د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / قوائم انتخابية ثلاثية في الجهراء!

تصغير
تكبير
يتضايق البعض من طرح الرأي المخالف له، مع أن الدستور الكويتي يؤكد على هذه النقطة لأهميتها، إذ نصت المادة 30 على أن «الحرية الشخصية مكفولة»، كما أكدت المادة 36 على أن «لكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقاً للشروط والأوضاع التي يبينها القانون»، فحرية الرأي والتعبير هي صميم الديموقراطية، وقد وردت موادها في الدستور قبل مواد السلطة التشريعية، فالأصل هو الإنسان، ومن دون التأكيد على حريته الشخصية؛ تكون الحريات منقوصة، في بلد نتشدق فيه بالحريات ليلاً ونهاراً.
وعدتكم في مقال سابق بطرح مقترح في شأن الانتخابات في الدائرة الرابعة، التي تسيطر عليها كتلتان كبيرتان لا يمكن اختراقهما بأي حال من الأحوال من دون نظام القوائم، فالعمل المنظم يتفوق في النهاية بلا شك، وما نجم عن انتخابات 2008 أحدث هزة لدى ناخبي الجهراء، سرعان ما تناساها البعض بعد صدور مرسوم حل مجلس الأمة، «وعادت حليمة إلى عادتها القديمة»! وبدأ التنافس المحموم من دون حسابات انتخابية واقعية!
أقر تماماً أن من حق كل من تنطبق عليه شروط الترشيح لعضوية مجلس الأمة (مادة 82 بالدستور) أن يقدم نفسه للناس، فهذا أمر كفله الدستور منذ 48 عاماً، كما أن من حقنا أن ننتخب من نراه «الأفضل» - أقول هنا الأفضل دون غيره - خصوصاً ممن كان قاب قوسين من النجاح.

أقترح عليكم يا ناخبي الجهراء تشكيل «قائمتين ثلاثيتين» من أكثر مرشحي الجهراء حظاً في الفوز، بشرط توافر القوة والأمانة، ولنحرص على تنوع القائمتين لنضمن تمثيل جميع الأطياف، وحتى نستطيع اختراق مرشحي الكتل كثيرة العدد، وفي كل خير.
وأهمس هنا في أذن ناخبي الجهراء كلهم اعلموا أن الانتخابات عند بعضهم إثبات وجود (أنا مرشح إذاً أنا موجود... يا سلام على المنطق!)، وعند آخرين مكسب سياسي (خوش حجي!)، وهي طلب للشهرة عند من يصر على النزول لأعوام دونما فائدة (كدينا خير!)، ولأولئك من السابقين واللاحقين أقول: أقسم بالله العظيم أنه من حقكم النزول في كل انتخابات (أمة، بلدي، الجمعيات التعاونية، النوادي الرياضية...)، ولكن لنتعاون على الخير، والعاقل من يقتص الحق من نفسه، ويعرف حجمه، ألم تكن نتائج الانتخابات السابقة فرزاً لكم، ألم تصلكم رسالة الناخبين واضحة جلية كالشمس في رابعة النهار؛ أم أنكم في بيات شتوي حتى الآن؟
في الأفق:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أولٌ وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ حرةٍ
بلغت من العلياء كل مكان
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي