«العمر يا شامان»، هذه هي حال من اعتزل السياسة من النواب السابقين ونتمنى من البقية أن يعلنوا عدم ترشيحهم كي يرتاح الناس والمراقبون من صمت البعض ومواقف البعض الآخر.
نحن في دوائر «الفرعيات» بحاجة إلى رجال من طراز خاص، فالمسألة ليست وراثة، وعلى أبناء القبائل أن يتفهموا أن القصد من التغيير هو خروج الأصوات المنادية بعقلانية الاختيار، بعيداً عن النزعة القبلية، ونحن على ثقة كاملة في تحرك جديد يظهر لنا رجالاً أصحاب مواقف والخدمات لا تعيبهم إطلاقاً، كما يعتقد البعض، فالخدمات التي يقدمها النائب إنما هو مأجور عليها، ولكن لا يجب بأي حال من الأحوال أن تكون مواقفه متغيرة، فصوته في المجلس ومشاركاته في اللجان هي المقياس.
قد يكون الوقت «بدري» على هذه المطالبة نظراً إلى ظروف القاعدة الانتخابية في الدائرتين الرابعة والخامسة، ولكن حبذا لو تكاتف النواب الإصلاحيون، بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية، في وجه مطالبات الناخبين للعمل على قضائها من دون تأثير على مواقفهم، من خلال توفير آلية تضمن إعادة حقوق المواطنين والأخذ بزمام المبادرة مع زملائهم النواب في الدوائر الأخرى لإنعاش البلد والمشاركة في نهضته.
إننا مقبلون على وضع غير مفهوم، فالنواب في الدائرتين الرابعة والخامسة مازالوا يبحثون عن حل، وعين الداخلية تطالعهم... فما هو المخرج؟
إن الحل الوحيد يكمن في القاعدة الانتخابية رجالاً ونساء، فاختيار الأفضل الذي تتوافر فيه صفات النائب القدوة واجب حتمي، ومن بعض هذه الصفات على سبيل المثال: متحدث، واعٍ، رشيد، نزيه، ولديه ثقافة سياسية وبرنامج واضح وقابل للمساءلة الدورية من قبل الناخبين، والأهم أن يكون صاحب موقف لا يتراجع عن قناعاته الوطنية بعد مشاورة الناخبين في القضايا الحساسة!
هل هذا الأمر صعب المنال؟ لا نعتقد ذلك فأبناء القبائل على وعي بحساسية الوضع، واختيارهم يحدد ماهية المرحلة المقبلة لو أنهم تركوا الفزعة القبلية والعاطفة عند الاختيار. فهل يعتزل بقية النواب ويفسحون المجال أمام النواب القدوة؟ والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]