Off Side / ذهب ... ولم يَعُدْ

تصغير
تكبير
• هل يكفي تسجيل البرازيلي رونالدو هدفا في اللحظات الاخيرة من احدى المباريات للتسليم بانه عاد بقوة إلى السّاحة؟
كثيرون تحدثوا عن ذاك الهدف الرأسي الذي انتزع التعادل لكورينثيانز في المباراة امام بالميراس (1 - 1) ضمن بطولة ساو باولو البرازيلية لكرة القدم، غير ان هدفا واحدا لا يمكن، بأي حال من الاحوال، ان يختصر بطولات وألقاب رونالدو، ولا يمكن في المقابل ان يعلن بأن «البطل لا يموت».
كل من تابع لقطات من المباراة نفسها رأى بأم العين ان حركة رونالدو، بطل وهداف مونديال 2002، لم تعد رشيقة كما كانت قبل سنوات.
صحيح ان الموهبة ولدت مذ ابصر رونالدو النور غير ان الاصابات المتعددة التي سقط اللاعب في شركها وابتعاده عن اجواء المباريات وتقدمه في السن، كلها عناصر من شأنها ان تشكل عذراً لـ «الظاهرة».
رونالدو لم يعد إلى الواجهة، ولن يعود بتاتا اليها، وما الهدف القاتل في مرمى بالميراس سوى ترجمة واقعية لواجب اي مهاجم في اي فريق.
رونالدو «الراسخ في اذهاننا»... ذهب ولن يعود.
• هل يستحق فريق مانشستر يونايتد الانكليزي كل ما يثار حوله في الوقت الراهن؟
لا خلاف على انه ناد «سوبر» قادر على الفوز حتى عندما يقدم لاعبوه اداء سيئا (هذه الصفة كانت حكرا على منتخب المانيا في الماضي)، غير ان الحظ لعب كثيرا في صالح كتيبة المدرب الاسكتلندي اليكس فيرغوسون.
تخرج الصحف يوميا بعناوين متفجرة ترسم امام ناظري عشاق كرة القدم طريقا يصل بـ «الشياطين الحمر» إلى مجد بخمسة اضلاع (اي خمسة ألقاب).
في البداية، تجب الاشارة إلى ان مانشستر يونايتد بدأ الموسم 2008/2009 وامامه حرب مفتوحة على سبع جبهات وليس ستا كما يدعي كثيرون.
الاختبار الاول تمثل بمباراة الدرع الخيرية سابقا والتي باتت تحمل اليوم اسم «كوميونيتي شيلد» وتجمع مطلع كل موسم بين بطل الدوري وبين حامل الكأس، وبها نجح رجال فيرغوسون في تسطير بداية موفقة على حساب بورتسموث بركلات الجزاء الترجيحية 3 - 1 بعد انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي.
لقب اول فات الكثيرين الاتيان على ذكره.
الاختبار الثاني تمثل في مباراة كأس السوبر الاوروبية التي تجمع سنويا في موناكو (فرنسا) بين بطل مسابقة دوري الابطال وبطل مسابقة كأس الاتحاد، وفيها سقط مانشستر يونايتد امام زينيت سان بطرسبورغ الروسي بنتيجة 1 - 2.
وعاد «الشياطين الحمر» ليضمدوا «الجرح الاوروبي» العابر في طوكيو حيث انتزعوا كأس العالم للاندية على حساب ليغا ديبورتيفا يونيفرسيتاريا دي كيتو الاكوادوري 1 - صفر في النهائي.
وهكذا بات في جعبة مانشستر لقبان من اصل ثلاثة ممكنة، ما لبث ان رفع رصيده منها إلى ثلاثة من اصل اربعة ممكنة اثر نهائي مسابقة كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة والذي اسفر عن تتويج «غير مستحق» للبرتغالي كريستيانو رونالدو وزملائه على حساب توتنهام هوتسبر «الرائع» وبركلات الترجيح ايضا 4 - 1 بعد انتهاء المباراة بوقتيها الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي. وبموجب جردة حساب، يكون مانشستر احرز لقبين من اصل اربعة بركلات الترجيح (ركلات الحظ) ولقبا بنتيجة 1 - صفر (كأس العالم للاندية) مع العلم ان الفريق الانكليزي كان محظوظا جدا في طوكيو إذ تحاشى لقاء خصم اقوى في النهائي بعد فشل اي ممثل برازيلي او ارجنتيني من الوصول إلى اليابان على خلفية المفاجأة الصاعقة وغير المنتظرة التي حققها ليغا دي كيتو الاكوادوري عندما اجترح المعجزة باحراز لقب بطل كأس ليبرتادوريس لأندية اميركا الجنوبية والذي يشكل تأشيرة مشاركة مباشرة في كأس العالم للاندية.
نشير فقط إلى ان مانشستر يونايتد كان انتزع كأس دوري ابطال اوروبا في العام الماضي على حساب مواطنه تشلسي بركلات الترجيح ايضا وايضا مع العلم ان قائد الـ «بلوز» جون تيري اضاع ركلة حاسمة كانت كفيلة فيما لو هزت الشباك ان تمنح اللقب القاري للروسي رومان ابراموفيتش مالك النادي اللندني. واليوم ما زال امام مانشستر ثلاثة ألقاب ليكمل السداسية وليس الخماسية كما يدعي البعض، وهي الدوري الانكليزي الذي يبدو في متناوله، ودوري ابطال اوروبا في حال قدر له اولا تجاوز انترميلان الايطالي اليوم في اياب ثمن النهائي، وكأس انكلترا التي بلغ دورها نصف النهائي ويتجه ربما إلى «لقاء مسمار» مع غريمه تشلسي في النهائي».
في ضوء كل ما جاء آنفا، يتضح ان مانشستر حصد حتى اليوم ثلاثة ألقاب من اصل سبعة متاحة، وهو مازال «حيا» على ثلاث جبهات، وفي حال وفق في التتويج اثر معاركها، فهو سيصل إلى معدل ستة على سبعة كحد اقصى. ولكن قبل ذلك، يتوجب على دعاة الواقعية ان يتذكروا بأن الدوري الممتاز ما زال حيا يرزق، وكأس انكلترا لم تستقر في خزائن «اولد ترافورد» حتى الساعة، وكأس دوري الابطال لم تتخذ القرار التاريخي بالاستسلام للمرة الثانية على التوالي للفارس نفسه.


• بالإمكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت: www.alraimedia.com


سهيل الحويك
[email protected]



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي