور العلمي الذي يقوم به في الكويت، ففي الكويت يعمل المعهد على ايجاد الطاقة البديلة الشمسية وغيرها من الطاقات الأخرى البديلة، كما أسهم في توفير الأمن الغذائي عبر مزارع الوفرة حيث حاولوا ايجاد أفضل السلالات الغذائية فيه».

وأشادت «بالجهود التي بذلها مدير المعهد الجديد الدكتور ناجي المطيري، فهو له خطط مستقبلية من شأنها النهوض بالمعهد وانجازاته وسيعزز الدور العلمي له».

وأبدت فخرها بالنتائج التي وصل اليها المعهد والمكانة التي حققها «فلنا الشرف في أن دولة منغوليا طلبت التعاون مع المعهد، وهذا سيعمل على تبادل المعرفة والاستفادة المتبادلة في ما بين الدولتين»، مؤكدة ان «معهد الكويت للأبحاث العلمية يمثل دورا كبيرا في الكويت ولابد من تعزيزه».



وزير الديوان والصبيح والدعيج يقطعون قالب حلوى الاحتفال  (تصوير علي السالم)



... ومتوسطاً مجموعة من الاطفال

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي