تركي العازمي / هموم الدوائر لدى المرشحين!

تصغير
تكبير
مرت المجالس النيابية الأخيرة بدورات نكاد نجزم بأن الدوائر الخمس هي الأفضل لو تم توزيعها بشكل أكثر عدالة، خصوصاً في الدائرة الثانية، لأن الفارق في عدد الناخبين فيها أقل بكثير عن باقي الدوائر. ورغم ذلك تكون أفضل لو أجريت بشكل أحسن ونقصد هنا الأحداث التي رافقتها.
المهم من عنوان هذا المقال محصور في أيديولوجية المرشحين في الدوائر، وكيف أن همومهم قد تجاوزت هموم السواد الأعظم، ممن يناشدون بالحرية في الاختيار والتصويت للمرشح الوطني!
في الدائرتين الرابعة والخامسة تتحدث لغة الأرقام وتفرض نفسها بعد أن يتم عمل تصفية، فرعية، تشاورية أو سمها ما شئت.

في هاتين الدائرتين يعتقد البعض أن حملة الشهادات الجامعية، أو ما فوق في مصاف المثقفين، وهي نظرة لنا عليها ملاحظات عدة، فالتصفيات تخرج لنا نوعية لو تم عمل تقييم عادل لمواقفها وطرحها لكان الأمر مختلفاً.
الحاصل... إنهم متعلمون وليسوا بمثقفين، وإلا كيف لنا بقبول نوعية محصور همها في إنهاء الخدمات وحشد عدد معين تتم خدمته من خلال المفاتيح والعلاقات وبعد نجاح المرشح «تعال دور عليه»؟
إن الشهادة لا تعكس بالضرورة مدى ثقافة ووعي المرشح، فقط تجد من يحمل الشهادة العليا، ولكن مواقفه ورؤيته سطحية، ولكن «ربعه» ساندوه والبقية لها المولى عز وجل.
أذكر أن زميلاً اتصل بي وأخذ يوجه سهام العتب واللوم على الكتلة المثقفة، وكيف أنها أخرجت من لا طعم ولا لون ولا رائحة له في المجالس السابقة، فكان ردي: «إنها الثقافة يا سيدي، و(حبة خشم) وواسطة يلزم بها المرشح الناخبين في التصويت له، مع أن هذا واجب يُشكر عليه، ولكن لا يعني بالضرورة واجب التصويت، فالصوت أمانة والإسهامات داخل المجلس ولجانه هي العامل الحقيقي لمعرفة كفاءة المرشح عند الاختيار».
أما الدائرة الثالثة، فهي نموذج حي وتعد الأفضل في مخرجاتها مقارنة بباقي الدوائر، في حين يظل الأمر بالنسبة إلى باقي الدوائر مختلف الرؤى ما بين التطلعات الفردية وأمور أخرى، ولكنها بلا شك تختلف همومها عن هموم الدائرتين الرابعة والخامسة.
يعتقد البعض أن الدائرة الواحدة هي الأفضل، ونحن نوافقهم الرأي، ولكن على الجميع إدراك الحاجة الملحة في تغيير ثقافة المجتمع من خلال توعيته لننعم في تركيبة نيابية صالحة همها الوطن وعموم الشعب ومقيميه. مما تقدم، نطلب من قاعدة الناخبين الالتفات إلى الأحداث الأخيرة ومعاينة مواقف النواب السابقين بعين ثاقبة من دون تحيز.
إننا نناشدكم لأننا أصبحنا قلقين على طبيعة الممارسة الديموقراطية وكيفية الاختيار، حينما يقف الفرد أمام صندوق الاقتراع، ولا يعلم بتصويته إلا المولى عز وجل: فليذهب الصوت للأمين النزيه الصالح الرشيد ذي الحس الوطني، فيكفينا يا إخوة ويا أخوات المجتمع الكويتي ما مررنا خلاله في الأعوام الماضية التي أعطتنا الدروس الكافية لإعادة ثقافة الاختيار فهل فهمنا تلك الدروس؟ والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي