تركي العازمي / الانتخابات المقبلة!

تصغير
تكبير
قال ولي الأمر كلمته وكانت رسالة واضحة لقاعدة الناخبين تركزت على الأسباب والدعوة إلى اختيار الأصلح: فكيف لنا تحقيق ذلك؟ شهران فقط يفصلانا عن العرس الانتخابي المقبل، ونتمنى في هذا المقال التركيز على ما هو مطلوب من الجميع في مجتمع صغير صورت أحداثه الأخيرة المستويات الفكرية، النفسية، السياسية، الاجتماعية، والقيادية التي نستطيع وفقها تحديد هوية نواب المجلس المقبل وأعضاء الحكومة.
أولاً: على الجميع اختيار الكفاءات فقط ممن يتصفون بصفة الرشد التي لا ترتبط بالعمر إطلاقاً. والرشد نركز عليه كونه أحد سمات القادة الناجحين، إذ يتمكن القائد من الاحتكام إلى لغة العقل ومعالجة الأمور بحكمة، ونتمنى ألا نشاهد منظر الفرعيات مرة أخرى. فالنائب المتوقع وصوله يجب أن يصل إلى مجلس الأمة عبر هوية وطنية خالصة وفكر نير، ولابد من مراجعة البرنامج الانتخابي للمرشح وتقييم مستواه، بعيداً عن العاطفة وتأثيرها سواء كانت على سبيل دافع القبلية، الحزبية، الفئوية وغيرها من الأمور التي أوصلت إلى حالات الاحتقان السياسي التي شهدتها البلاد أخيراً... وإنني أعلم أن هذا الأمر صعب في بعض الدوائر، وتحديداً في الدائرتين الرابعة والخامسة، ولكن أملنا في الشباب والشابات بعد توفيق الله كبير.
ثانياً: الحكومة يجب أن تختار الوزراء الأقوياء بعيداً عن عناصر التأزيم، ويجب أن يكون الوزير صاحب قرار يتابع ما ينشر وينزل إلى الشارع الكويتي لملامسة همومه عن قرب والعمل على حلها.

إن مشكلة الحكومة أنها بعيدة عن حقيقة المشاكل، ونقترح على الحكومة المقبلة أن تقوم بإعداد برامج لزيارات ميدانية لمحافظات الكويت للالتقاء بالشعب الكويتي، وأن يكون هناك مبدأ ثواب وعقاب وإعادة تقييم للقيادات التنفيذية في وزارات الدولة. والحكومة كذلك مطالبة بمراجعة ما كان يطرح بشكل جدي لوضع برنامج خطة عمل محكمة ومحددة بتاريخ زمني للتنفيذ، وأن تكون لديها سعة صدر في قبول الرأي الآخر، وهذا لابد أن تتابعه ليونة في التعامل من قبل أعضاء مجلس الأمة الجدد.
وأخيراً، نرى أنه في ظل وجود خطة عمل وإنشاء مكاتب استراتيجية في كل وزارة تابعة مباشرة لرئيس مجلس الوزراء يكون بالإمكان متابعة البرنامج الحكومي وإيصال المعلومة بشكل أسرع وبطريقة اتصال أكثر فعالية مع مجلس الأمة.
ومن هنا، نؤكد على أن وسيلة الاتصال بين الأمة والحكومة بحاجة إلى اهتمام، فأحياناً بعض العبارات تدفع نحو الاحتقان، وبالإمكان لو تفهم النواب والوزراء ضرورة الارتقاء في مستوى الحوار والخطاب واختيار المفردات الصحيحة وبعض لغات الجسد السليمة نستطيع تجنب الانفعال الذي حصل في مواقف سالفة بين الأعضاء من الجهتين وبين النواب أنفسهم.
عموماً، نحن أمام اختيار صعب وامتحان أصعب بعد الأحداث الأخيرة، فهل تستوعب قاعدة الناخبين الدرس وتختار نواباً على قدر عالٍ من المسؤولية؟ وهل تأتي التشكيلة الوزارية بشكل آخر بعيداً عن سابقاتها؟ والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي