د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / يا مرشحي الجهراء اتحدوا!

تصغير
تكبير
غريب أمر أهل الجهراء، خصوصاً ناخبي الدائرة 19 سابقاً، والظاهر أن المشكلة طالت ناخبي الجهراء كلهم بعد الدوائر الخمس! ولعل البعض يسأل وما الغريب في الأمر؟
الغريب يا سادة أن الدائرة 19 كان ينجح فيها في الغالب من هم من خارج الجهراء، ولا أعني أنهم من غير ساكنيها، بل سكنوها لاحقاً، ودققوا في الأسماء يا أهالي الجهراء ستعرفون صدق ما أقول!
تفرز فرعية إحدى أكبر القبائل في الدائرة 19 اثنين من مرشحيها في عام من الأعوام، والنتيجة فوز مرشح من القبيلة نفسها لم يدخل الفرعية (وكان قريب عهد بالجهراء أي لم يسكنها إلا حديثاً)! رغم قلة عدد الفخذ الذي ينتمي إليه، ولعلكم تستغربون لو علمتم أن من فاز في الفرعية لم يحصلوا في الانتخابات العامة حتى على الأصوات التي حصلوا عليها في الفرعية!

لقد كانت الدائرة 20 أكثر استقراراً من الدائرة 19، وإن حدثت بعض المناوشات أحياناً، ولكن بعد التوزيعة الجديدة للدوائر الخمس «ضاعت الجهراء في الرجلين» وفقدت من يمثلها في مجلس الأمة! وحتى من فاز بحكم قضائي لا يعتبر من أهالي الجهراء، وإذا كنت مخطئاً نبهوني!
المشكلة أن كل من يرشح نفسه للانتخابات يعتقد جازماً أنه فائز، والأول بلا شك، هكذا يرددون عندما نلتقيهم هنا وهناك! إن الكثرة يا سادة تغلب الشجاعة، هكذا تعلمنا وهذه هي الحياة، والتهور منقصة للرجال، كما أن السياسة لا مجال فيها لمغامرات من هذا النوع، بل هي دهاء ووعي بالعملية الانتخابية التي يجب أن نكون أكثر إدراكاً لها.
مرشحو القبائل الأخرى كثيرة العدد من خارج الجهراء أغروا الكثيرين ممن ينتمون إلى القبيلة ذاتها من أهالي الجهراء للعمل معهم، ونسي هؤلاء بانحيازهم للقبيلة أن يختاروا من يحمل همّ محافظتهم ومنطقتهم! فكانت النتيجة ألا تمثيل لها في الخريطة البرلمانية!
أقول لأهالي الجهراء، وأنا منهم... «نستاهل اللي صار فينا»، وإن لم نراجع أنفسنا سيتكرر السيناريو والمشهد نفسه، وكأنني أرى بين عيني ما سيحدث بعد شهرين! إن علتنا داخلية! إنها الحسد، نعطي قريب العهد بالجهراء والبعيدين عنها، ونمنع الصوت عن أبنائها وأهلها!
اتحدوا يا أهل الجهراء اتحدوا، واختاروا من مرشحيكم الفضلاء وهم كثر، ولا أعني هنا أنني أحارب غيرهم من المناطق الأخرى، ولكن من حقنا أن يكون لنا ممثلون في مجلس الأمة يحملون همومنا، ونستطيع الوصول إليهم، وسوف أقترح مقترحاً في هذا الصدد في المقال المقبل بإذن الله.
في الأفق:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي