سعد صالح الخنة / مجرد رأي / بين الضيّق والواسع... تايهين

تصغير
تكبير
يبدو أن الحكومة بالها واسع في كل شيء، فلا خطة تنمية لديها واضحة المعالم، ولا آليات لتنفيذها، كما أنه لا أولويات لديها يمكن أن تحسسنا بأنها تعمل لتحقيقها. أما الأوضاع فلا تسر خاطراً من تردي الرعاية الصحية إلى تدني مستوى التعليم في المدارس في ظل تصاعد تكلفة الدروس الخصوصية، وزيادة تكاليف التعليم الباهظة في الجامعات خارج الكويت، والتي أثقلت كاهلنا. أسأل الله أن يرأف بحالنا في الأيام المقبلة من الأخطار المحدقة بنا سواء كانت خارجية أو داخلية، كما أسأله سبحانه أن يسخّر لنا أهل الهمم العالية والنفوس السوية الصافية التي باستطاعتها الإصلاح وتوحيد الجبهة الداخلية وتحصينها من أي فتنة.
إن ما نشهده اليوم من ضيق صدر لدى بعض أعضاء مجلس الأمة، الذين ردة فعلهم عالية، والذين تحكم تصرفاتهم اللعبة الانتخابية المقبلة وكيفية كسبها، يشير إلى أن غاية هؤلاء النواب حل مجلس الأمة والعودة إلى الشارع، وبالتالي فإن تصرفاتهم كلها تصب في هذا المجال. وهذا عكس ما أراده الشعب حين اختار مجلساً يتوقع منه أن يعمل على تحقيق الحد الأدنى من تطلعاته عبر سن تشريعات عادلة وملائمة، فضلاً عن قيام المجلس بدوره الرقابي الموزون على أداء الحكومة في تنفيذها للأجندة الموكلة بها لمصلحة الشعب والبلاد.
ومع شديد الأسف، فإنه منذ أكثر من عقد ونصف العقد وحال التنمية متوقف، كما هو عليه، لا بل تردى أكثر، رغم أن النفط تجاوز في المدة الأخير - قبل أن يهبط - المئة دولار للبرميل الواحد. ومع هذه الطفرة في أسعار النفط لم يرَ الشعب ما يسر خاطره. واللافت أن كل شيء انقلب رأساً على عقب، فأصبحت تجد بعض الأشخاص في مناصب لا يستحقونها، فيما الأمناء المحترمون، عزيزو النفس، على الرف.

هذه الأمور كلها تدعونا جميعاً إلى التضرع بالدعاء إلى الباري عزّ وجلّ: «اللهم احفظ ديرتنا، وأدم نعمتك علينا، وسخّر لنا الناس المحبة النظيفة، واكفنا برحمتك كل من فيه شر». آمين.
سعد صالح الخنة
محامٍ كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي